شكرًا دونالد ج. ترامب..

تاريخ النشر: 17/12/17 | 10:20

هبت ثورة الغضب في أمة الغضب وفي العالم أجمع يا جوليا, في بلاد الشام, في أم الدُنيا-مصر, في تونس,في المغرب, وفي الجزائر خرج قرابة نصف مليون متضامن مع فلسطين,الجزائر الحبيبة بلد المليون شهيد, عاشقة فلسطين الأولى دون منافس, التي هتفت لفوز المنتخب الفلسطيني وانشدت النشيد الفلسطيني قبل الفلسطيني, الاف الاحرار صرخوا للقدس في اليمن رغم العدوان السعودي الغاشم, في تركيا, في طهران, في باكستان, في موريتانيا, وحتى في افقر بلاد العالم, الصومال, في الدول الأوروبية وتحديدًا في العاصمة الفنلندية, هلسنكي, طالب بعض المتظاهرين باعلان الحرب على دولة الاحتلال, وبعضهم قال: “اسرائيل لا تملك أي حق شرعي لوجودها”, والبعض الاخر قال: ” اسرائيل هي مشروع كولونيالي”, وحتى اليمين المتطرف شارك في المظاهرة وقال: “هتلر كان على حق” ونادوا باللاسامية.

دائمًا كنا نسأل ونكرر, أين الشعوب العربية؟ أين شعوب العالم؟ هاهم اليوم, انتفضوا وصرخوا في وجه أمريكا ودولة الاحتلال, ويجب أن نفرق بين الحكومات وبين الشعوب, فضمير الشعوب لا يرف له جفن, ضمير صاحي ومستعد أن يثور في وجه الظالم في أي وقت,جاء قرار ترامب الأخير ليؤكد لنا هذا, جاء ليؤكد لنا أن القدس ليست مُلكًا للفلسطيني وحده بل مُلكًا لكل حُر وثائر في هذا العالم, فشكرًا ترامب, شكرًا ترامب لاعترافك بقدسنا الفلسطينية العربية عاصمة لدولة الاحتلال, فاعترافك هذا عزز من صمودنا وكشف الستار عن معادن شعوب العالم, وأسقط أقنعة الحكام, عرفنا الصديق من المتخاذل,و لو تعاملنا وتعامل العالم مع كل فلسطين من النهر للبحر كما تعاملنا مع القُدس لتحرر كل شبر في هذه الأرض، لكن تبقى قدسية الدين مُحرك الشعب الأول. شكرًا ترامب على تأكيدك لنا بأن المفاوضات ورقنا الخاسرة, وعلى أن لا عودة عن حق العودة, شكرًا ترامب على تذكيرك للعالم بأن الخيمة أصلُ الحكاية.

فاية سلامٍ هذا بعد تسعة وستين سنة؟ أية سلامٍ هذا بعد اتفاقية أوسلو التي أعطت شرعية للاحتلال بتوسيع المستوطنات وباعتقال الأطفال؟ أية سلامٍ بعد اعدام محمد درة وفادي علون؟ وغيرهم من شهدائنا الأبرار. أية سلامٍ هذا بعد اهانة وتعذيب أسرانا البواسل في سجون الاحتلال؟ وأية سلامٍ وأية مفاوضات بعد اعتقال أطفالنا واصدار احكام منافية للعقل بحقهم؟ فمن يرجع لأحمد مناصرة طفولته؟ أية سلامٍ وأية مفاوضات وأية “صفقة قرن” بعد أن سقطت ورقة التوت؟ بعد أن سقطت دمعة من كل عين وكتبت اسم ابراهيم ابو ثريا ليصبح رمزًا للمقاومة والحرية في ميادين الشهادة, وسقطت دمعةٌ اخرى لتكتب اسم فوزي الجنيدي ليصبح رمزًا لحقارة وعنجهية الاحتلال, والأهم من ذلك رمزًا لضعف جيش الاحتلال, الذي يسقط بحجر طفل من أطفال الحجارة.

علينا أن نتخذ من التجربة الفيتنامية قدوة لنا في مسيرتنا النضالية وأن نترك “التجربة الدنماركية ” لأصحابها, فالشعب الفيتنامي قرر أن يصنع تاريخًا في النضال والصمود والمقاومة وفعل, شعبٌ اتخذ من الارادة سلاحًا فتحرر من الاستعمار الفرنسي وهزم أمريكا هزيمة ساحقة تركت ندوبًا على جسدها لا يمحيها التاريخ,ومازالت السينما حتى اليوم تُجسد انتصار الشعب الفيتنامي وجرائم الجيش الأمريكي. الاستعمار والحروبات والانقسامات العرقية أنهكت الشعب الفيتنامي وأدخلته في طريق مظلم وحالك, فحتى قياداته التي قادته للنصر لم تستطع أن تدير الشؤون الداخلية, ولكن في النهاية اعترفت القيادات بأخطائها وتوجهت الى التنمية والصناعات, الشعب الفيتنامي صنع مستقبله من رحم المعاناة, صمد, قاوم وانتصر في النهاية, وسيأتي اليوم الذي ينتصر فيه الشعب الفلسطيني وينال حريته, فلا ظلمٌ يدوم ولا ظالم يبقى على كرسيه.
هدى صلاح الدين عريدي – كفرقرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة