ندوة سياسية حول وعد بلفوز بيافة الناصرة

تاريخ النشر: 30/11/17 | 15:07

بدعوة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية في يافة الناصرة أقيمت ندوة سياسية هامة بمشاركة النائب د. يوسف جبارين والبرفيسور غادي الغازي من جامعة تل ابيب، بعنوان: 100 سنة على وعد بلفور و70 سنة على قرار التقسيم – هل المنطقة امام سايكس بيكو جديد؟!. وشارك في الندوة العشرات من أهالي يافة الناصرة والمنطقة، ورئيس المجلس المحلي المحامي عمران كنانة والعديد من رفاق الشبيبة الشيوعية.
افتتح الندوة شادي خليلية سكرتير الجبهة في يافة، مرحبا بالضيوف والمشاركين، مستذكرًا الذكرى السبعين لقرار التقسيم الذي يصادف في 29.11، وهو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا على استمرار النضال من اجل قضية شعبنا العادلة بإقامة دولته المستقلة.
وتحدث البروفيسور غادي الغازي حول الظروف التاريخية التي تزامنت مع وعد بلفور، الذي منح للحركة الصهيونية، ومكاتبات مكماهون مع الشريف حسين، التي تضمنت وعودًا كاذبة للعربن لم تكن هناك أي نية لتنفيذها. وتطرق الغازي الى الخلافات والتنافس البريطاني الفرنسي، ورغبة بريطانيا واهتمامها بتأمين مسارات امنة الى مستعمراتها في الهند، وتأمين وحماية قناة السويس، قبل بزوغ عهد النفط والاطماع التي تلته.
وأشار الغازي الى ان الفرنسيين انتقموا من البريطانيين بمنح الحركة الصهيونية كل ما أرادوا من الدعم والسلاح، مناكفة ببريطانيا. وذكر ان السفينة المشهورة “التلينا” التي قصفها بن غوريون في صيف العام 1948 حملت السلاح من فرنسا الى قوات الايتسل بزعامة بيغن.
وأكد البروفيسور الغازي ان الوثائق والمستندات التي يتم الكشف عنها اليوم تثبت ان بريطانيا خططت منذ بداية انتدابها لفلسطين والمنطقة خططت جلب سكان من مالطا الى حيفا، وجلب الهنود للعراق، كذلك توطين قوميات أخرى في قبرص، لكونها موقعًا استراتيجيًا. هذه المخططات اعدت لتشديد النزاع بين السكان المحليين والمهاجرين لتاجيج الخلافات بينهم وتسهيل السيطرة البريطانية. الا انها بقيت على الورق، ما عدا مخطط واحد- وهو المخطط الخاص بفلسطين.
وتطرق الغازي الى المؤامرات الامبريالية المستمرة، وابعاد قرار التقسيم الذي ما زالت نتائجه وابعاده تتفاعل حتى اليوم. معربًا عن عدم عدالة هذا القرار، ومثنيًا على الموقف المبدئي لاميل توما، في تبني الرؤية الديمقراطية في فلسطين لكافة سكانها. وقال الغازي انه يجب ان ننظر الى هذا التاريخ بتعمق، للوقوف عند هذه النقطة المفصلية. وأكد تبنيه لمبدأ ثنائية القومية في إسرائيل، لضمان الحقوق المتساوية للجميع، مع التاكيد على حقوق السكان الأصليين الفلسطينيين.
وتحدث النائب يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، مؤكدًا على أهمية ونشاط حركة ترابط، وضرورة إنهاء الخلاف مع الجبهة وعودة ترابط الى داخل الاطار الجبهوي، لأن الشراكة في النضال تحتم علينا ان نكون في صف واحد متراصين امام المد اليميني، ومن اجل رفع القيم النضالية التي نؤمن بها.

وتطرق جبارين الى قانون القومية الذي تناقشه الكنيست اليوم، مذكرًا باوجه الشبه بينه وبين وعد بلفور. فبريطانيا لا تملك الحق اساسًا باعطاء وعد لارض ليست لها، والانكى من ذلك انها تصف الفلسطينيين، “بغير اليهود”، وتحول المهاجرين الجدد الى أصحاب الحق وأصحاب المكان. وتتعامل مع “غير اليهود” من منطلق حقوقهم الدينية والمدنية وكأنهم مجموعة طوائف! هذه التوصيفات هي ذات الأسس التي ينطلق منها قانون القومية.
وقال جبارين من يدعم قانون القومية لا يعترف ولا يريد دولة فلسطينية، وضم مناطق ج الى إسرائيل كما يطالب العديد من قيادات الائتلاف الحكومي اليميني، يبقي اقل من 10% من مساحة فلسطين التاريخية لاقامة الدولة الفلسطينية! هذه الطروحات تتعاظم مع وجود الادارة الامريكية الجديدة.
وتطرق جبارين الى أوجه الاختلاف بين قرار التقسيم الصادر عن هيئة الامم المتحدة، الذي نص على اقرار دستور ديمقراطي في كل دولة، وحماية حقوق العرب وصون لغتهم. وما يجري اليوم منمحاولات لالغاء البنود التي تضمنها مبادئ قرار التقسيم، الذي تحتفل به إسرائيل.
وأشار جبارين الى ان حدود 67 هي حدود وقف اطلاق نار، بينما القرار 181 هو قرار دولي اممي. وأشار الى انه بعثت برسالة للسفير البريطاني، في مؤية وعد بلفور، يطالبه بانتهاج سياسة جديدة تنصف الشعب الفلسطيني وحقوق المواطنين العرب. فكان رده دون اي تراجع عما جاء في كتاب بلفور، وشدد على الوصول الى حل بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 مع تبادل أراضي، والقدس عاصمة مشتركة القدس، وحل عادل ومنصف لقضية اللاجئين لكن دون تفاصيل.
وتطرق جبارين الى زيارة وفد القائمة المشتركة الى الاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول المتقدمة OECD، مؤكدًا على أهمية تكثيف هذه الزيارات وتجنيد المؤسسات والمنظمات الدولية للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب قضايا المواطنين العرب في البلاد.
وتم فتح باب الحوار والنقاش للجمهور حيث شارك العديد منهم في مداخلات واسئلة قيمة، أجاب عليها الدكتور جبارين والبروفيسور الغازي بتوسع. وشكر سكرتير الجبهة شادي خليلية الضيفان على هذه الندوة القيمة، والجمهور الكريم على مشاركتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة