لا تعطني سمكًا، بل اعطني صناّرة وعلّمني صيد السمك!
تاريخ النشر: 21/12/17 | 19:10أ. العلاقة بين اللغة والتفكير
تشير الدراسات والبحوث إلى العلاقة المتينة بين اللغة والتفكير، فكلما ارتقت اللغة ارتقى التفكير، وبالعكس- كلما تطورت مهارات التفكير ومستوياته كان لذلك انعكاسات على مهارات اللغة المستعملة.
انطلاقا من هذه الفرضية، يجدر بمناهج اللغة العربيّة وكتب التدريس فيها – وفي المواضيع الدراسيّة الأخرى – أن تعمل على تطوير مهارات التفكير المتنوّعة، وأن تنمّي قدرات التوجيه الذاتي لدى المتعلّمين، وإكسابهم مهارات التعلّم الذاتي المستقلّ.
ب. مستويات التفكير
يقسم الباحثون مستويات التفكير إلى ثلاثة (أحيانا نجد تقسيما آخر من مستويين: المستوى الأساسي والمستوى الأعلى المركب) وهي:
1. مستويات التفكير الدنيا.
2. مستويات التفكير الوسطى.
3. مستويات التفكير العليا.
يندرج تحت كل مستوى أنشطة عقليّة يطلق عليها “عمليات عقليّة” أو “مهارات تفكير”.
أما أبرز عمليّات/مهارات التفكير الدنيا فهي:
التذكر وإعادة الصياغة حرفيًّا وتسمى أحيانا عملية أو مهارة الترجمة.
أبرز عمليات/مهارات التفكير الوسطى:
طرح الأسئلة، التوضيح، المقارنة، التصنيف والترتيب، تكوين المفهومات والتعميمات، التطبيق، التفسير والتعليل، الاستنتاج، التنبؤ/التوقع، فرض/صياغة الفروض، التمثيل، التخيّل، التلخيص، الاستدلال، والتحليل.
عمليات/مهارات التفكير العليا:
اتخاذ القرار، التفكير الناقد، تفكير حل المشكلات، التفكير الابتكاريّ، والتفكير وراء المعرفيّ/التأمّلي.
ت. دواعي/مسوغات تطوير التفكير:
من الأقوال التي تظهر أهميّة التفكير وضرورة تنميته وتطويره نذكر:
– أنا أفكر.. إذن أنا موجود (ديكارت).
– في الحفظ الندامة وفي التفكير السلامة.
– التفكير لا التقفيل.
– التفكير لا التكفير!
– وكتب أحدهم: “ليس علينا أن نجعل البشر أذكياء، فهم يخلقون كذلك، كل ما علينا أن نفعله هو التوقف عن ممارسة ما يجعلهم أغبياء!”.
وهناك أكثر من سبب للتركيز على تنمية التفكير وتطويره، فمع إطلالة القرن الواحد والعشرين بكل ما يحمله من مستجدّات واختراعات وابتكارات، أصبح أهم رأس مال تمتلكه الأمم والشعوب هو الإنسان، الإنسان المفكر المبدع، الإنسان الذي يمتلك الكفايات والمهارات التي تؤهله للتعامل مع هذا الإيقاع اللاهث المتغير!
ويمكن أن نفصّل أهم المسوّغات لتطوير التفكير وتنميته:
– الاستجابة لطبيعة الإنسان الفطريّة الميّالة للبحث والاستكشاف وارتياد المجهول، وفكّ الغموض.
– لمواجهة الكم الهائل من المعلومات والمعارف التي تتجدد وتتضاعف وتتغير بوتيرة عالية، فهذا الواقع الجديد يتطلب مهارات عقليّة عالية للتعامل مع هذه التغيرات المتسارعة.
– تنمية التفكير تساعد في بلورة الشخصيّة المستقلة القادرة على اتخاذ القرار والتحلّي بالقيم الإيجابيّة وممارسة السلوك الديمقراطيّ..
– تطوير التفكير يعمق الفهم ويضاعف التحصيل لأنه يتيح للمتعلّم أن يكون فعّالا في عمليّة التعلّم.
– في عصر انفجار المعرفة وتقادمها وتغيّرها، أصبح المهمّ أن يتعلّم المتعلم كيف يتعلم، وليس ماذا يتعلّم. وكما تؤكد العبارة:
” بدلا من إعطائي السمك، أعطني صنارة وعلّمني كيف أصطاد السمك”.
د.محمود أبو فنة