تعالوا في عبلّين نجسّد المحبّة في الإنتخابات القريبة
تاريخ النشر: 24/12/17 | 12:07كما عهدي ببلدتي المحبوبة عبلّين ، فهي تعيش المحبّة بأحلى صورها، والاخوّة بأروع تجليّاتها..
عاشت وما تزال…
بل فقد ازدادت هذه اللُّحمة متانةً وقوّةً في الفترة الأخيرة بهمّة الجمعيّات الشّعبيّة الشّبابيّة والأطر الاجتماعيّة المباركة والتي زرعت البلدة محبّة وتعاونًا ونشاطًا مُشتركًا نُحسّد عليه.
فأضحى رمضان يُحتفَلُ به في بيت القدّيسة مريم بواردي ، وبات عيد الميلاد يُحتفل به في قاعة السّلام الخيريّة المحاذية للمسجد.
ففي الاحتفال بالميلاد والذي اقامته جمعيّة السّلام قبل أيام معدودة ، تعانق المطران والكهنة مع الشيخ ؛ شيخ البلد، وأثنى الجميع على هذه المحبّة القويّة والرائعة التي تربط البلد الواحد برباط لا ينفصم عُراه ،ويصعب قطعه…
ولكنّ هناك جملة غمز بها الشيخ ولمز ضاحكًا وقائلًا :
أتمنّى أن تستمرّ وتدوم هذه اللُّحمة ولا تُعكّر صفوها الأشهر القادمة بما تحمله..وابتسم ابتسامته الجميلة وهزّ برأسه وكأنّه يقول : هل فهمتم ؟!!
نعم ..” بَس فهمنا” ” ويس فهمنا ” فالانتخابات البلديّة على الابواب وهذه الانتخابات وللأسف الشديد عادةً بل دومًا ما تحمل الينا الانشقاقات ( ونحن شرقيون نعشق العائلة والحمولة والطائفة) والفرقة والاختلافات أكثر بكثير من غيرنا من الشّعوب الأخرى بل من اخوتنا اليهود ، فنروح نسمّيها معركةً بدل ان نطلق عليها عرسًا ديمقراطيّا .
لقد نبّهتَ يا شيخ ونِعم التنبيه …فقد حان الوقت، بل ما زال هناك متسع قليل وضيّق لأنّ نجبّر اليد قبل ان تنكسر – لا سمح الله – كما يتصرّف الحكماء ، وأن نُبقي الشّمل ملمومًا ..
قد يقول قائل كيف ؟ فأجيب بالتعاون والتآخي والألفة والمحبّة والنيّة الطّيّبة ووضع مصلحة عبلّين فوق كلّ مصلحة .
والآن الى العمل بعيدًا عن الأدب !!!
هيّا نختار شابًّا من كلّ طائفة من الطائفتين المسيحيّة والاسلاميّة ؛ شابًّا مُتعلّمًا ، مُثقفّا ، قياديّا ، يُشهدُ له بالعطاء والخدمة والاجتماعيّات والدّراية والحنكة والتسامح والتواضع – وفي عبلّين كثيرون – وندعمها في قائمة انتخابية واحدة مع كوكبة جميلة اخرى من المُرشَّحين ، فيتقاسمان الرئاسة أو يتفقان على أن يكون أحدهما رئيسًا والثاني قائمًا بالأعمال بصلاحيّات مقبولة، تحفظ ماء الوجه للطائفة الأخرى وتعطيها وزنها النوعيّ وقيمتها، فيسير الموكب والمصلحة العامّة أمام عيني الرئيس المنتخّب والقائم بأعماله ، ويكون الترابط الاجتماعيّ ديْدنهما ، والعمل الجديّ المدروس والمبرمج والمُخطَّط له هدفهما ، فبلدتنا والحقّ يُقال ترزح تحت ثقل النواقص ، وتكاد تسقط تحت وطأة الرتابة والخمول واللاجديد.
الامر فكرة مطروحة للنقاش والجدال والتفكير والتغيير ، ولكنها تبقى في مصبّ همّ عبلّين والوحدة العبلّينيّة والانتهاء من مصطلحات ” فوق و” تحت” و”حارة شرقيّة ” وحارة شمالية” و” اسلام ” و ” مسيحيّة” ، فقد مللنا هذه التسميات المُفرّقة .
الامر ليس صعبًا وليس مستحيلًا ، فكلّ من رأى التآخي الذي تعيشه عبلّين في هذه الأيام ، يعي ويدرك أن الأمر ضروريّ ومُستحبّ.
فتعالوا نُجسّد هذا اللقاء الجميل ، وهذه الاخوّة الرائعة والمحبّة الكبيرة على أرض الواقع ، فنجعل الانتخابات عُرسًا حضاريًّا جميلًا نُهلّل لقدومه.
زهير دعيم