مجموعة شبابية تناقش تحديات عرب الداخل
تاريخ النشر: 07/12/17 | 20:31نظم مركز “إعلام” وبدعم من صندوق “روزا لكسمبورغ”، لقاءً لمجموعة شبابية طلابية تناول خلاله موضوع التحديات التي يواجهها الفلسطيني في الـ48 وسبل التعامل معها، وذلك ضمن مساعي القيّمون على مشروع التفكير الإستراتيجي، بسماع التحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني عامةً، والشباب خاصةً.
وعقد اللقاء في جامعة حيفا، يوم الثلاثاء 5.12.17، وشارك فيه 12 شابًا وشابّة منوّعين جندريًا، فكريًا، مناطقيًا، أكاديميًا ومهنيًا.
وتم خلال اللقاء، تشخيص التحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني في الداخل من خلال عصف ذهني يعرض التحديات، يناقشها ويطرح إمكانيات حلول تساهم في تجاوزها.
وتطرق الطلاب في البداية إلى تحدِ الانتماء والهوية في ظل الاختلافات الموجودة بين افراد مجتمعنا إضافةً الى الوضع المركب الذي يعيشه كل فرد من المجتمع. وتناول الطلاب الأسئلة، من اكون وكيف اعرف نفسي( قومي، حزبي، وطني، ديني..)، فيما ناقشوا لاحقًا، ما يعتبر الشق الثاني لهذا التحدي، وهو تحدي ممارسة انتماءي كفلسطيني امام الدولة الاسرائيليّة ومؤسساتها في ظل التضييقات التي تمارسها الدولة ضد أبناء مجتمعنا الفلسطيني.
وأشار الشباب ايضًا إلى تحدٍ آخر وهو غياب مشروع وطني شامل وواضح للمجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل، وافتقار الحلول وعدم وجود خطة جامعة نظرًا للاختلافات والصراعات التي نعيشها داخل المجتمع وخارجهُ.
إلى ذلك، برز من بين التحديات التي تحدث عنها الشباب في اللقاءِ علاقتنا كمجتمع فلسطيني مع الدولة ومؤسساتها. نظرًا لسياسة “كم الافواه” التي تنتهجها الدولة. واتفق المشاركون على أنّ ديمقراطيّة إسرائيل أثنيّة ومشروط بالولاء لمؤسساتها ورموزها.
وتناول الطلاب ايضًا التحدي الداخلي الذي يعيشهُ المجتمع ذاتهُ، بما في ذلك الإشكاليّة الموجودة في منظومة المجتمع كمجتمع ذكوري أبوي، يمنح الصلاحية فقط لصاحب القوة، ولا يقدّر الفرد كفرد، مما يمنع تطوير القدرة وتعزيز الوعي المعرفيّ للفرد ليخرج عن تيّار الافكار السائدة ويتَّخذ قرارات فردية التي ليس حتمًا تتطابق مع الافكار الذكوريّة القائمة والشائعة.
تحدٍ أخر تحدث عنه الطلّاب هو تحدي اعادة بناء المجتمع مع وجود الاختلافات وتقبل التعددية الموجودة كجزء من النسيج المجتمعي الفلسطيني، حيث تم التشديد على ضرورة ربط الفرد مع المجموعة، فنحن نعيش كأفراد دون الاندماج والإنصهار بالمجتمع الفلسطيني كمجموعة تعيش نفس الميّزات، التحديات والمصير.
بالإضافة، تطرق الشباب إلى ضعف القيادة العربية في الدفاع عن التحديات التي يواجهها المجتمع، مؤكدين أن القيادة تفتقر إلى اليات أساسية للتصدي ومواجهة هذهِ التّحديات، كمن تعيش المشكلة ولا تستطيع ان تضع حلول، غير أنه لا يوجد تماهي بين المجتمع وبين القيادات لا من ناحية نوعيه الخطاب المُتَّبَع ولا ايضاً بقضية تمثيل المجتمع بكافة شرائحهِ.
ولخص الشباب مُجمعين أن هنالك ضرورة تحتّم التحول من منهجية الانتقاد الى منهجية الحلول، فمجتمعنا –حد تعبيرهم- يتمتع بكثير من النخب الموجودة، النُخَب المثقفة، الواعية والناجحة التي لديها قدرة على التغيير والتأثير، من هذا المنطلق ممكن بناء هيئات مختلفة تضم كل شرائح المجتمع بهدف وضع شراكة، وبناء مجتمع وخطط وآليّات لمواجهة التحديات الموجودة.
ختاماً، تم الثّناء على فكرة المجموعة كخطوة يُقتدى بها حيث يتم بناء مجموعات على مبدأ هذه المجموعة بشرط تقبل الأختلاف الموجود بين الافراد أي تَقبُّل التعددية بكافّة اشكالها بهدف الوصول الى رؤية ومشروع شامل يضم كل شرائح مجتمعنا المختلفة.
بقي أن نشير إلى أن “مشروع التفكير الإستراتيجي”، الذي يُدار من قبل “إعلام”، يسعى”للمساهمةِ في الجهود الرامية لتحسين ظروف العرب الفلسطينيين في الداخل، عبر تفكير إستراتيجي ينطلق من وضعهم الحالي صوب تطلعاتهم المستقبلية، كشرط أساسي للعمل على تحقيق أهدافهم، كما ويقوم بتفكيك التعقيد القائم بنظام حياة السكان العرب ووضع سيناريوهات مستقبلية محتملة، مع تحديد التدابير المطلوبة لضمان تحقيق النتائج المواتية ودرء ما هو غير مرغوب منها”.