نهاية عام 2017
تاريخ النشر: 31/12/17 | 16:26سنة 2017 رحلة طويلة ومفترقات جعلتنا نرى بوضوح أكبر وحشية الانسان ولا اظننا نستطيع الفصل حين نتحدث على الصعيد الشخصي أو العام، فالخاص نستطيع ان نستشفّ منه الى اين قد يصل البشر في مغالاتهم بالقسوة وباجترار القصص التي لا اساس لها سوى طعن من هو افضل منهم حاسبين انفسهم بانهم سيعلون قليلا على سلّم المجتمع الطبقي.
وبعيدا عن التمركز الذاتي حتى وإن أحببنا أنفسنا واردنا التمسك بانسانيتنا علينا التعايش مع كل حدث يسدّد لكماته تجاه الانسانيه ويترك نُدَبًا تاريخية لها أن تغير مجرى الحياة وتشوّش مقاييس البشرية وضوابط ما كنا نجرؤ حتى على الاقتراب منها، فكم خشينا سابقا ان نناقش عالم دين أو مفتي وها نحن اليوم نقف على اعتاب هذه السنة ونرى ونسمع كيف برجالات الدين يتلاعبون باسم الله وشرائعه لإرضاء حكامهم، فقضية القدس كشفت النقاب عن المرتشين الزائفين وبدأت بالوناتهم تتفجر لنتيقن انهم فراغ.
اما رجالات السياسة القذرة اصلا، فكل مرّة ومن جديد تسدل الستارة على مواقف تجعلنا نتقيأ لتورطنا بخيارات الاغلبية فنحن نعيش في عالم يحمل الوية الديمقراطية الزائفة وكل رئيس هو انعكاس لارادة شعب !! هل هذا ما تريده الشعوب ؟!
فالمضحك المبكي هو توديع عامنا هذا بتكريم رئيس الحكومة المتطرف بنيامين نتنياهو من احد رؤساء السلطات المحلية العربية.
لست هنا بصدد تأريخ أحداث السنة وما أكثرها، بقدر ما هو صرخة مدوّية بحق الانسانية وبزعزعة ثوابتنا فأصبح لانتهاك الحرومات، لتقرير مصير الشعوب، لسفك الدماء، للسطو المسلّح ولحمل السلاح ومظاهر قد لا تكفيني كلتا يداي لعدّها تبريرات، أغلبها إن لم تكن جميعها تبرز مدى ضحالة النضج السياسي، الثقافة الدينية ومفهوم الديمقراطية كنظام أو نهج حياة.
محصّلة هذا العام زيادة نسبه المسحوقين في العالم العربي، ارتواء الاراضي العربية بدماء الابرياء المقاومين، زيادة نسبة المرتشين من ” زعماء” الامّة، وفقدان الثقة بما يسمى العدل على وجه البسيطة.
لست سوداوية التفكير لكن هذا ما رأته عيناي وان رأت بعض النجوم اللامعة التي نقشت أعمالها عميقا في ذاكراتي.
فيروز محاميد