لقاء مع د. نوف عثامنة حول مهرجان الشام بحيفا

تاريخ النشر: 07/12/17 | 20:41

للسنة الثالثة على التوالي يقام مهرجان الطعام “الشام” في البلد التحتى في مدينة حيفا. د. نوف انت المديرة والمستشارة الفنية للمهرجان منذ بدايته هل ممكن ان تحدثينا عن المهرجان والفكرة من ورائه؟
د. نوف: عندما بدئنا بتكوين فكرة المهرجان اردنا ان يكون مهرجان مخصص للأكل والتراث العربي . في بداية الطريق كان معي شريك اسمه اريه روزين ومعا فكرنا باننا نريد مهرجان يشارك به الجميع وان تكون فكرته مختلفة عن مهرجانات طعام مشابهة التي تعرض بها التبولة واللبنة وما شابه. حيث أن الجمهور العربي لن يشارك بهذا النوع من المهرجانات لان التبولة جزء لا يتجزأ من مائدة الطعام في كل بيت عربي. ومن ناحية اهرى مهرجان يقدم مأكولات مختلفة لم يسمعوا عنها أو لم يتذوقوها من قبل سيكون عليه اقبال كبير.
ومن هنا تولدت فكرة إحياء الأكلات القديمة والتي توقف الناس عن تحضيرها. أي أكلات من قرى ومدن مختلفة في البلاد مثلا هنالك الكثير من الاكلات اليافوية التي لا نعرفها نحن اهل المثلث واكلات من حيفا التي لايعرفها اهل الجليل وبما أن هذه الأكلات انقرضت وتلاشت من مطبخنا بسبب رحيل الجيل الاكبر فهذا هو هدف مهرجان الشام الا وهو الحفاظ على هذه الاكلات وان تقدم لكي يعرفها الناس لأنها جزء لا يتجزأ من التراث والتراث هو هوية الانسان.
لماذا سمي المهرجان بمهرجان الشام وليس مهرجان الاكل العربي مثلا؟
د. نوف: المهرجان هو بالفعل مهرجان الأكل العربي لكن كلمة الأكل العربي هي كلمة واسعة جدا وتشمل كل مطابخ الدول الناطقة باللغة العربية وهذه المطابخ الموجودة في الوطن العربي تختلف عن المطبخ الموجود هنا في بلادنا، ولهذا السبب بدأنا بالبحث على تعريف للمطبخ الذي ننتمي له. وكل الطرق ادت الى المطبخ الذي كان موجودا هنا قبل ما تقسمت الدول وهي بلاد الشام. الأكل كان متشابه جدا في جميع المناطق وان لم يتشابه بالأكلات تتشابه طريقة الطبخ والمواد وبالبهارات وليس مهم ان كانت في يافا او في دمشق فهي متشابهه وتنتمي لمطبخ واحد.
كيف تعرفين المطبخ الشامي؟
د. نوف: المطبخ الشامي هو المطبخ الكبير الذي ننتمي له ويشمل سوريا ولبنان وفلسطين واسرائيل والاردن اي كل المنطقة هنا، ما قبل التفرقة السياسية لأنه مطابخنا تشبه بعض. وبرأيي جميعها تنتمي الى هذا المطبخ الكبير وغالبية مأكولاتنا ناتجة عنه.
ما هو الخاص هذه السنة بالمهرجان دونا عن السنين الماضية؟
د. نوف: الخاص بالمهرجان هذه السنة سيقام مجمع اشكاك طعام والمسؤول عنه الشيف حمودة عقلة حيث سيقدم في هذا المجمع اكلات من الشارع مثل لهذا النوع من الأكل “بلح الشام” مع صلصة المستكا الساخنة. بلح الشام يقدم في منطقة سوريا ولبنان واقل في بلادنا. وبالإضافة للأكلات الأكثر مألوفة ولكنها ستجهز على طريقة الشيف مثل الشلباطو والشيش طاووق والعديد من الاكلات الشهية. بالإمكان التجول وتذوق الاطباق والأكلات والجلوس في المقاعد المخصصة والاستماع للموسيقى. طبعا الى جانب الاكل ستقام عروضا موسيقية في عدة مطاعم في البلد التحتى.
من الجدير ذكره بأننا هذه السنة قمنا بإدخال دورات طبخ وهذا جديد في مهرجان الشام. دورات الصباح معدة للجيل الاصغر وبها سيتعلمون طريقة تحضير المناقيش والفطائر وفي المساء سيقوم شيف بتعليم طرق مأكولات مختلفة . فمثلا الشيف عمر علوان سيعلم كيف نحضر حلويات من المطبخ العربي مثلا الهيطلية والمأمونية وحلاوة الجبن والمزيد. بالإضافة لندوات حوار حول مواضيع مختلفة. اما في الحوانيت المؤقتة فسنستضيف هذه السنة “حاملات الطيب” وهي مجموعة نسائية من الرامة حيث يعملن الكعك وهدف الارباح من بيع منتوجاتهم خلال المهرجان موجهة لتقديم منح جامعية.
وسنستضيف ايضا “سنديانة الجليل” وهن مجموعة نساء عربيات من الجليل حيث سيعرضن منتوجاتهن مثل زيت الزيتون والزعتر والزيتون المكبوس وارباحهن من المهرجان موجهة للتمكين النسوي.
من سيشارك في المهرجان هذه السنة؟
د. نوف: خلال ايام المهرجان ستقدم المطاعم في انحاء البلد التحتى في المدينة الكثير من الأطباق الشامية المعروفة والمحبوبة أو الأطباق الجديدة غير المعروفة حيث سيقدمها كبار الشيفات في البلاد : الشيف اسامة دلال، الشيف صلاح كردي، الشيف حسام عباس (مطعم البابور)، الشيف نشأت عباس (البابور عكا)،الشيف معين حلبي (مطعم رلى)، الشيف الياس مطر (مطعم لوكندا، زينه)، الشيف علي خطيب (مطعم مجدلينا)، الشيف دخل صفدي (مطعم ديانا)،الشيف عمر علوان، الشيف أحمد سلامة، الشيف ماهر عرايدي (قاعات أبو ماهر)،الشيف عدنان ضاهر (مطعم معدلة)، زوز حنا (مطعم مجدلينا) والشيف حمودة عقلة، بالإضافة للسيدة علياء دسوقي والسيدة ميسر أبو شحادة.
ما هي اكلاتك المفضلة والتي سنجدها في المهرجان؟
د. نوف تضحك: من الصعب ان اقول ما هي اكلاتي المفضلة لان هنالك العديد من الشيفات المشتركين في المهرجان وجميعهم قريبون إلى قلبي واحبهم واحترمهم لهذا السبب جوابي سيكون إنني أحب جميع الأكلات وبالفعل احب جميعها… والأكلات التي لا أحبها غير موجودة في المهرجان.
كيف يمكن ان نطور ونلائم اكلاتنا التقليدية لحياتنا العصرية والسريعة؟
د. نوف: الأكلات التقليدية بها الكثير مع الملائمة لحياتنا العصرية، اذا فحصنا الاكلات غيرالموجودة اليوم في مطبخنا فهي ليست بحاجة لجهد كبير بتحضيرها وأظن أنها اختفت على الأغلب بسبب قلة اللحمة، وهي أكلات أكلوها زمان بما معناه أن لها علاقة بالفقر وعلينا ان نتذكر بان في تلك الفترة الإمكانيات كانت محدودة. وكانت تعتمد على البقوليات واليوم نحن نعرف ان البقوليات مفيدة جدا لجسمنا. وعلينا الرجوع لهذا الغذاء المفيد حيث به القليل من اللحمة ويعتمد على الخضار والبقوليات والاعشاب. هذا هو الاكل الفقير ولكنه صحي اكثر من غذائنا اليوم.

