تكريم الكاتب محمد علي طه في كابول
تاريخ النشر: 07/12/17 | 21:55بحضور جماهير غفيرة وبرعاية مجلس كابول المحليّ والمركز الجماهيريّ جرى في مطلع هذا الأسبوع تكريم الكاتب والأديب الفلسطينيّ محمّد علي طه احتفاءً بصدور سيرته الذّاتية “نوم الغزلان” وافتتح الأمسية وتوّلى عرافتها بأسلوبٍ فنّيّ عبد الحفيظ طه منوّهًا الى أنّ أدب محمد علي طه حالة استثائيّة فلسطينيّة وعربيّة فهو لم يخرج من عباءة أو قمباز كاتبٍ اخر كما خرج الكتّاب الرّوس من معطف غوغول. وأضاف ان قارئ أعمال محمد علي طه يشعر أنّه يعيش أحوالًا جويّة يتعرّف فيها على أحوالِ البلادِ والعبادِ من فلّاحين وعمّال ومثّقفين وشيوخ وشبّان ونساء وعلمانيّين وزهّاد.وتحدّث الشيخ صالح ريّان رئيس مجلس كابول المحليّ فأبدى دهشته من عدد الحضور غير المسبوق الذّي يربو على مائتي شخص من كابول وضيوفٍ أتوا من القرى المجاورة، من مثّقفين وشخصيّاتٍ اجتماعيّة ومدرّسين ورّبات بيوت وهذا دليلٌ على الاهتمام بالثّقافة مثلما هو دليل على محبّة النّاس لعريس هذه الأمسية الذّي نقدّره كثيرًا. وتطرّق الى دور محمّد علي طه في ترسيخ الهويّة العربيّة الفلسطينيّة من خلال أعماله الإبداعيّة التي برزت في المشهد الثقافيّ الفلسطينيّ. وأضاف: نحن نفخر بأبناء بلدتنا من أدباء وعلماء وأطبّاء وغيرهم.
وشاركت الكاتبة الرّوائيّة د.راوية بربارة بمداخلة عميقة أبرزت فيها النّواحي الجماليّة في “نوم الغزلان” وفي قصص الكاتب وفي مسرحيّاته ومقالاته وقصص الأطفال وقالت: الكتابة عنده عمليّة تطهير للنّفس يحرّر فيها نفسه من ذاته وهي ليست مجرّد الهام بل مسؤوليّة وطنيّة واجتماعيّة وسياسيّة. وذكرت أنّ محمّد علي طه كاتب متميّز بلغته الجميلة السّلسة وأسلوبه الشّائق وسخريته المضحكة المبكيّة.وقدّم الفنّان اياد شيتي مشهدًا مسرحيًا ساخرًا من المسرحيّة الغنائيّة “حوض النعنع” للكاتب المحتفى به والتّي أخرجتها “فرقة سلمى” فأثار اعجاب الجمهور وتألّق الفنّان حسن طه في تقديمه مشاهد مسرحيّة من “نوم الغزلان” فأضحك الجمهورَ الذّي تفاعل معه وأبكاه. وحاور عريف الأمسيّة الكاتب حوارًا رشيقًا سلسًا عميقًا أبحر فيه في الأعمال الأدبيّة التّي أبدعها الكاتب طيلة خمسة عقود.
وقال الكاتب طه: نوم الغزلانِ ليس سيرة ذّاتيّة لي ولا سيراويّة بل هو سيرة شعب صمد وبقي منغرسًا في وطنه، انّ سيرتي هي قصصي القصيرة ومسرحيّاتي ومقالاتي وروايتي التي صدرت وروايتي التي سوف تصدر وقصص الأطفال التي كتبتها. وأضاف: أعترف أمامكم بانّني أتعب كثيرًا في اختيار عنوان القصّة أو الكتاب وفي اختيار اسم بطل القصّة وأشعر أنّني توفّقت في اختيار عنوان “نوم الغزلان” الذّي هو نوم الانسان الفلسطينيّ في هذا الوطن حيث ينام وعينه يقظى تحرس بقاءه ووجوده.وتحدّث الكاتب عن رحلته مع الكتابة منذ بداياته وتطّرق الى لقاءاته مع عدد من الأدباء العرب والأجانب كما تحدّث بتأثر عن لقاءاته مع الرّئيس الفلسطينيّ الشهيد ياسر عرفات.ودعا عريف الحفل بأسلوب خلّاق طفله عمرو الى المنصّة وقارن بين طفولته وبين طفولة الكاتب المفقودة. وقدّم رئيس المجلس المحليّ درعًا تكريمًا للكاتب.وشكر الأديب طه في نهاية اللقاء الشّيخ صالح ريّان رئيس المجلس المحليّ والسّيّد بلال إبراهيم مدير المركز الجماهيريّ والكاتبة د.راوية بربارة والفنّانين اياد شيتي وحسن طه وعريف الحفل عبد الحفيظ طه والجمهور الكريم من أهالي كابول الذّين حضروا والذّين لم يتمكنوا من الحضور والضيوف الكرام الذّين قدموا من القرى المجاورة ثمّ قام بالتوقيع على حوالي مائة نسخة من الكتاب.