رُبَّ – وحكْمها
تاريخ النشر: 15/01/18 | 9:13 رُبّ- هي حرف جر شبيه بالزائد – وتلفظ بصور مختلفة ومنها ما هو بالتخفيف، وهي تفيد التقليل أو التكثير*– حسب السياق، وهي لا تتعلق بشيء، كما أنها تتصدر الجملة.
أما قولنا “شبيه بالزائد” فيعني أنه يفيد الجملة معنى جديدًا، إذ لو حذفناه لفقدت الجملة المعنى الجديد المستقل الذي نقصده.
ومن أمثلته: رب أخٍ لك لم تلده أمك، فقد أفاد الحرف (رب) الجملة معنى جديدًا مستقلا هو الاحتمال، ولم يكن هذا المعنى مفهومًا قبلها.
ولكي نتعرف على إعراب (رب) انظر إلى الأمثلة التالية :
1- رب أخ لك لم تلده أمك.
2 – رب طعام شهي أكلت.
3 – رب طعام شهي أكلته.
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
أخٍ: مبتدأ في محل رفع منع من ظهوره اشتغال المحل بالحركة المناسبة، فهو مجرور لفظا بـ (رب) وخبره الجملة الفعلية (لم تلده أمُّك).
انتبه إذا كان بعد الاسم فعل متعدٍ لم يستوفِ مفعوله (أي هو بحاجة إلى مفعول)، نحو:
“رب طعام شهي أكلت” فعندها يكون الاسم بعد (رب) مفعولاً به مقدمًا في محل نصب، وهو مجرور لفظًا بـ (رب).
أما الجملة الثالثة – “رب طعام شهي أكلته: فالفعل (أكل) استوفى مفعوله وهو الضمير (الهاء)، ولذا نعرب (طعام) مبتدأ.
أما قولنا: “رب انطلاقة مباركة انطلقتُ”، فالكلمة بعد (رب) مجرورة لفظًا في محل نصب مفعول مطلق.
رب ساعةٍِ قضيت في القراءة، فكلمة (ساعة) في محل نصب مفعول فيه.
وهكذا يستوفي الفعل حقه.
فائدة نحوية:
(رب) لا تدخل على الأفعال بل على الأسماء، ولهذا وجب أن يليها مجرورها، نحو: رب ضارّةٍ نافعةٌ.
قد تحذف (رب)، ويبقى عملها وذلك بعد الواو أو بعد الفاء، والحذف بعد الواو كثير في لغة العرب، ونذكر من مطالع القصائد: وأطلسَ عسّال…، وأرعنَ طماح الذؤابة…، وطاوي ثلاثٍ…
ومن معلقة امرئ القيس:
وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله …
الواو واو رب.
ليلٍ- مجرور لفظًا بـ (رب) المحذوفة، وهو في محل رفع مبتدأ.
ننتبه إلى جواز إعراب النعت بعد المبتدأ في نحو: وأرعنَ طمّاحِ (مجرورًا على اللفظ) أو طمّاحُ (مرفوعًا على المحل). ومثل ذلك: وتينةٍ غضةُِ الأفنان …
تدخل (رب) على النكرة، ولكنها قد تدخل على (مَن) المتلوّة بجملة فعلية:
رب من يلقاك رحبًا *** كسّر الزير وراءَكْ
لأنها تعني النكرة: رب شخصٍ….
رُبَّ من أنضجتُ غيظًا قلبه *** قد تمنى ليَ موتًا لم يُطعْ
إذا اتصلت (ما) الزائدة بـ (رب) كفتها عن العمل، فأجازت دخولها على الأفعال كقولنا:
ربما حصلت على جائزة.
كما أجازت دخولها على المعارف، نحو: ربما الضيف يأتي.
نكتب رب + ما معًا- (ربما)، وتكون مكفوفة وكافة، وهذا هو الأشيع.
ومن النحويين من جعل (ما) زائدة، فقالوا: “ربما ضربةٍ بسيفٍ صقيلِ”
• * مثال على إفادة التكثير ما ورد في قول بعض العرب بعد انقضاء رمضان:
“يا ربَّ صائمِ لن يصومه، وقائم لن يقومه”، ونحو قولنا: رب طالبٍ مجدٍ ينجح.
أما التقليل، فنحو: رب طالب مهمل ينجح.
وعلى العموم فهي تعني الاحتمال، فقد يكون المعنى في السياق: الترجي، أو الشك أو التوقع…..
ب.فاروق مواسي