كلمة اخيرة
د. نوف: أمل أن يكون هنالك إقبال كبير من مجتمعنا العربي لأن مهرجان الشام هو نوع من الاحتفال بالهوية العربية والتراث العربي وأقمناه لكي تشارك به جميع المجتمعات، لهذا السبب الأكلات التي اخترناها الكثير من مجتمعنا العربي لا يعرفونها. وحسب رائيي مهم جدا أن نعرف من نحن وجزء من معرفتنا لنفسنا هو معرفة ما كنا ناكله أيام زمان ، ما أكلوا أهلنا وأجدادنا، وأن نحتفل ونفتخر به. بالإضافة الشيفات العرب الذين يستضيفهم مهرجان الشام هم من أفضل الشيفات العرب الموجودين اليوم وهم فخورون بترجمتهم للأكلات القديمة بطريقتهم وختمهم الخاص. وقسم منهم ادخل هذه الوجبات لقائمة الطعام بمطاعمهم.
ومن خلال هذه المنصة ادعو الجميع لحضور المهرجان والتعرف على أكلاتنا وتراثنا والاستماع للقصص من وراء هذه الأكلات والانسجام مع الموسيقى ومشاهدة عمل نساء حاملات الطين وسنديانة الجليل لأنهم بحاجة لكل الدعم منا جميعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة