غدًا سيزرعون بحرنا مقاثي
تاريخ النشر: 15/01/18 | 14:44كتبَتْ إحدى السيّدات الفاضلات على صفحتها في الفيسبوك تغريدةً تقول فيها بما معناه:
الى كلّ رؤساء السلطات المحليّة والمُرشَّحين في بلداتنا العربية :
ينقصنا الكثير ونحن على ابواب الانتخابات، ينقصنا حديقة عامّة للأطفال في كلّ حيّ ،
وناد راقٍ لكبار السنّ والمتقاعدين ، وندوات ادبيّة ، ثقافيّة ..و…
كم ارجو ان يعمل الفائز على تحقيق هذه التطلّعات والامنيّات.
وكان ردّي وبالعاميّة : ” شو مِش ناقصنا ؟!!!!!!!!!!!! ”
فالنقصان يُغطّينا ” مِن ساسنا لراسنا” ، والملل “يأكل ويشرب ” في قُرانا ويتمرّغُ وليس هناك من يقول له : أفٍّ.
فلا نادٍ راقٍ لكبار السّنّ كما في البلدات اليهوديّة المجاورة والأصغر منّا عددًا بالسُّكّان..حقًّا لا ناد راق يقضي فيه كبار السنّ والمتقاعِدون الوقت المُمتع والمُثمر والكريم ، ولا فوْرة أدبية ثقافيّة في حياتنا ومدارسنا ولا يحزنون، فالغبار في كلّ زاوية وحيّ.
وأكاد أشمل الكلّ ، وكم أتمنّى أن أكون مخطئًا ، فإن وظّفنا بعض الاموال، نوظّفها في الحجر ناسين البَّشَر.
أكاد استبق الأحداث..فالوعود – ونحن على ابواب الانتخابات – علمًا أن المُرشّحين يزدادون في كلّ يوم ، ناهيك عن الذي يُمسك بالكرسي فترتين او ثلاث ويروح يتشبث بها من جديد رغم امتعاضه الظاهريّ منها…. نعم فالوعود ستنهال فوق رؤوسنا انهيالًا ؛ وعود تقف امامها أوروبا بعظمتها حائرة لا تلوي على شيء.
هذه الوعود المُكرّرة التي سمعتها حين كنت فتى يافعًا ، ما زالت تكوكب على ارض الواقع وان جاءت وتجيء في هذه الايام بلبوس يختلف بعض الشيء.
غدًا يا صاحبي ” سيزرعون البَّحر مقاثي ” ( المِقثأة = حقل البِطّيخ والشمّام والخيار والقرع ).
غدًا سيكثر الحديث عن جانب خفيّ في البشر لا تعرفه ولا تلمسه على ارض الواقع : سيقولون لك : نحن العنوان…نحن وفقط نحن من يغار على المصلحة العامّة ويعتنقها….نحن من سيرفع البلدة من الحضيض الى جِوار المرّيخ.. الذين سبقونا سُرّاق ولصوص، لا تثقوا بهم ..ارذلوهم.. القموهم ألف لا..
وفي الحقيقة الوجوه هي الوجوه وإن اختلف الهندام والشّكل والطول ولون العينين !!
فما دامت العائلية والحمائلية والقبائليّة والطائفيّة تحكم وتتحكّم فينا فعلى الأرض السلام !!!
حتمًا سيفرز لنا القادم والآتي ” مصلحجيين ” يأتمرون بإمرة العائلة في التوظيف وتبذير المال العام في غير مكانه ، وسنعود بعد اربع سنين الى ذات الاسطوانة المشروخة.
ما زال هناك متسع من الوقت لكي نتفق على مرشّح مقبول ، نختاره نحن ، نحثّه كيما يُرشّح نفسه ، واثقين فيه وبقدراته ونزاهته ودماثة أخلاقه.
نحُثّه بل ونلزمه بالمحبّة والإقناع.
بلداتنا في سوادها الاعظم تصرخ : الحقونا..نريد تجديدًا ، نريد لونًا وطعمًا “غير شكل”..نريدُ عيدًا يعيش فينا ونعيشُ فيه..
الحقونا وإلّا أصابنا ما يصيب كهولكم وشيوخكم واطفالكم وحياتكم من مللٍ وتأفّف .
زهير دعيم