الأطفال والكوليسترول…موضوع هام لكل أم
تاريخ النشر: 30/08/11 | 0:44طبيب الأطفال لاحظ أن طفلي البالغ ثماني سنوات لديه ارتفاع في الكولسترول، والغريب أنه ليس سمينا. وينصح الطبيب بتناوله دواء لخفض الكولسترول، كيف يتم علاجه؟موضوع الكولسترول لدى الأطفال بالفعل هو موضوع مهم وتحتاج الأمهات بالعموم إلى معرفة جوانب عنه. والسمنة بالعموم ليست علامة على ارتفاع الكولسترول، وهذا بالنسبة للأطفال وبالنسبة أيضا للبالغين.
ولذا ربما يكون وزن الإنسان طبيعيا ومع هذا لديه ارتفاع في الكولسترول، وربما يكون سمينا ونسبة الكولسترول لديه طبيعية. وعليك ملاحظة نقطة طبية فنية، وهي أن النسبة الطبيعية للكولسترول لدى الأطفال تختلف عن تلك لدى البالغين ممن تجاوزوا سن 18 سنة. وما يجب أن تكون عليه نسبة الكولسترول لدى الأطفال هو أدنى مما هو مقبول لدى البالغين.
وعند تحليل الدم لمعرفة نسبة الكولسترول، تظهر في النتائج أربعة أرقام، وهي الكولسترول الكلي والكولسترول الخفيف والكولسترول الثقيل والدهون الثلاثية. والطبيعي لدى الأطفال أن يكون الكولسترول الكلي أقل من 170 ملجراما (ملجم)، والكولسترول الخفيف أقل من 110 ملجم والدهون الثلاثية أقل من 150 ملغم.
ولاحظي أيضا نقطة علمية أخرى، وهي أن 80% من الكولسترول في الجسم يأتي مما ينتجه الكبد، والباقي يأتي من الطعام. والطفل ما دون سن سنتين لا يستطيع كبده إنتاج الكولسترول بكميات كافية، ولذا يعتمد جسمه في الحصول على الكولسترول المتوفر في الأطعمة، وتحديدا البيض والحليب. ومعلوم أن الكولسترول لا يتوفر إلا في المأكولات ذات الأصول الحيوانية وليس النباتية. وبعد عمر سنتين يبدأ كبد الطفل تدريجيا بإنتاج الكميات اللازمة للجسم من الكولسترول.
ولاحظي معي نقطة ثالثة، وهي أن جسم الطفل، وجسم الإنسان البالغ، يحتاج كميات معتدلة من الكولسترول كي يستفيد منها في صناعة بعض أنواع الهرمونات، وبناء جدران متينة وقوية لخلايا الجسم، وتكوين شبكات عصبية سليمة وتعمل بكفاءة.
ولكن ارتفاع نسبة الكولسترول عن المعدلات الطبيعية يدفعه للتراكم في جدران الشرايين القلبية والدماغية، مما يُؤدي إلى أمراض القلب والدماغ لاحقا.
وعلاج ارتفاع الكولسترول لدى الأطفال بالعموم لا يزال محل نقاش بين الأطباء. والأطباء متفقون على أن اهتمام الأمهات بنوعية الأطعمة التي يتناولها الطفل ما فوق عمر سنتين، وحث الطفل على ممارسة الرياضة البدنية وتشجيعه عليها ومشاركته فيها، والعمل على حفظ وزن جسم الطفل ضمن المستويات الطبيعية المناسبة لطوله وعمره، هي الخطوات الأهم والتي لا غنى عنها لضبط أي اضطرابات في الكولسترول أو الدهون الثلاثية لدى الأطفال.
وعلينا كآباء وأمهات ملاحظة أن المصادر الطبية تذكر أن بدايات حصول تضيقات الشرايين القلبية إنما تحصل في فترة المراهقة، ثم مع عدم الاهتمام الجاد بضبط عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب، تظهر بوادر تلك المشكلة في فترات لاحقة من العمر. ولذا، تتبنى الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ضرورة العمل على ضبط نسبة الكولسترول لدى الأطفال، وحينما لا تُجدي الوسائل المتقدمة الذكر، فإنها تنصح بإعطاء الأطفال ما فوق سن ثماني سنوات أدوية لخفض ارتفاعات الكولسترول الخفيف والضار.
وهذا الرأي صحيح بالذات في حالة الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي واضح في الإصابات بأمراض شرايين القلب في سن مبكرة، أي إصابة أحد الأقارب الذكور بأمراض شرايين القلب قبل بلوغ سن 55 سنة، أو إصابة أحد الأقارب الإناث بالمرض عينه قبل بلوغ سن 65 سنة. والأقارب المقصودون هم بالدرجة الأولى الأب أو الأم أو الجد أو الجدة أو أحد الأعمام أو العمات أو الأخوال أو الخالات.
والذي أنصح به أمران، الأول يتعلق بإجراء فحص الكولسترول لبقية إخوته وأخواته للتأكد من أن النسبة طبيعية لديهم. والأمر الآخر عدم الاستعجال بإعطاء الطفل أدوية لخفض الكولسترول، بل العمل بجد على خفض وزن جسمه وحثه على ممارسة الرياضة البدنية وتعويده تناول الأطعمة القليلة الدهون الحيوانية والقليلة الكولسترول.
ثم مراقبة نسبة الكولسترول لديه. وإن لاحظ الطبيب انخفاض نسبة الكولسترول، تستمر ممارسة تلك الأمور السلوكية الصحية، وإن كانت نسبة الكولسترول لا تزال مرتفعة وهناك مؤشرات على وجود اضطرابات في الكولسترول بصفة عائلية، حينها يكون اللجوء إلى أدوية خفض الكولسترول، مع الحرص على مراقبة عملها وآثارها الجانبية المحتملة.