نحن لا نختار عائلتنا:أن نكبر بعائلة مع شقيق مع إعاقة
تاريخ النشر: 31/12/17 | 16:27أم واحدة، أب واحد، عدة أطفال وربما كلب، ليست بالضرورة المعادلة الوحيدة التي تكون “الأسرة”. اسواء إن كانت الأم مفردها تربي أطفالها بمفردها، أو الأب الذي يتكيف مع الفصل الثاني من حياته، أو عائلة من جنس واحد، أو عائلة تتعامل مع طفل يعاني من إعاقات جسدية أو عقلية، هنالك شيء مشترك يجمعهم – جميع الأطفال يحبون عائلتهم وعائلتهم تحبهم أيضا وبمناسبة يوم الأسرة الذي ينعقد يوم غد ، من المناسب التصدي للتحديات التي تواجهها الأسر التي لديها أطفال معوقون. في الأسر التي لديها أطفال معوقين إن التكيف المستمر، صعب ومؤلم في كثير من الأحيان، ولا سيما ان يوجد لهم أيضا أبناء اصحاء.
في كل عائلة، كل أخ أو أخت هو مميز وفريد من نوعه. وكذلك العلاقة بينهما. لكل أخ وأخت تأثير ودور هام على حياة الآخر. والواقع أن العلاقة بين الأشقاء هي أول شبكة اجتماعية لكل طفل وهي الأساس لأي نوع من التواصل مع الناس خارج نطاق الأسرة.
الأخوة والأخوات في المقام الأول رفاق، وأصدقاء في اللعب ومع مرور الوقت يؤخذون أدوار أخرى مثل المعلم، الصديق، المعين ، الخصم، المقرب والمثل الأعلى , العلاقة بينهم تكون عميقة جدا وخاصة ان عانى أحد الأشقاء من الإعاقة ولأن شبكة مراكز الرعاية النهارية التابعة لشركة المراكز الجماهيرية تدمج وترحب بدخول الأطفال ذوي الإعاقة، فإننا نلتقي بالأسر كل يوم ونختبر معهم المخاوف والتحديات فضلا عن الأنشطة والأحداث التعليمية التي تجري في شركة المراكز الجماهيرية
التأثير في تربية الطفل من ذوي الإعاقة في الأسرة يختلف من شخص لآخر. قد تختلف عملية مطابقة الأطفال مع الأشقاء ذوي الاحتياجات الخاصة تبعا لسنهم ومستوى تطورهم.
و كذلك من المهم أن نفهم أن هناك أيضا جوانب إيجابية للطفل الذي نشأ في أسرة فيها أحد الأشقاء من ذوي الاحتياجات الخاصة إذ ان الكثير من الأطفال الآخرين كل اخوتهم اصحاء ؛ على سبيل المثال، فرصة التطوير والنجاح رغم القيود، التعليم على كيفية التعامل مع الأسئلة، مع ردود الفعل، تفجر، تحمل المسؤولية الاستقلال، معرفة طرق الكفاح من أجل تحصيل الحقوق، العطاء المعرفة وتعلم الحب دون قيد أو شرط. وفي حالة وجود أشقاء للأطفال المعوقين، تعامل الأسرة مع اطفالها يشجع على النهج النشيط للحياة وكذلك يوحد الأسرة ويكافئها بشكل غير عادي. وغير مفهوم ضمنا
ولكن إلى جانب الفوائد، هناك أيضا دراسات تبين أن الأطفال الذين نشأوا مع أخوة يعانون من الإعاقة قد يواجهون مشاكل سلوكية وعاطفية طوال حياتهم. ويرجع ذلك إلى أن معالجة الطفل المصاب بإعاقة يمكن أن تكون صعبة ومتعبة وتتطلب الكثير من الوقت للوقت وأحيانا تكون مكلفة، ويمكن لهذه التحديات أن تحول معظم الاهتمام والطاقات والموارد إلى الطفل الذي يحتاج إلى العلاج، على حساب أشقائه.
ويمكن أن تتأثر مزايا وعيوب العلاقة بين الأخوة وأفراد الأسرة الذين يتعاملون مع طفل ذو احتياجات خاصة بعدد كبير من العوامل؛ الموارد الأسرية ونمط الحياة وتربية الأطفال ونوع الإعاقة وشدتها وعدد الأطفال في الأسرة والفوارق العمرية بين الأشقاء وظروف الإجهاد الأخرى وطرق المواجهة والاتصال بين أفراد الأسرة ونوع الدعم الذي تتلقاه الأسرة من المجتمع والمنظمات الأخرى. ولكن هناك طرق فعالة للتأقلم تمكن من تقليل العيوب ذاتها
إضافة لذلك عندما تكون رسائل الوالدين غير واضحة بما فيه الكفاية للأطفال، قد يكون هناك تضارب بين حاجة الطفل الذي يعاني من إعاقة الى اهتمام اسري أكبر من الطفل دون إعاقة. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن مقدار الاهتمام الذي يعطى له يمكن أن يفسر على أنه تفضيل ذلك الطفل على الأشقاء الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، قد يشعر أشقاء طفل معوق بأنهم يتعرضون للتمييز بسبب مهام أخرى يتعين عليه القيام بها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حالات يخجل فيها الإخوة من مظهر أو سلوك غير عادي من الأخ ذو الاحتياجات الخاصة، وفي الحالات القصوى يقومون بفصلهم عن المجتمع حتى لا يتعرضوا ويعرضوا الأخ للمجتمع. من المهم أن نفهم أن الآباء يلعبون دورا حاسما في تصور الطفل لأفراد الأسرة مع الإعاقة طوال حياته. وهذا يعني أن الرسالة يجب أن تكون واضحة أنه ليس هناك عار أو سبب لإخفائه. والعكس صحيح، يجب الإشارة إلى الجوانب الإيجابية للعيش جنبا إلى جنب مع أحد أفراد الأسرة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن نفخر بإنجازاته على الرغم من القيود.
بالنسبة لأشقاء كثيرين، لا يتم التعبير عن مشاعر القلق في المحادثة اليومية مع أفراد الأسرة أو حتى داخل المؤسسات التعليمية. هذه المشاعر يمكن أن تعقد العلاقة بين الإخوة. ولذلك، ينبغي تشجيع الأطفال على تقاسم ما هو في قلوبهم. هذه ليست مهمة سهلة، ولكنها مهمة جدا من أجل تجنب تلك العيوب المحتملة. يجب على أفراد العائلة أن يفهموا أن نفس الأخ لطفل معاق يحتاج إلى فهم خاص، والانتباه، والانتباه، والاعتراف بمساهمته الفريدة في نظام الأسرة، وإذا لزم الأمر، يجب مشاركة المهنيين وموظفي المؤسسات التعليمية لمساعدتهم أيضا.
بقلمي ريفكا فيشمان، مدير مركز الرعاية النهارية لشركة المراكز الجماهيرية – “البداية الذكية”.
رانية مرجية الناطقة الإعلامية للمجتمع العربي بشركة المراكز الجماهيرية