تكريم الشاعر أحمد الحاجّ في كفرياسيف
تاريخ النشر: 16/12/17 | 13:44جاءنا من الناطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين الشاعر علي هيبي: وسط حشد كبير قُدّر بالمئات، من أصدقاء الشاعر وعائلته وأعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل، وجمهور كبير من أهالي كفر ياسيف والقرى والمدن المجاورة، ومجموعة من طلّاب المحتفى به، أبي نزار ورفاقه المعلّمين، من مدرسة “يني” الثانويّة العريقة، وفي أجواء من البهجة والالتفاف الحميميّ حول الشاعر والمربّي الجليل أحمد الحاجّ، أقيمت يوم السبت الفائت 9/12/2017، في قاعة المركز الثقافيّ في قرية كفر ياسيف، وتحت رعاية المجلس المحليّ ورئيسه السيّد عوني توما أمسية تكريميّة للاحتفاء بالأديب أبي نزار وكتابيْه الأخيريْن: ديوان “العِجْزة” شعرًا وكتاب “قبسات لا تبوخ” مجموعة خواطر ومقالات.
وكانت الفنّانة القديرة خولة الحاجّ دبسي، ابنة المحتفى به، وبخفّة دمها وقدراتها الفنيّة والتمثيليّة، كانت قد تولّت عرافة هذه الأمسية الجميلة، والتي جمعت كلّ مَن ذُكروا بحميميّة أذكت في القلوب حبورًا وغبطة، وفي استهلالها حيّت والدها الحبيب والكاتب الأديب وشكرت الجمهور الواسع على حضورهم ومشاركتهم في هذا الفرح الأدبيّ الممتع والمفيد، واستعرضت بعضًا من محطّات أبيها الإبداعيّة والتربويّة. فأبو نزار المربّي والمعلّم أمضى ما ينيف على أربعة عقود في التربية والتعليم، قضى معظمها في مدرسة “يني” الثانويّة، في كفر ياسيف، وعلى يديْه تتلمذ الآلاف من الطلّاب الثانويّين من كفر ياسيف والقرى والمدن المجاورة في الجليليْن الأعلى والأسفل، ومن بينهم كاتب هذه السطور، إذ كانت مدرسة “يني” العريقة وذائعة الصيت واحدة من مدارس قليلة، تعدّ على أصابع يد واحدة في منطقة الجليل. ومن ثمّ قدّمت العريفة المتكلّمين المشاركين تباعًا.فكانت كلمة السيّد عوني توما رئيس المجلس المحليّ هي الأولى، فحيّا فيها أبا نزار ودعا له بالصحّة وطول العمر ودوام العطاء والإبداع، ويذكر أنّ السيّد توما كان طالبًا وتتلمذ على أبي نزار.
وفي كلمته وبالنيابة عن أصدقاء المحتفى به استعرض المربّي راضي كريني، تلميذ أبي نزار وزميله وصديقه مسيرة المربّي التعليميّة والشاعر الإبداعيّة، وما له من أيادٍ بيضاء على الكثير من الخرّيجين، معتزًّا بزمالته وصداقته وإبداعه. وفي ختام كلمته قدّم لأبي نزار درعًا رمزيًّا، هو وصديق الشاعر وتلميذه أيضًا السيّد صفوان طرباني نيابة عن أصدقاء الشاعر.وفي قسم المداخلات قدّم كلّ من د. بطرس دلّة رئيس لجنة المراقبة في الاتّحاد ود. منير توما مداخلتيْن نقديّتين أشارا فيهما إلى الجوانب الفنيّة والأسلوبيّة في شعر أبي نزار، وتحدّث د. دلّة عن زمالته لأبي نزار في سنوات التعليم وعن صداقته المتينة والتي لم تشبها شائبة على مدى الحياة. وفي نهاية كلمته دعت العريفة كلًّا من: الكاتب سعيد نفّاع الأمين العامّ للاتّحاد والشاعر علي هيبي الناطق الرسميّ وبرفقة د. دلّة قدّموا للمحتفى به درع الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل.ومن خارج البرنامج المعدّ دعت العريفة الكاتب عبد الخالق أسديّ عضو الاتّحاد والشاعر حسين مهنّا، وهما من طلّاب أبي نزار ليقدّم كلّ منهما تحيّة وشهادة له، مهنئينه ومباركين له أمسيته الرائعة ومسيرته وإبداعه.ومن ثمّ ألقى الشاعر عناد جابر عضو الاتّحاد قصيدة في هذه الأمسيّة المميّزة، كتبها خصّيصًا وأهداها لأبي نزار، ويشار إلى أنّ عناد جابر أيضًا من تلاميذه.
وكان البروفيسور إبراهيم طه رئيس قسم اللغة العربيّة في جامعة حيفا والذي كان طالبًا عند أبي نزار قد قدّم دراسة نقديّة حول شعر أبي نزار خصّصها للحديث عن مساريْن فنيّين في مضمون إبداعه: هما مسار الفكرة ومسار الأسلوب، وتعرّض لتمسّك الشاعر أحمد الحاجّ بالأصالة الشعريّة وعدم الخروج عن مقاييس القصيدة العموديّة الكلاسيكيّة وقيود الأوزان الخليليّة ووحدة القافية ووحدة البيت.وكان جلال الشاعر ومهابته بلباسه العربيّ وكوفيّته وعقاله وابتسامته العريضة التي تملأ وجهه وتنير جبينه، ومكانته وشكره وترحيبه وكلماته، كان كلّ ذلك مسك ختام هذه الأمسية ذات الحرارة والدفء والحبّ، انبعثت من قلب الشاعر الكبير وتعابيره الجزلة، التي دلّت على عمق امتنانه لجميع الحضور، وعلى صدق أحاسيسه ومحبّته لهم، شاكرًا كلّ من ساهم من أصدقائه في تنظيم وإنجاز وإنجاح هذه الليلة التي لا تنسى، وخصّ بالذكر والشكر أصدقاءه وأعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل، الذين ساهموا بالحضور والتكريم والمداخلات والتحيّات.