التمكين: مطَّب لن تتجاوزة المصالحة الفصائلية الفلسطينية
تاريخ النشر: 30/11/17 | 5:23لا تفرحوا بالصيد يا صائدينة..ما جابَت هذا الصيد الا امور صعائب..يبدو ان المنظومة الفلسطينية والعربية الصهيونية ترى في قطاع غزة ووضعة المزري صيد لحظة ثمين لتمكين القوى الخائبة والعائبة من السيطرة على قطاع غزة وفرض الاستسلام على حركة حماس من خلال نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بذريعة “الشرعية” المزعومة العائدة الى غزة بعد غياب طال عشرة سنوات في اعقاب هزيمة قوات حركة فتح امام مقاتلي حماس عام 2007, وبالتالي ما هو حاصل ويحصل في لعبة المصالحة الفصائلية الفلسطينية هو “قال بحبيلَك..قال صاحيلك” والذي تعني ان لعبة حركة فتح ومن وراءها مكشوفة تماما لحركة حماس وللجميع وهدفها المركزي ليست ادارة غزة لابل نزع سلاح المقاومة وهو مطلب اسرائيلي والى حد بعيد مطلب مصري وغربي امبريالي, وما تصريح حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية في حركة فتح الا دليل من ادلة كثيرة تقطع الشك باليقين حين يقول في مقابلة تلفزيونية 27.11.017 أن” المصالحة لا تتم إلا بوجود سلاح واحد وسلطة واحدة وقانون واحد.لإن سلاح المقاومة ليس شأنا تنظيميا ولا فصائليا” وشدد الشيخ “على أن تمكين الحكومة يجب أن يشمل كافة الملفات الإدارية والمالية والأمنية، وأنه لن يتم الانتقال إلى أي ملف آخر في المصالحة قبل إنهاء الانقسام عبر التمكين الكامل والشامل للحكومة” وردا على تصريحات الشيخ قال نائب رئيس الحركة في غزة خليل الحيّة في مؤتمر صحافي، إن “رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هو مسؤولية الحكومة، ولا يجب عليها التهرّب من مسؤولياتها”.وأوضح الحية ” أن الفصائل الفلسطينية فشلت في إلزام حركة “فتح” والحكومة الفلسطينية في رفع الإجراءات العقابية، التي فرضتها في آذار/مارس عن سكان القطاع.وأضاف “لا خيار أمام الحكومة أو حركة فتح إلا برفع العقوبات، هذه مسألة مهمة”، مطالبا بدفع رواتب الموظفين الذين عينتهم حماس خلال إدارتها للقطاع، في كانون الأول/ديسمبر حسبما ينص اتفاق المصالحة.وذكر الحيّة أن حركة “فتح” بررت رفضها بسعيها لتمكين الحكومة الفلسطينية واستلامها كامل مهامها في غزة، مضيفا أن “توجّه الفصائل في لقاء القاهرة، كان الفصل بين استلام الحكومة مهامها وحق الشعب في أن ترفع عنه كل العقوبات اللا إنسانية، حتى المصريون كان هذا رأيهم رفع العقوبات”. ودعا الحية الى “الكف من قبل كل الأطراف عن تناول سلاح المقاومة”، معتبرا أنه “لا يقبل أي نقاش، إنما هو خط أحمر بامتياز”.. وهاجم الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري، موقف حسين الشيخ، قائلا إن «إخضاع سلاح المقاومة يعكس سوء النيات ويمثل تكراراً لمطالب الاحتلال». وأضاف عبر موقع «تويتر»: «على أمثال هؤلاء أن يدركوا أن رغبتهم بالنيل من سلاح المقاومة هي مجرد أضغاث أحلام».
من الجدير بالذكر ان التمكين بالنسبة لمحمود عباس يعني فرض سيطرتة الكاملة على قطاع غزة بدون مشاركة حماس ولا قوات امنها وهذا يعني احلال قوة امن فلسطينية تابعة لعباس مكان القوة الامنية العاملة في هذا الاوان في غزة..احلال جهاز امن جديد بدلا من الموجود, بمعنى واضح: انهاء عمل كل ماهو تابع لحماس من شرطة وموظفين ورجال امن دون قيد او شرط على ان يحل مكانهم افراد شرطة وقوات امن تابعة وموالية لسلطة رام الله وبالتالي لا تنحصر المطبات فقط في نزع سلاح المقاومة فقط لا بل في نهج “كل شئ او لا شئ” وهذا ماجرى, فمثلا عند استلام قوات امن عباس معبر رفح رفضت وجود اي موظف كان يعمل في المعبرفي العشر سنوات الاخيرة لابل قامت القوة الوافدة بمعاملة موظفي “حماس” بازدراء وعدم احترام بدلا من ابداء روح المصالحة والتسامح.. الاشكالية لا تكمن في وحدة الشعب الفلسطيني فهو شعب موحد وطنا ومهجرا لابل في وحدة فصائل سلطة” اوسلو” المنقسمة فيما بينها والاشكالية الكبرى تكمن في نهج محمود عباس الاستسلامي..عباس منتهية فترة رئاستة منذ سنين طويلة وشرعيته الشعبية الفلسطينية انتهت منذ زمن والحاصل ان عباس وعصابتة يستولون على السلطة قسريا عبر دعم الاحتلال والانظمة العربية الساقطة تاريخيا…؟؟
واضح تمام الوضوح ان حصار قطاع غزة سيف مسلط على رقبة حركة حماس وواضح ايضا ان جماعة رام الله مسلحون ومدعومون في تفاوضهم مع حركة حماس بسلاح الحصار والمقاطعة المضروب على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني والنظام المصري ” النظام المصري ليست وسيطا نزيها بين حركتي حماس وفتح” حيث تحولت المعابر اللتي تتحكم بها مصر وسلطات الاحتلال الاسرائيلي الى ابواب سجن يقبع بداخلة سكان قطاع غزة, تغلقه مصر والكيان متى شاءوا كورقة ضغط على حماس عبر حرمان سكان القطاع من السفر والحركة والحياة الكريمة وبالتالي الجاري هو ان الكيان ومصر يريدان ليس فقط تمكين سلطة محمود عباس من ادارة المعابر بما فيها معبر رفح لا بل ان الهدف الاستراتيجي هو تمكين جماعة عباس من السيطرة على قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية.. اسوأ السيناريوهات المطروحه في حال فشل المصالحة الفلسطينية هو التدخل العسكري من قبل مصر والكيان لاسقاط نظام حكم حماس في غزة وتسليم القطاع لجماعة محمود عباس..المعادلة الانية: الخبز مقابل سلاح المقاومة والمعادلة القادمة: الحرب لضرب سلاح المقاومة؟.. سيناريوهات واردة ومحتملة لكن ليس بالضرورة ان تدور الاحداث بهذا الشكل.. لربما هنالك سيناريوهات اخرى,لكن في المحصلة الهدف هو نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة او تحجيم دورها على الاقل !؟
دعونا ناخذ موقف ما بين المتشائم والمتفائل ونسمية كما اسموة غيرنا من قبل بموقف المتشائل ” بين وبين” لنقول ان قطاع غزة مقبل على احداث جسيمة بسبب تعنت جماعة رام الله واصرارها على سحق وجود اي دور لحركة حماس والمقاومة في غزة وهذا الامر شبة مستحيل لان قوة حماس في غزة ضاربة وضرب هذه القوة يتطلب تحالف بين رام الله ومصر والكيان الاسرائيلي ..هذا التحالف” الثلاثي” في المواقف من سلاح المقاومة حاصل الان عبر المفاوضات والترويج لمفهوم “تمكين” مغلوط وخطير…الواضح ان التمكين بهذا الشكل يعني تلبية المطلب الصهيوني وهو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه وهذا ما ترفضة حركتي حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة في قطاع غزة..!
المحصلة الحاصلة ان “التمكين” ليست مطب لن تتمكن المصالحة الفصائلية الفلسطينية تجاوزة فحسب لابل سيكون اللُغم اللذي سيفجر المصالحة الفصائلية ولربما الحرب في قطاع غزة…في الوقت الراهن اكبر عائق يقف امام حركة تحرر الشعب الفلسطيني هو جماعات ” اوسلو” والنزاعات الفصائلية الفلسطينية والسؤال المطرو ح: لماذا لم تكن بداية ” التمكين” اولا في رام الله وبعدها في غزة .. تحرير الشعب الفلسطيني من شرك اوسلو والفصائلية.. لا يوجد اي شرعية وطنية وقانونية لا لحكم حركة فتح وعباس في رام الله ولا لحكم حركة حماس في غزة.. التمكين الاستراتيجي المطلوب هو تمكين الشعب الفلسطيني من كنس جماعة اوسلو الى مزبلة التاريخ حتى تعيش غزة ورام الله وكامل الوطن الفلسطيني المحتل والاسير بكرامة وعزة وطنية…تأكدوا ان عصر محمود عباس جلب ويجلب فقط الكوارث الوطنية ومزيد من الاستيطان والاحتلال.. رحيل الجيفة بكل اطرافها سينقي الهواء الوطني الفلسطيني.. التمكين والشرعية وكل اكاذيب عصابة اوسلو مضيعة للوقت يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني غاليا… ماذا لوقلبنا المعادلة لنقول : فل يبدا التمكين من الضفة ورام الله اولا ومن ثم قطاع غزة..معادلة صحيحة ولن يصح الا الصحيح.. التمكين: مطب لن تتجاوزة المصالحة الفصائلية الفلسطينية!!
د. شكري الهزَّيل