لا تحزن ولا تيأس
تاريخ النشر: 18/06/18 | 6:29إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين : أحدهما : الرغبة في الدنيا والحرص عليها . والثاني : التقصير في أعمال البر والطاعة
لا تحزن إذا ارهقتك الهموم .وضاقت بك الدنيا بما رحبت فربما أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه
يــا الله ﴿ يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ﴾ : إذا اضطرب البحر ، وهاج الموج ، وهبت الريح ، نادى أصحاب السفينة : يا الله. إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق ، وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله. إذا وقعت المصيبة ، وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله. إذا أوصدت الأبواب أمام الطالبين ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله .
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله. إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتف: يا الله. إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله . إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث.
كن سعيدا – الإيمان والعمل الصالح هما سر حياتك الطيبة ، فاحرص عليهما . – اطلب العلم والمعرفة ، وعليك بالقراءة فإنها تذهب الهم . – جدد التوبة واهجر المعاصي ؛ لأنها تنغص عليك الحياة . – عليك بقراءة القرآن متدبرا ،وأكثر من ذكر الله دائما .
– أحسن إلى الناس بأنواع الإحسان ينشرح صدرك . – كن شجاعا لا وجلا خائفا ، فالشجاع منشرح الصدر . – طهر قلبك من الحسد والحقد والدغل والغش وكل مرض . – اترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم . – انهمك في عمل مثمر تنس همومك وأحزانك .
– عش في حدود يومك وانس الماضي والمستقبل . – انظر إلى من هو دونك في الصورة والرزق والعافية ونحوها . – قدر أسوأ الاحتمال ثم تعامل معه لو وقع . – لا تطاوع ذهنك في الذهاب وراء الخيالات المخيفة والأفكار السيئة . – لا تغضب ، واصبر واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر قصير .
تتوقع زوال النعم وحلول النقم ، بل على الله توكل . – أعط المشكلة حجمها الطبيعي ولا تضخم الحوادث . – تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره . – بسط الحياة واهجر الترف ، ففضول العيش شغل ، ورفاهية الجسم عذاب للروح . – قارن بين النعم التي عندك والمصائب التي حلت بك لتجد الأرباح أعظم من الخسائر.
– الأقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك ، بل تضر صاحبها فلا تفكر فيها . – صحح تفكيرك ، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة . – لا تنتظر شكرا من أحد ، فليس لك على أحد حق ، وافعل الإحسان لوجه الله فحسب . – حدد مشروعا نافعا لك ، وفكر فيه وتشاغل به لتنسى همومك . – احسم عملك في الحال ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد .
فكر واشكر المعنى : أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك ﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ﴾ صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم ﴿ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة﴾ عندك عينان ، ولسان وشفتان ، ويدان ورجلان ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ؛ لأنه طول أمل ، وهو مذموم عقلا ؛ لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } .
لن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك ، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاق فلا تذهب نفسك حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار ، وحبس الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ، وحفظ الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ، وسوف يقع المقدور ، وينفذ القضاء ، ويحل المكتوب { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } .
إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير ، والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفئ هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، أما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها ، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات ؛ لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
الإيمان هو الحياة الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان ، ومن رصيد اليقين ، فهم أبدا في تعاسة وغضب ومهانة وذلة ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴾ . لا يسعد النفس ويزكيها ويطهرها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين ، لا طعم للحياة أصلا إلا بالإيمان .
لا عجب أن يرتاح الذاكرون ، فهذا هو الأصل الأصيل ، لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره ﴿ أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ﴾ . يا من شكى الأرق ، وبكى من الألم ، وتفجع من الحوادث ، ورمته الخطوب ، هيا اهتف باسمه المقدس ، { هل تعلم له سميا } .
اقبل الحياة كما هي حال الدنيا منغصة اللذات ، كثيرة التبعات ، جاهمة المحيا ، كثيرة التلون ، مزجت بالكدر ، وخلطت بالنكد ، وأنت منها في كبد . ولن تجد والدا أو زوجة ، أو صديقا ، أو نبيلا ، ولا مسكنا ولا وظيفة إلا وفيه ما يكدر ، وعنده ما يسوء أحيانا ، فأطفئ حر شره ببرد خيره ، لتنجو رأسا برأس ، والجروح قصاص .
