أسبوع العربية والتراث بأرثوذكسيّة الرملة

تاريخ النشر: 06/12/17 | 13:33

نظرًا لأهمية اللغة العربية وادراكًا لضرورة التسلح بمضمونها وفحواها، وكونها كنزًا متوارثًا إلّا أنّه يفقد قيمته مع مرور الزمن بسبب العديد من الانقلابات اللغوية في عصرنا الحالي، اتخذت المدرسة الأرثوذكسية الثانوية في الرملة قرار تكريس أسبوعًا كاملًا بمضمونه البحتي حول لغتنا العربيّة العريقة للاحتفاء بها وللتعرّف على مواطن الجمال فيها، وذلك بتمثيل كلّ من طاقم اللغة العربية “الدكتور آدم بدير”، “الأستاذ نعمان صرصور” و”المعلمة هبة فضيلة” ومركز التربية الاجتماعية الأخ “خضر امسيس.على مدار أسبوعًا كاملًا استضافت المدرسة العديد من الكتّاب، الشعراء، النقّاد والأدباء، الذين أثروا عقول طلّابنا بثروة وجمال لغة الضاد من خلال محاضراتهم الشيّقة حول مواضيع عدّة أثارت المضمون الفكري لدى الكثير منهم. افتتح الأسبوع باستضافة مدير ورئيس مجمع اتّحاد الكرمل للكتّاب العرب الأديب الأستاذ “فتحي فوراني”، الناطق الرسمي الأستاذ “علي هيبي”، “الدكتور بطرس دلّة”، الأستاذ الأديب “مفيد صيداوي” والأستاذ الأديب “عبدالخالق أسدي”، بمحاضرات ألقيت في صفوف وطبقات عدّة، متطرّقين فيها إلى الشعر، التراث، القصة القصيرة، الآداب المحلية الفلسطينية والآداب العالمية المختلفة.

وقد اجتمع الطيراويّان الأديب “يوسف بشارة” “والدكتور أحمد ناصر” في يومنا التالي من بداية الأسبوع حيث أناروا شغفًا بإلقائهم المثري والقيّم، وأفاض الدكتور أحمد بمعلومات جديدة مثيرة للاهتمام حول موضوع النقد العربي. وتبعهم في يوم لاحق أستاذ الأدب العربي “عبد الرحيم شيخ يوسف”، الكاتب “أحمد يوسف”، والكاتب “سليم أنقر” والذين شددوا بدورهم في القائهم لمحاضرات حول جماليات اللغة العربيّة. وفي اليوم الختامي لهذا الأسبوع استضافت المدرسة كوكبة أخرى من ورثة اللغة، حيث أثرى الكاتب “أسامه مصاروة” أذهان الطلاب بمعلومات مهمة حول أعماله المترجمة للمسرحيات والروايات العالميّة، والتي قام بنقدها وتحليلها بصورة شيّقة. كما وأتحف المربي القدير والشاعر “حسين جبارة” الحضور بأشعاره الرائعة وزرع الأمل في عيون طلّابنا، وأضاف الكاتب والمحلل السياسي “الشيخ عبدالله نمر بدير” لمسة من نوع آخر في محاضراته حول مجزرة كفر قاسم، بسرده لأحداثها، الأهداف السياسية من ورائها وسياسة الترحيل للمجتمع العربي الفلسطيني. وتخلل اليوم الختامي محطة لبيع المأكولات العربيّة الفلسطينيّة الشعبيّة في ساحة المدرسة برعاية وإشراف مجلس الطلاب، وقد تمّ تزيين الصفوف وأروقة المدرسة بحلّة بهيجة من صور الكتّاب، الأدباء والشعراء العرب ونبذة عن حياتهم ومحطاتهم الأدبية المهمّة من إعداد الطلبة، وتمّ تحضير الزوايا الأدبية والتي شملت الأقوال والأمثال العربية الأصيلة بأنامل الفنانة المبدعة “اميلي عازر.

ومسك الختام كان مع التجمّع المرموق للطلبة في ساحة المدرسة، عُرضت فيها أعمال فنّيّة تراثيّة كانت بدايتها مع الفنانة الشعبيّة الفولكلورية “نائلة لبّس” بالتعاون مع شقيقتها الفنانة “نبيلة لبّس”، اذ قامتا الفنانتان بعرض أغاني زجليّة تراثيّة من صميم التراث الشعبي الفلسطيني، وقد جذبتا بطريقتهما الرائعة طلابنا مع الأغاني والألحان وتفاعلوا معهنّ بكلّ بهجة وسرور. ومن ثمّ تمّ تنظيم عرض لمراسيم “العرس الفلسطيني التقليدي” بإشراف وتدريب مركّزة مجلس الطلاب “سميرة عاصي”، شمل في طيّاته فقرات عدّة ألا وهي: حنا العروس، حلاقة العريس، زفة العرسان والدبكة، على خلفية الأغاني التراثية الدافئة التي تميّز العرس العربي التقليديّ. وجاءت فكرة العرس الفلسطيني بهدف إحياء العادات التراثيّة القديمة التي قام عليها مجتمعنا في الماضي، وللتعرّف ولو قليلًا على اللّهجة الفلسطينيّة المغنّاة وعلى الزيّ الفلسطينيّ القديم. وتكمن أهمية العرس في الحفاظ على الهُويّة العربيّة الفلسطينيّة، أصالتها، عراقتها وحمايتها من الاندثار. ونهايةً شكرت رئيسة الجمعية السيدة “فريدة منسى” كل الّذين شاركوا في تنظيم هذا الأسبوع الحافل، كما شكرت مديرة المدرسة . المربّية “إلهام فزع مخّول” كل الّذين ساهموا في إخراج هذا الأسبوع الى النور وشددت علة اهمية اللغة العربية وضرورة تذويتها في نفوس الطلاب، وأثنت على جهود القائمين عليه وعلى دعم الجمعيّة الأرثوذكسيّة في الرملة. اضافة لذلك القت الطالبة شيماء وحيدي عضوة مجلس الطلاب كلمة نيابة عن المجلس حيث عبرت فيها عن تقديرها لجهود المدرسة الدائمة بالحفاظ على الهوية والتراث وان اللغة العربية هي جزء من تاريخنا وثقافتنا وهويتنا القومية والوطنية في هذه البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة