المسيحيون والمسلمون والكريسماس

تاريخ النشر: 25/12/17 | 6:00

فتح رسول الله (ص) المسجد النبوي ليصلي فيه المسيحيين صلاة عيد الفصح (Easter).لم يشهد التاريخ أن قام قسيس مسيحي بإصدار فتوى تكفير لمسلم أو أحلوا دمه في التاريخ المعاصر على أقل تقدير. لم يقوموا بتصدير البيانات الحاقدة وتوزيع منشورات الفتنة والقتل وتصدير فتاوى حقد وكراهية وتكفير. ومما يثار هنا ذكر الحروب الصليبية والتي انتهت منذ زمانٍ طويل ومستنكرة جداً اليوم والتي شهدت دموية بشعة والتي كانت اكثرها بتحريض سياسي فاسد بحت كما يحصل اليوم بالكثير من الحركات الاسلامية المتطرفة.
في المشهد الرائع من فلم (الرسالة) الخالد والذي يصور لجوء المسلمين بقيادة جعفر بن ابي طالب (الطيار) الى النجاشي (المسيحي) في الحبشة (أثيوبيا حالياً) وقرأ له قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا). في هذه الايات القرانية وصف رائع ليوم الكريسماس.
الكريسماس (Christmas) يعني عيد ميلاد السيد المسيح الذي يصادف يوم 25/12 من كل سنة.

كان عمرو بن العاص يخادع ويغرر بالنجاشي ليفتك ويطرد المسلمين اللاجئين للحبشة، فلما سمع النجاشي تلاوة جعفر لتلك الآيات العظيمة من سورة مريم خاطب النجاشي المسلمين قائلاً:(ليس بين ديننا ودينكم اكثر من هذا الخط) –وخط خطاً في الأرض- ثم التفت لعمرو بن العاص قائلاً (ياعمر والله ما أُسلِّم لكم هؤلاء بجبلٍ من ذهب) ثم التفت لجعفر قائلاً: (انطلق يا جعفر ومن معك وعيشوا بأرضي بسلام حتى يأذن لكم الرب بالعودة).
تصوروا أن يُقتل المخرج العبقري (مصطفى العقاد) مخرج فلم (الرسالة) بتفجيرات إرهابية بغطاء اسلامي في احد فنادق الأردن سنة 2005.

أما مقوقس مصر (القبطي) (المسيحي) فأستقبل رسول النبي محمد (ص) وبعث بهدية اليه ومنها الجارية (مارية) القبطية (المسيحية) والتي أصبحت زوجة للنبي محمد (ص) فيما بعد وولدت له ولده ابراهيم الذي توفاه الله بعمر 18 شهر، فأصبحت بذلك أماً للمؤمنين كبقية زوجات النبي محمد (ص) حيث كان في وقتها شُهرة إطلاق مسمى (أم المؤمنين) لكل زوجة للنبي (ص).

هنا يأتي أهمية ذكر ماذكره رسول الله (ص) من عهده لنصارى الأرض بما ذكره لوفد مسيحيي نجران القادمين من اليمن والذين صادف وصولهم للمدينة ايام عيد الفصح (Easter)عندهم فأمر الرسول الكريم محمد (ص) بفتح ابواب المسجد النبوي لهم للصلاة فيه بصلاتهم المعتادة بهذه المناسبة المقدسة عندهم.
من ثم كتب لهم رسول الله عهد دستوري. وسأقتبس نصه كما ذكره المفكر الأسلامي الكبير الدكتور (محمد عمارة) بكتابه (فقه الحضارة الأسلامية):

(ولنجران وحاشيتها وسائر من ينتحل دين النصرانية في أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبِيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير. أن أحمي جانبهم، وأن أذب عنهم، وعن كنائسهم، وبَيعِهم (أي مكاسبهم) وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح وأن أحرس دينهم وملتهم أين ما كانوا بما أحفظ به نفسي وخاصتي وأهل الأسلام من ملتي لأني اعطيتهم عهد الله على أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وعلى المسلمين ما عليهم حتى يكونوا للمسلمين شركاء في ما لهم وفي ما عليهم). –انتهى الأقتباس-.

يُروى أن من كتب هذا العهد هو عبد الله بن ابي بكر بإملاء رسول الله (ص) وقد توفي عبد الله بن ابي بكر في السنة الحادية للهجرة بعد وفاة رسول الله بأربعين يوماً.

يُروى أن لما نزل جبريل (ع) على النبي محمد (ص) في الجبل أخبر بذلك زوجتة الكريمة خديجة (ع) بتفصيل ما حدث، فشدت أم المؤمنين خديجة من عزم الرسول ببشارة نبوته ومضت تخبر ابن عمها ورقة بن نوفل النصراني (المسيحي) بذلك. فلما سمع ورقة بن نوفل منها تفصيل ما حدث قال لها‏‏:‏‏
(قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له‏‏:‏‏ فليثبت)‏‏.‏‏

ولعله من المناسب هنا ذكر اليهود. حيث يجب علينا التفريق في الكلام ما بين اليهود والصهاينة، فاليهود ديانة سماوية وعندهم التوراة. أما الصهاينة فهي حركة سياسية عنصرية تتخذ من اليهودية شعاراً كاذباً لها وأغلب مؤسسيها ومعتنقيها وسياسييها هم علمانيين مؤمنين بتعاليم مؤتمر صهيون وكتاب التلمود وليسوا يهوداً مؤمنين.

وكذلك الأمر ببقية الأديان ومنها الصابئة، يقول تعالى:(إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

وبعد هذا كله وأخلاق النبي (ص) معهم وأخلاقهم معنا فسؤالي هو:هل قام أحدكم أو من رجال الدين المسلمين أو من السياسيين اليوم بتهنأتهم والتواصل معهم في مناسباتهم والذهاب لكنائسهم كرد واجب الزيارة التي قاموا به لمساجدنا ودور عبادتنا ولتهنأتهم لنا بأفراحنا ومواساتهم لنا بأحزاننا. أم أن من هنالك من يفتي بحرمة حتى التهنأة لهم بالكريسماس؟!

في النهاية وددت القول ميلاد مجيد للأخوة المسيحيين، وأدعو الله أن يحفظهم ويوفقهم لكل خير ويحميهم من كيد القتلة والمجرمين والإرهابيين.آمين رب العالمين كما وددت في النهاية إيراد حديثين للنبي الكريم محمد (ص). الأول: (إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام فلا تأبهوا به حتى تنظروا كيف عقله)، والثاني: (إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم).

إشاراتنا في الحب رمز عيوننا … وكل لبيب بالأشارة يفهمُ

حيدر محمد الوائلي

‫2 تعليقات

  1. اذا تحبون الاحتقال باعيادهم ؟ تضليل الناس وعدم نشر الفتاوى الصحيحه سوف تحاسبون عليه يوم القيامه

  2. انظر حكم معايده اهل الكتاب
    وهو من التشبه بهم وتعظيم دينهم
    الذي مكتوب بفاتحه الكتاب
    بعد بسم الله الرحمن الرحيم
    غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين
    صدق الله العظيم

    لا تزاودو على الدين

    واسالوا اهل الذكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة