خطاب محمود عباس في المجلس المركزي الفلسطيني
تاريخ النشر: 16/01/18 | 11:30استمعنا الى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، الذي انعقد في رام الله، بغياب حركتي حماس والجهاد الاسلامي غير الممثلتين في المجلس، وأنفق عباس حوالي الساعتين من خطابه بسرد تاريخي طويل وممل ومكرر، ومليء بالأسماء والتفاصيل عن ارهاصات ولادة الحركة الصهيونية وقيام الدولة العبرية وما رافق ذلك من مؤامرات استعمارية قبل أن يصل الى المرحلة الحالية، مستعيدًا تراث الحركة الوطنية الفلسطينية، مؤكدًا مرارًا وتكرارًا عدم تنازله عن أي من الثوابت، وتمسكه بقرارات المجلس الوطني العام ١٩٨٨، ورمى الكرة في ملعب الحاضرين والمشاركين، منوهًا الى أنه يجب على المجلس اتحاذ قرار حول المستقبل، بعد أن أنهت اسرائيل اتفاق اوسلو، كما ووجه رسائل الى دول عربية تسعى للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ولم يخف اقتراح البعض بأن تكون أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، مؤكدًا تمسكه بحل القضية الفلسطينية أولًا.
وتقاطعت آراء المحللين والصحفيين والمعلقين السياسيين بأن خطاب الرئيس أبو مازن كان عبارة عن محاضرة في التاريخ ليس الا، بعث من خلاله رسائل الى امريكا وبعض الدول العربية على حد سواء في رفض”صفقة القرن”، التي سماها”صفعة”العصر، والتطبيع ومصادرة القرار الفلسطيني من قبل أي طرف.
ورغم أن عباس افتتح خطابه بقصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب الشهيرة”القدس عروس عروبتكم”فان توغله في التفاصيل التاريخية وابتعاده عن الموضوع الجوهري وغياب أي رؤية واضحة لمواجهة القرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل السفارة الامريكية الى القدس، حيث أنه لم يتحدث عن هذا الموضوع الا في آخر الخطاب، ولمدة دقائق معدودات، وكما في خطاباته السابقة، فقد تحدث بصورة مبهمة وغير واضحة، ولا تنسجم ما تتعرض له القضية الفلسطينية وشعبنا من مخاطر وتحديات.
ويمكن أن نقرر أن خطاب أبو مازن مليء بالتناقضات وعدم الوضوح، فضلًا عن لغة التهكم والسخرية غير المقبولة في العمل السياسي والعلاقات الوطنية، كقائد سياسي كبير يمثل شعب بأكمله.
بقلم : شاكر فريد حسن