بركة: إنتهى عهد الوساطة الأميركية ونحن مستمرون في النضال
تاريخ النشر: 17/12/17 | 9:02أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه أمام مظاهرة الألوف اليوم في مدينة سخنين، على أن عهد الوساطة الأميركية قد انتهى بقرار ترامب، الذي جاء في مئوية تصريح بلفور، على ذات نهجه. وقال، إن لا فلسطين من دون القدس، فالقدس، عنوان الهوية الوطنية، وعنوان السيادة .
وافتتح بركة كلمته، مهنئا المسيحيين من أبناء شعبنا والعالم، بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة. وقال، القدس أيها المدينة المقدسة يا مدينة المعراج.. يا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. يا طريق الآلام، الذي آن له ان يصل الى منتهاه بعد عذابات الفلسطيني العظيم السيد المسيح؛ الذي بُشّر به في الناصرة، وكان مهده بيت لحم، وكانت قيامته في القدس. السيد المسيح عيسى ابن مريم ابنة صفورية.
وتابع بركة، القدس أيها المدينة العاصمة التي لا فلسطين دونها، القدس يا عنوان الهوية الوطنية، القدس يا عنوان السيادة ويا مهجع العبادة… القدس يا أور سالم التي سبقت الأديان، ولم تبدأ عند الرواية التوراتية الصهيونية… القدس يا مدينة السلام… لك منا السلام ولك منّا العهد: لا… لا.. لن تكوني وحيدة يا قدس.
وقال، “إننا نؤكد أن هوية القدس الوطنية والدينية، الفلسطينية العربية، ليست بحاجة الى شرعية قرار من أي كان في العالم، وبالتأكيد ليست من الجهات المعتدية، وبالتأكيد ليس من الصهيونية وربيبتها الامبريالية الأميركية، وحليفاتهما. فهذه الهوية، ينطق بها كل حجر من أحجار أسوار البلدة القديمة، وفي أزقتها.. في جبال القدس، جبل الزيتون، والمكبر والمشارف. في أحيائها، جوهرة التاج المتحلقة حول البلدة القديمة: الشيخ جراح وسلوان وباب العامود، وكل حي من أحياء المدينة التاريخية.
مستمرون في النضال
وأكد بركة على اعتزازه، بوقفة شعبنا في كافة أمالكن تواجده، وجماهيرنا العربية في وطنه، تصديا للقرار الأميركي العدواني، الذي يعترف بالقدس عاصمة للاحتلال. واشار الى سلسلة المظاهرات والتظاهرات التي شهدها مجتمعنا العربي بدعوة من لجنة المتابعة العليا، وخاصة التظاهرة قبالة السفارة الاميركية في تل أبيب، لتصل الرسالة مباشرة، ومفادها، أن لا حق لأميركا التي لا تملك، لتمنح من لا يستحق.
واضاف بركة قائلا، إننا مستمرون بعد مظاهرة اليوم، رغم تهديدات نتنياهو وليبرمان وبينيت، لجماهيرنا العربية وللقائمة المشتركة، إنها تهديدات من حكومة مجرمي الحرب والقتل والاستيطان واضطهاد الأطفال. ونحن نقف الى جانب نوابنا، في مواجهة حملة التحريض والتهديد التي يواجهونها.
انتهت الوساطة الأميركية
وشدد بركة على أن شعبنا موحد، ضد السياسة الأميركية، وضد الاحتلال الإسرائيلي، محذرا من دور السعودية المتواطئ، واستذكر ما قال الكاتب المصري الكبير حسنين هيكل، قبل سنوات طوال: إن نقل السفارة الأميركية الى القدس، إن تم يكون بعد موافقة السعودية.
