كيف تكمل قراءة كتاب وتروّض النفس على القراءة؟
تاريخ النشر: 08/01/18 | 9:55يسألني زميلنا Hamid Hamdi عبر الخاص: ” سلام عليكم أستاذ معمر… لو سمحت أستاذ لدي طلب واعذرني على تطفلي … أود فقط أن أعرف منك كيفية مداومة قراءة الكتب.. فأنا موظف إداري وأعشق الكتب لكني لا أستطيع إكمال قراءة الكتاب وعندما أرجع للصفحة التي تركتها لا أستطيع ربط الأفكار بما قرأته كون المدة بين القراءتين متباعدة … حبذا لو تكون نصيحتك على شكل منشور ليستفيد منه الجميع .. وحبذا لو تكون بطريقتك الشخصية … جزاك الله خيرا .. وعذرا مجددا … تحياتي حميد حمدي”.
أجيب الزميل قائلا: وعليكم السلام، يطرح علي هذا السؤال باستمرار، وقد أجبت عبر بعض المقالات لاتحضرني الآنعناوينها، وما أطلبه منك الآن أن تذكر لي كيفية قراءتك معتمدا على مثال حي أي كتاب ومن خلالها سأجيب، وحاول حين أكون على الخط أن تتصل ليكون هناك سؤال وجواب على المباشر وأنتظر تدخلك، وماهي المشاكل التي تعترضك، وقدراتك، وهدفك من القراءة، وسأكون الخادم المطيع. لك بالغ التحية راجيا أن نكون عند حسن الظن ولن نخيّب ظنّك إن شاء الله.
يتدخل الزميل: جزاك الله خيرا.. المشكل ليس في الفهم .. بل في ترويض النفس على القراءة .. الوقت أستاذ.. الوقت لا يكفيني ..
أتدخل من جديد لأوضّح وأبيّن: أنصحك إذن بقراءة الكتب الصغيرة الحجم فإنّ الانتهاء منها يساعد على مواصلة القراءة، وضع كتابا واحدا على مدار أسبوع مثلا أو شهر أو بعض الأيام حسب القدرة والظروف.
إقرأ الكتب التي تتقن لغتها، مثلا إن كنت تتقن اللغة الإنجليزية فاقرأ كثيرا الكتب باللّغة الإنجليزية لأنّك ستنتهي من قراءتها في أسرع وقت، أما الكتب التي لاتتقن لغتها فأطل في وقت قراءتها، مثلا إذا كنت لاتتقن اللغة العربية فاقرأ كتابا باللغة العربية على أن تكون القراءة طويلة مقارنة بالكتب التي تتقن لغتها.
بما أنّك موظف، حاول أن تضع كتابا في العمل تقرأه من حين لآخر حتّى لو استغرق منك وقتا، وضع كتابا في البيت تعود إليه من حين لآخر وبهذا تكمل كتابين منفردين.
ضع قراءة الكتب ضمن أولوياتك كأن تقرأ وقت الراحة، والسفر، والملتقيات، والجلسات، وغيرها من المناسبات.
إذا أردت أن تقرأ عليك أن تتخلى عن بعض “زينة الحياة الدنيا”، فتبتعد عن الجلوس في المقاهي، وتقلّل من الذهاب للسوق، وتقلّل من دائرة الزملاء المعروف عنهم اللّهو والعبث، وتقلّل من الضيافة، وتقلّل من متابعة الرائي والصفحة والملاعب وغير ذلك مما يؤثر على مداومة القراءة.
وأنت في العمل حاول أن تستفيد من قراءة زملائك المعروف عنهم قراءة الكتب. وأطلب من الزميل أن يتدخل.
يقول: جزاك الله عنا كل خير.. إقتنيت مؤخرا سلسلة العبقريات لعباس محمود العقاد .. وستكون إن شاء الله رفيقي في محاولة المداومة على القراءة … شكرا أستاذنا على وقتك وبارك الله فيك .
أتدخل للمرة الثالثة: لايطلب من قارئ الكتب أن يظلّ ليل نهار مع قراءة الكتب فإنّ ذلك لخاصة الخاصة، لكن يطلب تخصيص وقت واقتطاعه لصالح قراءة الكتب. وبما أنّك اخترت “العبقريات”، ابدأ بقراءة كتاب واحد ولا تنتقل للثاني حتّى تنتهي من قراءة الكتاب الأول وهكذا، وإذا اعترضك عارض فتوقف قليلا عن القراءة ثم عد إليها سريعا بمجرد مايزول العارض فتكون حياتك بين القراءة والقراءة. وأنت تقرأ في “العبقريات” حاول أن تشركني معك في مسألة أو فهم أو نقد، وبهذا يكون التقييم وتبادل الخبرات على المباشر ومن خلال مثال واقعي وكتاب.
يثني الزميل على ماقدّمه له زميله معمر: إن شاء الله … وبارك الله فيك .. فعلا نصائح قيمة أكيد ستكون معينا لي، وأرجو أن لا أكون ثقيلا عليك.. فأنا قليل الترددعلى الرسائل الخاصة ..كي لا أحرج بها أحد ، و فتح الله لك أبواب رزقه ورحمته في الدنيا وأبواب جنته.
أختم النصائح والحوار: سنكون الأذن الصاغية فلا تتردد فالأبواب ستظل مفتوحة لك طوال الوقت ودون استئذان.
معمر حبار