خزعبلات اسموها توقعات وتنبؤات
تاريخ النشر: 01/01/18 | 14:03سجّل في دفترك وتعال بعد عام وحاسبني :
1- أتوقّع أن يموت زعيم عربيّ
2- أتوقّع انفجارًا يهزّ دمشق او حلب.
3- اتوقع هجومًا ارهابيًا على احدى الكنائس في مصر.
4- اتوقع عملًا ارهابيًّا يضرب احدى دول اوروبا.
5- اتوقع فشل احد المنتخبات القوّية والعريقة في اوروبا في كأس العالم في روسيا.
6- أتوقّع هزّة ارضيّةً تضرب الشرق الاوسط.
7- اتوقّع موت احد القادة السياسيين او العسكريين الاسرائيليين في بحر السنة الجديدة.
..نعم سجّلوا هذه التنبؤات وحاسبوني في نهاية العام وستجدون أنّني أتقن التنجيم وكشف الغيب والمستور !!!
غريب أمر البَّشر وخاصّة في الشرق وفي لبنان بالذات حيث لم تخل فضائية من استضافة أحد \ احدى المنجّمين( وليس في لبنان فقط) ( وهم كثر : ماغي فرح ، كارمن شمّاس ، ليلي عبد اللطيف ، ميشال حايك ، مايك فغالي و………..) هذا او هذه المنجّمة التي راحت تُذرّ الرماد في العيون، وتستذكر مع المقدّم للبرامج أمورًا توقعتها في العام الفائت وحدثت على ارض الواقع؛ امورًا ضبابيّة ، عامّة وبدون دقّةٍ أو تحديد.
قال لي أحد الظرفاء :
لو كنتُ مقدّمًا للبرامج إيّاها لكنت سألت سؤالين اثنين :
أولًا : متى يتوقع هذا المُنجّم أن يلاقي وجه ربّه؟
ثانيًا : أن يتوقّع ارقام اللوتو ووالتوتو والرهانات فلربما أضحى من ذوي الملايين ؟!!!
يقينًا لو سأله يا ظريفنا مقدّم البرنامج هذين السؤالين لتخبّط واحمرَّ واسودَّ وتجهمّ وتلعثم ولتهرّب من السؤالين ، فعندما نضع الاصبع على الوجع تظهر الحقيقة ، فصاحبنا وصاحبتنا يمثّلون ويعتاشون ويضحكون على الذّقون؛ هذه الذقون التي باتت لا تشتري الصحف الّا من أجل الأبراج.
كنت مرّةً وقبل سنين خلت مُحرّرًا في احدى الصُّحف ، فطُلب مني أن أكتب احيانًا الابراج من باب التلهّي ، فكنت اكتبها وأنا أكاد اسقط أرضًا من الضحك…أكتبها وأنا أضحك وفي ضميري ألم وتأنيب ، فهناك من سيصدّقها ويسير بحسبها وسيرسم حياته بناءً عليها !!!
غريب امرنا نحن البشر ، نحن الذين نعرف ان الغيب لا يعرفه إلّا خالق الأكوان.
حدّثني أحد الاصدقاء عن أخيه قائلًا : أن احدى الفتّاحات والبرّاحات فتحت لأخية بالفنجان وأخبرته هذه الحمقاء أنّه لن يتخطّى عامه الخمسين ، فراح المسكين ولعدة سنوات يعيش الخوف والتوجّس والترقّب وينتظر بلهفة وشوق مجبولين بالخوف ان يصل للخمسين ويوم واحد حتى يدحض توقع البرّاجة ويتنفّس الصعداء..وقد تنفّس فعلًا وأزاح الهمّ الذي ربض فوق صدره أعوامًا عديدة جرّاء عمل شيطانيّ لا يرضاه ربّ السماء..
آه ..نسيت ان اخبركم ان الانسان هذا ما عاد يُصدّق مثل هذه الخزعبلات.
ليس سرًّا ان قلت لكم إن التنجيم والفتح بالمندل وبالرمل والطين و….ليس علمًا ولا دقّة فيه ، بل هو وهمٌ يسرقنا ويأخذنا الى متاهات مظلمة تجعلنا نعيش الأكاذيب ونترقّب اللا قادم !!!
حان الوقت أن نعي ونعرف انّ الآتي والقادم والمستقبل، غير مكشوف إلّا أمام عيني من قال للأشياء كوني فكانت .
زهير دعيم