تعز بأهل البلاء تلفت يمنة ويسرة ، فهل ترى إلا مبتلى ؟ وهل تشاهد إلا منكوبا في كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل واد بنو سعد . كم من المصائب ، وكم من الصابرين ، فلست أنت وحدك المصاب ، بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل ، كم من مريض على سريره من أعوام ، يتقلب ذات اليمين وذات الشمال ، يئن من الألم ، ويصيح من السقم . كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته . كم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادهما في ميعة الشباب وريعان العمر . كم من مكروب ومدين ومصاب ومنكوب .
الصلاة .. الصلاة { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة } إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن ، وأخذ الهم بتلابيبك ، فقم حالا إلى الصلاة ، تثب لك روحك ، وتطمئن نفسك ، إن الصلاة كفيلة – بأذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ، ومطاردة فلول الاكتئاب . كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال : (( أرحنا بالصلاة يا بلال )) فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته .
من أعظم النعم لو كنا نعقل – هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا ، رفعة لدرجاتنا عند ربنا ، ثم هي علاج عظيم لمآسينا ، ودواء ناجع لأمراضنا ، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين ، وتملأ جوانحنا بالرضا أما أولئك الذين جانبوا المسجد ، وتركوا الصلاة ، فمن نكد إلى نكد ، ومن حزن إلى حزن ، ومن شقاء إلى شقاء ﴿ فتعسا لهم وأضل أعمالهم ﴾
حسبنا الله ونعم الوكيل تفويض الأمر إلى الله ، والتوكل عليه ، والثقة بوعده ، والرضا بصنيعه وحسن الظن به ، وانتظار الفرج منه ؛ من أعظم ثمرات الإيمان ، وأجل صفات المؤمنين ، وحينما يطمئن العبد إلى حسن العاقبة ، ويعتمد على ربه في كل شأنه ، يجد الرعاية ، والولاية ، والكفاية ، والتأييد ، والنصرة . ﴾
لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما هددوا بجيوش الكفار ، وكتائب الوثنية قالوا : { حسبنا الله ونعم الوكيل {173} فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } .
إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار ، وليست غرفتك هي العالم ، ولست أنت كل الناس فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان ؟ ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك : ﴿ انفروا خفافا وثقالا ﴾ ، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل ، بين الطيور وهي تتلو خطب الحب ، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل .
واصبر وما صبرك إلا بالله ، اصبر صبر واثق بالفرج ، عالم بحسن المصير ، طالب للأجر ، راغب في تكفير السيئات ، اصبر مهما ادلهمت الخطوب ، وأظلمت أمامك الدروب ، فإن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا .
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية ، وهم على فرش النوم ، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة ، وضغط الدم والسكري . يحترقون مع الأحداث ، يغضبون من غلاء الأسعار ، يثورون لتأخر الأمطار ، يضجون لانخفاض سعر العملة ، فهم في انزعاج دائم ، وقلق واصب ﴿ يحسبون كل صيحة عليهم ﴾ .
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك ، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك . إن بعض الناس عنده قلب كالإسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف ، ينزعج للتوافه ، يهتز للواردات ، يضطرب لكل شيء ، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه ، وأن يهدم كيان حامله .
لا تحطمك التوافه كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يذكر !! . انظر إلى المنافقين ، ما أسقط هممهم ،وما أبرد عزائمهم . هذه أقوالهم : ﴿ لا تنفروا في الحر ﴾ ، ﴿ ائذن لي ولا تفتني ﴾ ، ﴿ بيوتنا عورة ﴾ ، ﴿ نخشى أن تصيبنا دآئرة ﴾ ، ﴿ ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ﴾ . يا لخيبة هذه المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس .
الحزن ليس بمطلوب ، ولا مقصود ، ولا فيه فائدة ، وقد استعاذ منه النبي Ȫ فقال : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )) فهو قرين الهم ، والفرق ، وإن كان لما مضى أورثه الحزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ، مفتر للعزم .
الحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش ، وهو مصل سام للروح ، يورثها الفتور والنكد والحيرة ، ويصيبها بوجوم قاتم متذبل أمام الجمال ، فتهوي عند الحسن ، وتنطفئ عند مباهج الحياة ، فتحتسي كأس الشؤم والحسرة والألم .
لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا ؟! خسرت تجارتك فحزنت، فهل عادت الخسائر أرباحا؟!
لا تحزن : إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل ، فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون على الأسرة البيضاء ومنذ سنوات ، وإن فقدت ولدا فسواك فقد عددا من الأولاد في حادث واحد .
لا تحزن : لأنك تقلق أعصابك ، وتهز كيانك وتتعب قلبك ، وتقض مضجعك ، وتسهر ليلك .
﴿ لا تحزن إن الله معنا ﴾ : يقولها كل من يتيقن رعاية الله ، وولايته ولطفه ونصره. ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾ : كفايته تكفيك ، وولايته تحميك . ﴿يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ﴾ : وكل من سلك هذه الجادة حصل على هذا الفوز . ﴿ وتوكل على الحي الذي لا يموت﴾ : وما سواه فميت غير حي ، زائل غير باق ، ذليل وليس بعزيز .
﴿ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون {127} إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴾ : فهذه معيته الخاصة لأوليائه بالحفظ والرعاية والتأييد والولاية ، بحسب تقواهم وجهادهم . ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾: علوا في العبودية والمكانة .
في الأثر : (( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح )) . والمعنى : أن تعيش في حدود يومك فحسب ، فلا تذكر الماضي ، ولا تقلق من المستقبل .
لا تحزن : لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفت ، والصحف طويت ، وكل أمر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئا ولا يؤخر ، ولا يزيد ولا ينقص .
لا تحزن : لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن ، وحبس الشمس ، وإعادة عقارب الساعة ، والمشي إلى الخلف ، ورد النهر إلى منبعه .
انتظر الفرج في الحديث عند الترمذي : « أفضل العبادة : انتظار الفرج » . ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾ . صبح المهمومين والمغمومين لاح ، فانظر إلى الصباح ، وارتقب الفتح من الفتاح . تقول العرب : « إذا اشتد الحبل انقطع » . والمعنى : إذا تأزمت الأمور ، فانتظر فرجا ومخرجا . وقال سبحانه وتعالى : ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ﴾ . وقال جل شأنه: ﴿ ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ﴾ . ﴿ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ﴾ .
أكثر من الاستغفار ﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا{10} يرسل السماء عليكم مدرارا{11} ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ . فأكثر من الاستغفار ، لترى الفرح وراحة البال ، والرزق الحلال ، والذرية الصالحة ، والغيث الغزير . ﴿ وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ﴾ . وفي الحديث : (( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا )) .
اطلب ثوابك من ربك اجعل عملك خالصا لوجه الله ، ولا تنتظر شكرا من أحد ، ولا تهتم ولا تغتم إذا أحسنت لأحد من الناس ، ووجدته لئيما ، لا يقدر هذه اليد البيضاء ، ولا الحسنة التي أسديتها إليه ، فاطلب أجرك من الله . يقول سبحانه عن أوليائه : ﴿ يبتغون فضلا من الله ورضوانا ﴾ . وقال سبحانه عن أنبيائه : ﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ . ﴿ قل ما سألتكم من أجر فهو لكم﴾ .﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى﴾ . ﴿ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا﴾ .
لا تحزن من قلة ذات اليد ، فإن القلة معها السلامة كلما ترفه الجسم تعقدت الروح ، والقلة فيها السلامة ، والزهد في الدنيا راحة عاجلة يقدمها الله لمن شاء من عباده : ﴿ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها ﴾ . قال أحدهم : ماء وخبز وظل ذاك النعيم الأجل كفرت نعمة ربي إن قلت إني مقل ما هي الدنيا إلا ماء بارد وخبز دافئ ، وظل وارف !!
لا تحزن مما يتوقع وجد في التوراة مكتوبا : أكثر ما يخاف لا يكون ! ومعناه : إن كثيرا مما يتخوفه الناس لا يقع ، فإن الأوهام في الأذهان ، أكثر من الحوادث في الأعيان . إذا جاءك حدث ، وسمعت بمصيبة ، فتمهل وتأن ولا تحزن ، فإن كثيرا من الأخبار والتوقعات لا صحة لها ، إذا كان هناك صارف للقدر فيبحث عنه، وإذا لم يكن فأين يكون؟! ﴿ أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد{44}فوقاه الله سيئات ما مكروا ﴾.