إحتفالية بتتويج نشاطات مجمع اللّغة العربيّة
تاريخ النشر: 24/12/17 | 7:05توَّج مجمع اللّغة العربيّة في الناصرة السبت نشاطاته للسَّنة الجارية، بتنظيم احتفاليَّة ثقافيّة خصَّصها لمنح “جائزة المجمع للإبداع”، لعام 2017، بقيمة خمسةٍ وعشرين ألف شيكل جديد، ولتوزيع المنح الدراسيّة لطلاب الماجستير والدكتوراة.
أقيمت الاحتفاليّة في فندق “رمادا” في الناصرة، بحضور الأديب محمَّد علي طه، الفائز بالجائزة، والطلاب الذين حصلوا على المنح الدّراسيّة، وجمهور واسع جاء من الناصرة، ومن مختلف القرى والمدن العربيّة، برز من بينهم محمد بركة: رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربيَّة في البلاد، وأيمن عودة: رئيس القائمة المشتركة، وأعضاء الكنيست: يوسف جبَّارين، مسعود غنايم، وجمال زحالقة، كما حضر الاحتفال لفيف من الأدباء والكتّاب والشُّعراء، وأوساط واسعة من الشّخصيَّات الاجتماعيَّة، التّربويَّة، ومحبّي اللّغة العربيَّة وآدابها، حضورا للمشاركة في هذا الحدث الثقافيّ الذي يقيمه المجمع سنويًا احتفاءً بالطلاب الحاصلين على المنح الدّراسيَّة، وتكريمًا للأديب الفائز بالجائزة، وكان قد فاز بها بالعام الماضي الأديب محمَّد نفَّاع.
تولَّى عرافة الاحتفاليَّة وأدارها: البروفسور مصطفى كبها الذي رحَّب بالحضور، ودعاه للوقوف دقيقة صمت اجلالا لروح فقيد الأدب، الشاعر إدمون شحادة. ثمَّ أشار إلى أن لجنة التحكيم المؤلَّفة من: البروفيسور محمود غنايم، الدكتور نبيه القاسم، الدكتورة كوثر جابر، الأديب محمد نفَّاع، والبروفسورة نداء خوري، أجمعوا على أن الأديب محمد علي طه هو الأكثر جدارة بين الأدباء المتقدّمين للجائزة من حيث مستوى الإبداع، والمثابرة، والحضور الواضح والمستمر في الحركة الأدبيّة، ونشاطاته الاجتماعيّة، ومساهمته في تعزيز مكانة اللغة العربيَّة، لهذا فقد استحقَّ جائزة المجمع للإبداع، لعام 2017.
بعد ذلك تحدَّث البروفيسور محمود غنايم، رئيس المجمع، عن مسيرة الأديب محمَّد علي طه الأدبيّة، مذكّرًا بقوله: “القصَّة حبيبتي، والرّواية عشيقتي”، متوقّفًا عند أبرز المحطات التي تميّز هذا الأديب المتابع من خلال كتابته الإبداعيَّة ومقالاته الأسبوعيَّة لمختلف جَوانب حياتنا الاجتماعيّة والثقافيّة، ما أهَّله أن يفوز بجائزة المجمع للإبداع لعام 2017. ثم بيّن أن الجائزة التشجيعيّة التي أعلن عنها المجمع للأدباء الشّباب، قد حجبت لهذه السَّنة بسبب عدم تقديم طلبات لنيلها، ونوَّه إلى أن الأديب محمَّد نفَّاع، أحد أعضاء لجنة التَّحكيم، أعتذر عن الحضور لوعكة صحيّة.
أمَّا البروفسورة نداء خوري التي تحدَّت باسم لجنة تحكيم الجائزة، فقد أكّدت على أن الأديب محمّد علي طه يستحق هذه الجائزة تقديرًا لإبداعه الأصيل الذي يتميّز بحركيّة فنيّة، وبلغة شاعريَّة مطعّمة بالمحكيّة، يسوغه بأسلوب ساخر أخَّاذ، يضمّنه بالأمثال الشَّعبيَّة، كما أن مضامينه متنوّعة، فهو نصير قضايا المرأة، ثائر على المجتمع التَّقليديّ، تحتوي ملامح الرّيف في أدبه على جماليّة تأخذ القارئ إلى معالم آسرة. من جانبه، فقد تحدَّت الأديب المحتفى بفوزه بالجائزة، فشكر مجمع اللغة العربيّة في الناصرة ولجنة التَّحكيم على منحه هذه الجائزة التي يعتزّ بها، وأوضح أن معظم ما يكتبه يدور حول تهجيره من قريته كابول سنة 1948، وأنّه نتيجة لذلك فقد طفولته وألعابه وأقلام تلوينه، ليتحوَل من مالك لبيت إلى مشرّد عانى الكثير قبل أن يستقرّ في بيت يأويه، وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الأمور، هي التي جعلته فيما بعد، كاتبًا ساخرًا، فالسّخرية هي سلاحه ضدّ الظّلم، وضدّ سارق أرضه، وناسف بيته. بعد ذلك، قدّمت لجنة التّحكيم للأديب محمد على طه “جائزة المجمع للإبداع” بقيمة خمسةٍ وعشرين ألف شيكل جديد، إضافة إلى منحه شهادة تقدير لعطائه الأدبيّ المميّز. وفي نهاية الاحتفال قامت لجنة المنح في المجمع بتوزيع المنح لعام 2017 على الطلاب الفائزين بها، وقد حصل عليها عدد من الطلاب الذين يدرسون في مختلف جامعات البلاد للدّكتوراة والماجستير.
من سيمون عيلوطي، المنسّق الإعلامي في المجمع