صفاتُه الخَلْقية صلّى الله عليه وسلّم
تاريخ النشر: 25/12/17 | 6:06نقلا عن كتاب المواهب اللّدنية شرح الشّمائل المحمدية – للامام البيجوري .
يجب على كلّ مسلم أن يعلمها ويُعلّمها لأبنائه وبناته وطلابه :
يقول الامام القُسطُلانيّ رحمه الله تعالى : ” اعلم أنّ من تمام الايمانِ به صلّى الله عليه وسلّم : الايمانَ بأنّ الله تعالى جعل بدنَهُ الشّريف على وجهٍ لم يظهَرْ قبْلَهُ ولا بعدَهُ خلقُ آدميٍّ مِثلُهُ ” .
ولله درُّ البوصيريّ لمّا أن قال :
فهو الذّي تمّ معناهُ وصورتُه ثمّ اصطفاهُ حبيباً باريءُ النّسَمِ
منزّهٌ عن شريكٍ في محاسنِه فجوهَرُ الحُسْنِ فيه غيرُ مُنقسِمِ
روى البخاري في صحيحه حديث رقم (3549) ، ومسلم في الصحيح حديث رقم (2337) عن البَرَاءَ قال : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُم خَلْقًا” .
وروى التّرمذي في جامعه حديث رقم (2811) وحسنه ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : ” رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ – مضيئة – فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى القَمَرِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ ، فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ القَمَر ” .
وروى البخاري حديث رقم (3556) ، ومسلم حديث رقم (2769) عن كَعْب بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قال : ” كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْه ” .
أ.صفة وجهه صلّى الله عليه وسلّم :
1.كان وجه النّبي صلّى الله عليه وسلّم أزهر اللون – أبيضاً مشرباً بحُمرة – .
2.لم يكن وجهه مُكَلثماً ( مدوراً ) وكذلك ليس بطويل الوجه ولكن كان إلى التّدوير أقرب وكان صلّى الله عليه وسلّم عريض الجبهة .
3.أنجلُ المُقلةِ ( أي عيناه نجلاوين بمعنى واسع العينين ) .
4. أدعج : أي شديد سواد العينين ويخالط بياض عينيه بعضُ الاحمرار .
5.أهدبُ الأشفار : طويلُ شعر الأجفان .
6.أزجُّ الحواجب أبلج : أي مُقوَّس الحواجب مع طول وبين حاجبيه فراغ أبيض دقيق لا يراه إلاّ من تأمّلهُ .
7.أقنى الأنف : أي أنفُه بشكل طوليّ مع دقة أرنبته – طرفُه من الأمام – وفي وسطه ارتفاع قليل .
8.ضليع الفم : أي واسع الفم جميلُه وكان من أحسن النّاس شفتين وألطفهم ختم فم .
8.أشنب الأسنان : أي أبيضُ الأسنان مع بريق وفي أسنانه رقة وتحدّد .
9.أفلجُ الثّنيتين : الثنايا هي الأسنان الأربع التّي في مقدمة الفم ، ثنتان من فوق وثنتان من تحت ، والفلج هو فراغ دقيق بين الثنيتين اللّتين من فوق وهذه من علامات الحُسنِ والجمال وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا تكلم رُئيَ كالنّور يخرجُ من بين ثناياه .
ب. صفة شعره صلّى الله عليه وسلّم :
1.كان رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم رَجِلُ الشّعر – أي في شعره تكسُّرٌ قليلٌ ولكن ليس بجعد ولا قطط وكان شعرُه إلى شحمة أذنيه في الغالب وأحياناً إلى نصف أذنيه وأحيانا يضربُ إلى مَنْكِبيْهِ ( ما بين الكتفين من الخلف ) .
2.وكان صلّى الله عليه وسلّم شديدُ سواد الشّعر بحيث كان شيبُهُ صلّى الله عليه وسلّم في الرأس واللِّحية شيئاً قليلاً – أربع عشرة شيبة وقيل سبع عشرة شيبة وقيل عشرون شيبة )
3.وكان صلّى الله عليه وسلّم كثّ اللِّحية : أي أنّ شعرها كثير ولكن ليست طويلة ، قال السّيوطي رحمه الله تعالى : ” كان صلّى الله عليه وسلّم كثير شعر اللّحية أي كانت لحيته غزيرة ومستديرة ” فلحيته صلّى الله عليه وسلّم ليست طويلة ولا قصيرة ولكن هذا لا يعني أنّه كان يقصّر لحيته بل هكذا كانت خِلقَةً .
ت. صفة بدنه الشّريف صلّى الله عليه وسلّم :
كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم حسن الجسم أي متناسق الأعضاء :
1.لم يكن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالطّويل البائن ولا بالقصير بل كان ربعة القدّ ( معتدل الطّول أي ليس بالطّويل ولا بالقصير ولكنّه صلّى الله عليه وسلّم إلى الطّول أقرب ) ومن معجزاته أنّه كان إذا مشى بين الرّجلين الطّويلين أو جلس بينهما طالهما .
2.أجْرَد – غير أشعَر – إلاّ أنّه كان له خط شعر دقيق من اللّبة إلى السّرة ، ومعنى اللّبة في اللغة : ” النُّقْرَة التّي فوق الصّدر” وكذلك كان صلّى الله عليه وسلّم أشعرَ الذّراعين وأعالي الصّدر ،إذا وضع رداءهُ عن مَنْكِبيهِ كأنّه سبيكةُ فضّةٍ .
3.وكان صلّى الله عليه وسلّم بادناً متماسكاً : أي ليس نحيفاً وبالوقت نفسه ليس مُطَهَماً ( أي ليس له بطن ) وإنّما كان سواءُ البطن والصّدر وله في بطنه عُكنٌ ثلاث ، والعُكن هي : عضلات البطن وهذا منتهى كمال الجسم .
4.وكان النّبي صلّى الله عليه وسلّم عريض الصّدر ، وضخم الذّراعين والفخذين والسّاقين بعيدَ المَنْكِبَين : أي عريض أعلى الظّهر ويوجد في ظهره خاتم النّبوة في حجم بيضة الحمامة ولكنّه من نفس لحم الجسم .
5.وكان صلّى الله عليه وسلّم طويل الذّراعين قويّ وواسع الكفين كأنّ أصابعه قُضبانُ الفضّة أي لا التواء فيهما وأقدامه الشّريفة ملساء ناعمة من غير تشقق في جلدهما .
6.كفُّهُ ألينُ من الحرير ورائحتُه كرائحة كفّ العطّار وإن لم يمسّ الطّيب وكان يصافح الرّجل فيظلُّ يومَهُ يجدُ ريحَها .
عن صفحة الشيخ مشهور فواز