ودعا بركة الدول العربية والإسلامية، ودول العالم المناصرة لقضية شعبنا الفلسطيني، باتخاذ مواقف فعلية ضد الإدارة الأميركية، ومن بينها سحب السفراء من واشنطن، والتوقف عن ابرام صفقات تجارية وعسكرية معها، والغاء الصفقات التي ابرمت، ففقط إذا رأت واشنطن، أنه يوجد ما تخسره اقتصاديا وسياسيا، فإنها ستضطر لأن تعيد حساباتها السياسية، المنصهرة مع أجندة اليمين الاستيطاني المتطرف.
وقال بركة، إن أميركا هي الطاعون والطاعون هو أميركا، لكنه يتفشى بقرار ترامب اكثر واكثر: لذلك انتهت لعبة الوساطة الأميركية بسبب الموقف الأميركي الصهيوني، وانتهى مسار أوسلو بسبب الموقف الصهيوني الأميركي. وقال، إن ما تسمى صفقة القرن، :فبإمكان أصحابها ان يدسوها حيث يشاؤون لكن ان لا يقتربوا بها من شعبنا”
تحية للموقف الفلسطيني وللمتضامين من العالم
ورحب بركة بالموقف الفلسطيني الرافض للوساطة الأميركية. ورحب بموقف القيادة الفلسطينية بعدم استقبال نائب الرئيس الأميركي، كما حيا موقف الازهر الشريف، وموقف الكنيسة القبطية في مصر، اللذان يرفضان استقباله. وقال، إننا نعلن اعتزازنا بموقف الأخ اديب جودة الحسيني امين مفتاح كنيسة القيامة المقدسة وحامل ختم القبر المقدس الذي رفض استقبال نائب الرئيس الأميركي بنس، إننا نعتز بهذه المواقف وندعو الى الثبات عليها وتصليبها
كما حيا بركة حملة التضامن والاحتجاج في العالم، التي خرجت للتصدي لعدوان ترامب على القدس وعلى فلسطين وشعبها وندعو الى مواصلة الحملة الشعبية والرسمية لاسقاط وعد ترامب في مئوية وعد بلفور. وتحية، للرئيس الثوري ايفو موراليس رئيس بوليفيا اول رئيس في أميركا اللاتينية الذي ينحدر من الشعوب الاصلانية، مما يسمي الهنود الحمر، الذي كان اول من طرح رفض قرار ترامب على مجلس الامن، وتحية للرئيس الثوري نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا وخليفة الرئيس شافيز الذي حضر الى إسطنبول ليعلن موقف دول عدم الانحياز المؤيد لفلسطين وفلسطينية القدس
تحية للقوى الديموقراطية في إسرائيل التي تشارك معنا هنا وشاركت معنا في تل ابيب امام السفارة وندعوها لاخذ دورها في التصدي لجنون ترامب الذي يهدف الى حرق المنطقة.
الوحدة ثم الوحدة
وحتم بركة قائلا، لقد استبشر شعبنا الفلسطيني في الأسابيع الأخيرة، بالاتفاق المبدئي، والبدء بخطوات فعلية لإنهاء حالة الانقسام، المدمّرة لشعبنا الفلسطيني، وندعو الى بذل جهد أكبر لمنع أي سبب لتعثر لإنجاز هذه المهمة بأسرع وقت. فلا مكان لحالة الانقسام والاحتراب الداخلي، في داخل شعبنا الفلسطيني، في اي وقت وأي ظرف.
ولكن هذا الأمر يزداد الحاحا، في الظروف القائمة، في الوقت الذي تكشّر فيه الإدارة الأميركية عن انيابها، بالوقوف كليا، وبشكل مكشوف، وأكثر من أي وقت مضى، الى جانب الاحتلال الإسرائيلي، لتصفية القضية الفلسطينية، ما يقيننا، أنه طالما أن شعبنا صامد، واقف على قدميه يتحدى، فإن أحدا لا يستطيع تصفية قضيته؛ ولكن هذا الصمود، يحتاج أساسا الى ووحدة صف، حول المشروع الوطني الفلسطيني، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين.