محاضرة حول مذكرة تفاهم بين الجامعة الأمريكية والمؤسسة الكورية للسلام
تاريخ النشر: 16/01/18 | 10:38نظمت الجامعة العربية الأمريكية محاضرة حول مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع المؤسسة الكورية الجنوبية للسلام WHPL، وذلك في موقع الجامعة في مدينة رام الله، بحضور الأستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري رئيس الجامعة، والدكتور أسامة سلامة نائب الرئيس التخطيط والتطوير، والدكتور عبد الرحمن أبو لبدة عميد كلية الدراسات العليا، والأستاذ الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات في الجامعة.
وقد ألقى الأستاذ الدكتور أبو زهري كلمة أكد فيها على أهمية التواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية الحكومية أو غير الحكومية في مجال حل النزاعات والصراعات وبناء السلام كون الجامعة هي الوحيدة في فلسطين التي قامت بتطوير برنامج حل صراعات ونزاعات لطلبة الماجستير، وهو برنامج متعدد الحقول المعرفية لأنه يتداخل مع حقول أخرى أهمها التنمية والتواصل الثقافي والتخطيط الاستراتيجي والعلاقات العامة.
وفي مداخلته قال الأستاذ الدكتور أيمن يوسف، من المعروف أن المؤسسة الكورية للسلام لها مجموعه من الفروع والأذرع منها ذراع خبراء القانون الدولي والناشطين القانونيين ليس فقط في داخل كوريا وإنما في مناطق مختلفة من العالم حيث اشترك هؤلاء الخبراء في صياغة ما يسمى “بإعلان السلم العالمي ووقف الحرب” كما أنها تركز على أجنحتها النسوية والشبابية خاصة في مهمة تعليم السلام حيث تعتمد على المواثيق الدولية ومواثيق جنيف فضلا عن القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
وأشار أن هذا النموذج الكوري في صناعة السلام يتشابه بدرجه كبيره مع الأطروحات الفكرية والفلسفية للمفكر الألماني امانيويل كانط خاصة في أطروحته حول السلام الدائم التي بين فيها أن السلام العالمي ممكن إذا فعلا قامت دول العالم بالتحول إلى النموذج الديمقراطي وتبنت اقتصاد السوق واحترمت القانون الدولي، وبناء على هذا التصور فان الديمقراطية لا تحارب ديمقراطيه على المدى البعيد والمتوسط .
وأضاف أنه من خلال التتبع للمصادر المكتوبة وغير المكتوبة واستعراض الموقع الالكتروني للمؤسسة الكورية، فإننا نستطيع إن نقول أن هناك ثلاثة جوانب هامة يمكن للجامعة من خلال برنامج حل الصراعات والتنمية ومن خلال مركز أبحاث السياسات وحل الصراعات أن تشتبك فيه إيجابا مع المؤسسة الكورية، وأولى هذه المجالات هو سفراء السلام إذ من الممكن تنسيب بعض الطلبة أو المحاضرين الأكاديميين ليكونوا جزء من سفراء السلام في العالم لبث رسالة السلام والوحدة البشرية والعدالة الإنسانية، أما المجال الثاني فهو بناء حملات الضغط والمناصرة والحملات الإعلامية المناهضة للحروب والعنف والصراعات الدامية باستخدام الأدوات الناعمة خاصة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وفلسفة اللاعنف، أما المجال الثالث فهو أمكانية أن تكون الجامعة جزء هام من المجلس الاستشاري العالمي للمؤسسة الكورية خاصة أن فيه خبراء وباحثين وأكاديميين ونشطاء ميدانيين من أكثر من 100 دولة في العالم ، ويمكننا أن نضيف المجال الرابع للتعاون وهو إمكانية مشاركه الجامعة في اللجنة التحضيرية لصياغة ميثاق إعلان السلم ووقف الحرب لان هذا الميثاق يرمز بشكل واضح إلى دور الدول و الحكومات و القطاعات العامة و النخبة السياسية ولا يأخذ بعين الاعتبار دور المنظمات غير الحكومية والمنظمات الشبابية والجمعيات النسوية والقادة الدينيين على اعتبار أن الدولة هي العامل الأهم والأكثر تأثيرا في قضايا الحرب و السلام .
واختتم الاستاذ الدكتور يوسف مداخلته بالقول أن الجامعة العربية الأمريكية ومن خلال برامج حل الصراعات والتنمية والتواصل الثقافي والتخطيط الاستراتيجي أن تشتبك بشكل ايجابي مع المؤسسة الكورية للسلام لان هناك العديد من المساقات والقضايا والأدوات والمهارات التي نقوم بتعليمها لطلابنا تخدم عملية التشبيك وبناء الشراكة مع هذه المؤسسة الكورية، وهذا يظهر بوضوح في مساقات على شاكلة نظريه حل الصراع وبناء السلام وحفظ السلام وصناعة السلام، إضافة إلى مهارات التفاوض والوساطة والتيسير والتحكيم والتواصل والعلاقات العامة، وهذا ما يسهل عملية بناء الشراكة التي يجب أن تضم طلبة البرامج السابقة الذكر والأكاديميين والمحاضرين خاصة بهدف بناء نموذج فلسطيني في رعاية السلام ومحاربة العنف يرتكز على قيم العدالة والمساواة والتنمية وتلبيه الحاجات الأساسية( النموذجيين الياباني والكوري ) إضافة إلى قيم الحرية والتحرر الاجتماعي والانعتاق الوطني ( النموذج الكندي النرويجي)،و إن الاطلاع على هذه التجربة الكورية سيسهل أيضا في بناء استراتيجية فلسطينية للتعامل مع الاحتلال خاصة أننا امة وقعت تحت الاحتلال ويمكن للمقاومة السلمية بأدواتها المختلفة أن تستثمر في هذا الصعيد من خلال بناء استراتيجية وطنية عناوينها الأساسية التدويل واللاعنف وبناء الدولة وحق تقرير المصير.