سفريّات من قرى النقب غير المعترف بها إلى رياض الأطفال
تاريخ النشر: 11/01/18 | 18:04عقدت المحكمة المركزيّة في بئر السبع يوم أمس الأربعاء (10.1.2018) جلسة للنظر في التماس عدالة من أجل توفير سفريّات من قرى النقب غير المعترف بها إلى رياض الأطفال. وصادقت المحكمة في نهاية الجلسة على الاتفاق بين وزارة المعارف والمجلس الإقليمي القسّوم، بحيث تموّل الوزارة سفريات للأطفال (3-4 سنوات) من قريتيّ السرّة والجرف تحديدًا، والقرى غير المعترف بها في النقب عمومًا، إلى رياض الأطفال القريبة من مكان سكنهم. وكانت وزارة المعارف قد التزمت في العام 2016، وإثر التماس سابقٍ لعدالة، بتزويد هذه القرى بخدمات نقل الأطفال، إلا أنها أوفت بذلك لشهور قليلة فقط خلال السنة الدراسية الماضية، ثم أوقفت السفريّات كليًا مع بداية السنة الدراسيّة الجارية (2017-2018) إذ لا تتوفّر أي وسيلة نقل للأطفال، وذلك رغم توجّهات العائلات بهذا الشأن.
في بداية الجلسة، ادّعى ممثلو وزارة المعارفة والمجلس الإقليمي القسّوم أنهما لم يصلا إلى اتفاقٍ حول قيمة الميزانيّة التي ستخصصها الوزارة إلى المجلس من أجل توفير الخدمات. إلا أن القاضية أمرت الطرفين بالوصول إلى اتفاقٍ بشكلٍ فوريّ، على أن تُستقطع الجلسة للتفاوض. وقد وصل الطرفان إلى اتفاقٍ بأن يزوّد المجلس الإقليمي القسّوم السفريّات لأولاد الملتمسين فورًا، أما بما يتعلّق بباقي الأطفال في القرى غير المعترف بها فسيوزّد المجلسان الإقليميان القسّوم ونافي مدبار وزارة المعارفة بقائمة للأطفال بسن 3-4 سنوات خلال عشر أيّام، على أن يبدأ من بعدها تزويد الميزانيّات اللازمة للمجلسين الإقليميّين من أجل تفعيل السفريّات.
بعد صدور القرار، عقّبت المحاميّة سوسن زهر من مركز عدالة، والتي قدّمت الالتماس: “ننظر بعين الرضى إلى هذه النتيجة، ولكنه من المؤسف جدًا أننا نحتاج إلى الالتماس مرة بعد مرّة إلى المحكمة، خاصةً بعد أن صدر أوّل قرار بهذا الملف. كان من المفترض أن يمارس الأطفال حقّهم في التعليم منذ بداية العام، وقد تم انتهاك هذا الحق على مدار شهور طويلة من قبل وزارة المعارف. نحن نتابع تنفيذ هذه القرارات حتّى نتأكد من أن وزارة المعارف ستوفّر السفريّات.”
من جهته، قال منصور النصاصرة من قرية السرّة غير المعترف بها، وهو أحد الملتمسين: “بدأنا هذا النضال قبل 4 سنوات بعد أن توفّي أحد الأطفال في حادث طرق، إذا كانوا الأطفال يقضون وقتهم خارج المنزل بسبب عدم وجود أي إطارٍ تربويّ. نأمل الآن أن تتوفّر أطر ملائمة لجميع الأطفال، وأن يعيشوا تجارب تعليمية وتربويّة إيجابيّة ملائمة لجيلهم، من أجل أن يتطوّروا ويستمتعوا بوقتهم مع أولاد آخرين. فعلنا وسنفعل كل ما يجب من أجل أن يُنفّذ هذا القرار بشكل سريع وناجع.”