مقال نقدي حول معرض “بحر _ بر”
تاريخ النشر: 09/01/17 | 10:44أين يلتقي البحر والبر؟؟ ماذا يقول الأول للأخير؟؟هل يسمع الصم النداء؟؟ من أي مسافة يبدأ العناق، وأين يختفي هذا الممتد من الأفقي إلى العمودي.كيف يمكن لنا أن نرصف الطريق ذهابا لأفق التجلي إلى مدارك البحر، أي عمق نحتاج الغوص فيه للوصول إلى أبعد مدى فيه؟ وهل يمكن لنا أن نحتفي بأثر الإياب؟ما هي الحدود الفاصلة بين البحر والبر والانسان؟ أيهما أقرب للإنسان من نفسه، كيف يمكننا أن نقيس المسافة الضيقة في البر الذي يسكننا ولا نجاوره؟
حزمة من الأسئلة الوجودية، القلقة، المناهضة لمفهوم البحر والبر لذة ومأوى، ندعي فهم هذا الثنائي بغباء فج، وما أوتينا من المعرفة إلا القليل، الذي لا يشفع لنا بادعاء علم الموجودات، والمحسوسات.
ففي البحر كل البر، وليس في البر حاء، فإذا حذفنا الحروف المتكررة في كلمة (البحر) و(البر)، يبقى حرف الحاء ( حياة، حب، حتف، حيرة….)
في رواق السلام بجفعات حبيبة، نهاية شهر تشرين الثاني 2017، كان اللقاء بحرا وبرا، هذه المرة مشفوعا بالفن، من خلال أعمال الفنانين: ( سمحا شيرمان، نوعه شيزاف، رانية عقل) من أعمار مختلفة، ثالوث فني اشتغل كل في مرسمه، كل من موقع تلة حزنه، أو سهل فرحه، من زوايا نظر فنية، تعالج مواقف اجتماعية، سياسية، وفنية، بتقنيات مختلفة تنتمي إلى الفن المعاصر الذي يصعب القبض على تفاصيل مدارسه،( تصوير، طباعة يدوية، تركيب، رسم) حيث استطاعت (عنات لدرور) أمينة المعرض، أن ترسم حدود التلاقي بين الثالوث، والتبئير على تيمتي البحر والبر ( حفريات المستقبل).
من خلال زيارة واعية للأعمال المعروضة برواق السلام، يجد المُتلقي نفسه داخل مطب اجتماعي، شخصي، سياسي، ربما هو غير معني بهذا كله، لكن حبائل الفن النبيلة تقوده إلى مسافات أبعد من الشخصي،لتتجاوزه إلى ابعد مدى، تمتد أمامه الأعمال، وفيها تشفيرات بسيطة، لكنها تحتاج إلى وقفات أعمق لفهم ما يجري على هذه الأرض التي تجمعنا، وعلى امتداد هذا البحر الذي يسائل عزلتنا عن بعض، المُتلقي هنا لا مَندوحة له من الغوص في المواضيع الحياتية اليومية، – وإن يكن يعيش في غنى عنها – بحمولتها ( السيزيفية) وعلى الصخرة أسئلة الماضي والحاضر والمستقبل، لتمتد النقاشات المفتونة بالاختلاف، وبالقلق المعرفي، والنفسي، لكنها في مسيس الحاجة إلى الارتكان إلى النظرة المستقبلية، من أجل الأجيال القادمة لفهم ما حصل ويحصل وسيحصل هنا بحرا وبرا،وهو ما جعل أمينة المعرض ( عنات لدرور) في ورقة تشرح بلغة بالغة الحرفية، تطرح أسئلة عميقة المبنى، سامقة في وجوديتنا، تسائل الكائن والممكن، والظاهر على البر، والباطن في البحر، بل وتسائل غربتنا في أوطاننا، ونحن نعيش التشظي بمفاهيمه السياسية (البراغماتية)، أنا أو لا أكون:
“إذًا أين نبدأ وأين ننتهي نحن؟ كثقافة وكمجتمع؟ في الزمن وفي الحيّز؟
فهل يمكننا اعتبار البحر ذلك الجزء من لا وعينا الجماعي، والجزء الواعي هو الأرض؟ ونحن نتصارع فوق ذلك السطح المكشوف على كل متر، فهل ثمّة معنى لذلك في أعماق البحر؟ وماذا يمكن أن تخبرنا المياه عن ما هو وراء كل أفعالنا الواعية كمجتمع؟”.
هل الوعي موجود بكل تفاصيل هذا الثنائي ( البحر والبر)؟.
“إذن الوعي موجود” كما أكد ذلك الفيلسوف(هوسرل )1*، الوعي بالطبع بشئ ما، شيئ خارجي يمكن أن نعيه معا، ويرتكز على معرفتنا لهذا الشيئ، بحرا أو برا، تتعدد المسميات، لكنها تقود ليقينيات مختلفة كذلك، الصراع حتى الموت، العلاقة بين السيد والعبد، بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، والوعي غير السعيد، الإغتراب، كلها مفاهيم غير غريبة عنا، عاشها من سبقونا بطرق متباينة وفي أمكنة مختلفة، لم ندركها سلفا،هنا يجد بنا الحديث عن الوعي المرجعي، الذي دائما يشير إلى شيئ ما خارج أنفسنا، كما أشار إليه ( جون بول سارتر) وقسمه إلى وعي مباشر، ووعي غير منعكس، فعندما أشاهد أعمال ( سمحا شيرمان) مثلا، يتمثل لي البحر موضوعا للوعي غير منعكس، وعندما أجيل النظر في (خرائط) أعمال (رانية عقل)، يكون موضوع الوعي غير منعكس، الوعي هنا لا يشمل “الأنا” أو النفس، أي لا يشمل الفاعل، وإنما فقط المفعول به، في حقيقة( سارتر) يتمثل الوعي المنعكس، في الوعي الذي ينعكس على نفسه، أي الوعي الذي يعي الوعي، ومن هنا يمكننا اكتشاف النفس أو “الأنا”، وهي منطقة عفوية تأتي فيها الأفكار وتذهب حسب مزاجها وإرادتها هي، لا إرادتنا نحن.
هذه العفوية، هي نوع من الحرية المهزوزة حسب تعبير ( جون بول سارتر). التأمل بالوعي في الأعمال المعروضة، يقودنا إلى قلق مستمر، لا أفق له، لا نهاية له، لا مثيل له حتى في أعرق الديمقراطيات، والأساطير و(المثيولوجيات)، قلق في الواقع، لذلك يقتفي المتلقي أثر الوعي بالواقع بجهد جهيد، لكي يسيطر على الأفكار التي تحيلنا إلى مرجعيات متعددة المشارب والأبواب، وهنا يكون أفق التوقع حالما وجارفا، قد يصيبنا بالأمراض العصابية والنفسية، وبالتلي نعيد طرح السؤال الحارق، ما معنى الوجود المشترك أصلا؟، الوجود ليس فقط غير ضروري، لكنه أيضا عبث وسخف وكلام فارغ، لذلك، وجود الإنسان سخف في هذا العالم السخيف، ما دام أن الإنسان يتحايل بحرا وبرا من أجل غاية الهيمنة، العملية عبارة عن عبث في عبث، في ظل تربص الموت بالوجود، و بالرغم من ذلك، الإنسان موجود، الإنسان وجد نفسه في البر وتصيد البحر، الذي لا معنى له بدون أن يأخذ رأيه أحد.
لكن، ما هي العلاقة بين الإنسان والبحر والبر؟ عندما نبحث في الأفق المترع لهذا السؤال، نجد فقط وجود وعدم، عندما أبحث عن بر لي في مكان ما ولا أجده، هذا عدم في صورة حقيقة، عدم وجود البر حدث حقيقي، وقع أمامي، نفس الشئ، ماضي الإنسان غير موجود، عبارة عن عدم، فنحن في الحاضر، غير نحن في الماضي، نحن في الحاضر، نختلف عن نحن الذي سنكون في المستقبل، نحن كوجود، خلفنا عدم وأمامنا عدم، البحر عدم والبر عدم، نحن وجود بين عدمين، ذلك ما تحاول الأعمال طرحه بصيغ مختلفة وبنداءات خفية، قليل هم الذين يسمعون هسيس المعنى.
أعمال المعرض تطرح قلقا ينم عن إنسانية الإنسان، عن بر بلا بحر، وعن بحر بلا بر، ويساورنا القلق، القلق ذاته الذي طرحته ( نوعه شيزاف) في صورها و(رانية عقل ) في خرائطها المعلقة إلى حين، وكأنه مستقبل معلق إلى حين، فالقلق يأتي من الخوف ألا نجد أنفسنا في المستقبل، هذا القلق سببه، أننا كأنفس غير مستقرة وغير ثابتة مع الزمن، النفس هنا، شئ يجب تكوينه وترميمه من لحظة إلى أخرى، أي عبر مسيرة الوقت، ليس المطلوب فقط بناء النفس، ولا البر والبحر، ولكن بناء العالم أيضا.
لكن كيف نبني هذا العالم؟ – وهذا هو جوهر الأسئلة المعلقة إلى حين- عن طريق منحه القيم الإنسانية النبيلة التي تسري فيها الرحمة العادلة، في هذه الحالة، تصبح حريتنا هي مقدرتنا على الإختيار بين هذه القيم الموضوعة، إن الحرية ليست صفة مضافة أو خاصية من خصائص الطبيعة، إنها هي تماماً نسيج وجودي، الحياة بهذا المعنى تقدر قيمتها، بقدر ما نعطيها من قيم، لكن إختيارنا لهذه القيم غير مبني على وصايا عشر، أو تعاليم دينية، أو عادات وتعاليم موروثة،أو قوانين سنها الإنسان عمدا لهدم الإنسان، إنما هو اختيار حر، أي مجموعة قيم نختارها بمحض إرادتنا، تكون مثل غيرها من القيم الكونية، هذا يؤدي إلى المزيد من القلق، قلق الحياة، هنا القلق هو قلق إختيار.
فإذا وجدنا في طريقنا كتلة كبيرة من الصخر تسد المنفذ وتمنع المرور، تكون هذه حقيقة لا نستطيع تغييرها، لكن لدينا الحرية لكي نفسر معنى وجودها، ولماذا هي هنا، ولأي غرض؟، ربما تعني أنها مجرد عائق علينا أن نتخطاه، أو تعني أننا فشلنا في مواصلة السير في هذا الطريق، أو يمكن أن ننظر إليها كعمل فني تندمج مع الوسط المحيط بها، أو مجرد عينة صخرية تصلح للبحوث العلمية، تفسيرنا للواقع، هو الذي يخلق عالمنا الذي نعيش فيه، بدلا من مواجهة مسؤولياتنا الناتجة عن حرياتنا في تفسير عالمنا الذي نعيش فيه، يهرب الناس من الحرية والمسؤولية، ويكتفون بلوم الآخرين أو بلوم القدر، إننا أحرار طالما لنا خيارات.
لم يكن للإنسان في بداية حياته صفات محددة لمحيطه بحرا أو برا، لذلك نجده قد بدأ مما هو عليه، وهو لن يكون شيئا إلا بعد ذلك، لن يكون سوى ما قدره لنفسه، الإنسان بحرا وبرا مشروعا يمتلك حياة ذاتية لها كرامة، وليس صخرا، أو شيئ، الوجودية بحرا وبرا وفي نطاق الحيز، ليست فلسفة تأمل وركون، إنها بحق تحدد الإنسان طبقا لما يفعل، وليست فلسفة متشائمة، لأنها تضع مصير الإنسان بين يديه، بذلك تكون أكثر الفلسفات تفاؤلا، هي تدفع الإنسان للعمل، وترى أن لا خلاص ولا أمل إلا في العمل المشترك، والنفع المتبادل، والعمل بهذا، هو سبب استمرار الحياة، الوجودية كما قعد لها ( سارتر)، هي فلسفة أخلاق وعمل والتزام، والبحر والبر فلسفة إنسانية تعتمد على المشترك بالاتزام والأخلاق والتدبير لصيانة المستقبل.
المعرض جعلنا نفكر جديا ببناء فلسفة جادة، تصلح كدليل وهادئ للحياة في هذا العالم المعاصر الملئ بالقلاقل والإضطرابات، عن طريق النظر والتأمل في هذا العالم، ومكان الإنسان فيه، وماذا يتطلب لكي نكون بني آدمين.؟
أمينة المعرض كتبت ورقة مساقبة للمعرض تبحث في النقط الممكنة للتلاقي بين الثالثوث العارض، حيث أكدت أن أعمال الفنان والمصوّر( سمحا شيرمان)، ” صوّر أيقونيّة بالأسود والأبيض، مأخوذة خلال 35 السنة الأخيرة، وتتناول علاقة الإنسان مع الطبيعة، والاغتراب والدفء الإنساني وحيّزات سياسية خفيّة ومكشوفة.
الصوّر مطبوعة يدويًا (بطريقة تقليديّة) وتتحرك على نطاق الرماديّة، بشكل يأخذنا للتمعن بواقع مركّب بدون ذلك التباين التضاديّ الثنائيّ المنقسم إلى أسود أو أبيض. التضاد الذي يميّز ضوء الأرض الساطع والمفاهيم التي تشرذم مجتمعنا اليوم أيضًا.
سلسة “خط الأفق” تكشف لقاء شبه تجريدي للبحر والسماء. فضاء فارغ من الحضور الإنسانيّ، طبيعة غير مستنفذة، تأملية بجمالها، لكنها تخلق شعورًا من اللزوجة والضيق. فهل هو أفق الأمل أم وعد لم يتحقق؟ أعمال أخرى “ميناء تل أبيب” تمسك بالطبيعة مع آثار هيمنة الإنسان، على غرار البحر الذي تسبح فيه بقايا أشجار أو شيئًا ما كان وتفكك. في أعمال أخرى، ثمّة لقاء بين الإنسان والطبيعة على خط التماس بين البر والبحر. لقاء عرضي وفوق الزمن على حد سواء. لقاء يحمل مؤشرات الثقافة والعصر لكنها محصورة في التعريف بين العينيّ والمُمكن. شيرمان لا يبقى خارجًا، بل يموضع نفسه في “صورة شخصية وخيمة”، بجانب خيمة لجنود الاحتياط في منطقة “الشومرون”، كسائح نوعًا ما، وعلى نحو يتكاتب مع صور من القرن التاسع عشر والحرب الأهلية”.
أما أعمال ( نوعه شيزاف) وخصتهما بشرح أعمالها، حتى يسهل على المتلقي ربط الصور بالواقع ، فقد قسمتها أمينة المعرض، إلى جزأين:
– الجزء الأول الذي هو عبارة عن ” سلسلة أعمال تصوير هي توثيق لـ”شارع بلا اسم” يربط في جزئه الشماليّ بينن كفرقرع وكيبوتس رچڤيم، من كانون الأول 2016 وحتى صيف 2017.
يتقصى البحر وخط الساحل بين (عكا وقيسريا ) كأشعة سينية لحفريات مستقبلية، على طرفي الشارع تمتد مناظر طبيعيّة، ويتم خدش جمالها بواسطة الواقع المحليّ، معسكر للجيش على مشارف قرية كفر قرع العربية، والذي يعلن سيادته ويرسم حدود القرية. يشجع الشارع المسافر فيه على مواصلة السفر وعدم التوقف، مواصلة طريقه من الطرف إلى الطرف. هذه الشهادة المادية على امتداد الطريق الموصلة بين بلدات المنطقة منذ العصر الروماني، توثق الطبقة العليا، وتحتها طبقات حفريات منذ تلك الفترة. لافتات الإعلانات تصطاد نظرات المسافر المسرع، ومكعبات الإسمنت تؤشر المنطقة العسكريّة المحظور الاقتراب منها. إنها شهادة على نسيج الحياة والعلاقة بين البلاد ومواطنيها اليهود والعرب”.
– الجزء الثاني: ” من العمل هو مشروع يتقصى البحر وخط الساحل بين (عكا وقيساريا) كأشعة حفريات سينية مستقبلية؛ وهو ما يتكاتب مع الطريقة التي تعمل فيها الثقافة الإسرائيليّة على تكريس وصياغة ذاكرة الماضي، على مستوى التمثيلات المادية، مثل: العمارة العامة ومواقع التراث أو المواد المستخدمة يوميّا على نطاق واسع. وبصفته هذه فهو يسلط الضوء على الأسئلة:
1- ما الذي ستؤول إليه في نهاية المطاف الأدلة المادية التي ستمثل الثقافة البحرية / والشواطئ الإسرائيليّة في الحاضر عندما ستتحول إلى حفريات في المستقبل؟.
-2 كيف تتشكل تمثيلات الثقافة؟
-3 هل ثمّة علاقة بين ما نفكر به عن أنفسنا في الحاضر وبين ما سيمثل ثقافتنا في المستقبل؟”
واعتبرت أمينة المعرض ( عنات لدرور) أن الفنانة (رانية عقل) ” تتعامل مع بيتها الذي يجري بناؤه في هذه الأيام لكنه مهدد بالهدم، ومع التخطيط المستقبلي لحدود قرية (كفر قرع) من خلال منظور مناطقي شامل ومن خلال استخدامها لخرائط هيكلية مستقبلية كخامة لمسطح أعمالها” .
وتؤكد أن ” رانية تقف على الأرض وقدماها راسختان: امرأة، أسرتها وبيتها. وهي تريد ممارسة حياة اعتيادية وقانونية في دولتها، لكنها في حالة “فحص” دائم كحالة ثابتة؛ وقصة قريتها هي أيضًا قصة المجتمع، والدولة والشرق الأوسط. وضعها لا يسمح لها اختبار مشاريع مستقبلية، وقوانين وعمليات تعديل القوانين في مجال بناء البيوت في المجتمع العربيّ”.
“في البحر تُشكّل فصلًا آخر من مشروع متعدد السنوات: “العودة إلى المُرسِل”. في هذا الفصل تُبحر رانية إلى أعماق البحر وتطلق زجاجات تحتوي على رسائل عمرها 10 سنوات ، والتي رفضتها الرقابة. هنا، تطلب رانية من البحر الحر الكبير حمل رسائلها إلى شواطئ جديدة، عسى أن يعثر عليها سكان الشواطئ. وفي داخل تلك الزجاجات تطلب منهم إرسال بطاقة لها تحكي أين عثروا على تلك الزجاجات ووضع طابع بريديّ عليها من بلدهم، هو رمز للأمل”.
كان لزاما على أمينة المعرض( عنات لدرور) أن تقدم هذه الورقة التعريفية بأعمال الفنانين قصد الكشف عن بعض المعطيات التي قد يجد المتلقي صعوبة في الربط بين الأعمال ووجهات نظر المشاركين، وطرائق الاشتغال لديهم.
سعيد العفاسي فنان ناقد تشكيلي.