” كادوك”: كلمة في العمق وأخرى لحك المخ الفلسطيني؟!
تاريخ النشر: 18/01/18 | 12:51احيانا كثيرة يصبح للتكرار مرارة الم خاص وخاصة اذا تعلق الامر بقضية تشغل بال الانسان والحقيقة انني اشعر منذ فترة بانني لم اعد قادرا على ان اكتب عن فلسطين بنفس قوة السرد والنهج اللذي انتهجتة منذ اكثر من عقدين من الزمن..اشعر اني خارج النص او النص خارجي في زمن واقع اخر لا اريد الاعتراف بة ولا الكتابة حولة..غصة وجدان ثائر في زمن جائر…ولَّى زمن الوطني الثائر والزاهد والطاهر الا ما ندر حيث حطَّت في ديارنا وربوعنا وبين صفوفنا فوضى وطنية عارمة وصلت الى حد ان نسبة لا يستهان بها من الشعب الفلسطيني اندمجت في منظومة الاقتصاد والحياة الصهيونية ولم تعد تأبة بمصير شعبها ولا تهتم بة وقدوتها في هذا مسلكية جماعة اوسلو ” شو بدكوا منا شوف تاعين السلطة بيشتغلوا مع الاحتلال على المكشوف” وشووف كمان ” الشباب الفلسطيني بيستشهد في ميادين المواجهة مع الاحتلال وجماعة اوسلو بينسقوا امنيا مع الاحتلال وبيعتقلوا المقاومين” و ” لولا تقاعص جماعة اوسلو واهمالها للقدس وقضايا المقدسيين وصمتها على الاستيطان الصهيوني لما تجرأ ترامب على اعلان القدس بكل مقدساتها عاصمة للكيان”…!!
الناس يقولون هذا بمرارة يوميا وهم يشاهدون خنوع وتفريط وعجز جماعة اوسلو… الناس في بلادنا فلسطين اكثريتهم وطنيون عفويا ويعانون الامَّرين من الاحتلال وهم يذودون عن بيوتهم المهددة بالهدم واراضيهم المهدده بالمصادرة ويذودون عن الاقصى ويرابطون في باحاتة نساءا ورجالا لصد المستوطنين المعتدين على حرمة اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين… الناس واكرر الناس الفلسطينيون وطنا ومهجرا هم من اكثر الشعوب الحية وطنيا وهنالك اجيال فلسطينية لم ترى فلسطين في حياتها لكنها متمسكة بحلم العودة الى فلسطين “الجنه”, لكن في المقابل نجد ان القيادة الفلسطينية هالكة ومتهالكة والجميع يدرك بانها تطخ بيانات وخطابات فارغة ولا احد يؤمن بمصداقية المجلس المركزي ” العباسي” والجميع يعتبر قرارات هذا المجلس مجرد حبر على ورق لابل الجميع يؤمن بان جماعة اوسلو بتماهيها في غيها وسياستها التي تخدم مصالحها المرتبطة بالاحتلال الصهيوني, قد حَولت كامل القضية الفلسطينية الى حبر على ورق ناهيك عن ان المصالحة ” الفصائلية” الفلسطينية امر مستحيل وفي ظل وجود عزام الاحمد وجماعتة لن تعقد اي مصالحة فصائلية فلسطينية بين حركتي فتح و حماس وبوجود سلطة اوسلو بشقيها الشرقي والغربي”رام الله وغزة”لن تقوم قائمة للقضية الفلسطينية..الانقسام هو فصائلي مصالحي.. الشعب الفلسطيني موحد وطنا ومهجرا وهو يدرك ان سلطة “اوسلو” تعمل كموظفة داخل منظومة الاحتلال..!!
ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في استمرار النكبة الفلسطينية: اولا الاحتلال الصهيوني والامبريالية الامريكية وثانيا هيئة الامم الامبريالية وثالثا سلطة” اوسلو” العميلة…من ينام على مخدر قرارات هيئة الامم واكاذيب السلطة العميلة سيصحو على مزيد من الاحتلال والاستيطان حيث ان الهجمة الصهيونية الاستيطانية في فلسطين تشير الى منعطف اخير وخطير للغاية يستهدف الوجود الفلسطيني..التصدي لهذة الهجمة مستحيل في ظل وجود سلطة”فلسرائيلية”عميلة تنسق امنيا مع الاحتلال وهذا مايعني ان .بقاء السلطة العميلة يعني ضياع فلسطين بالكامل…عصابة محمود عباس تابعة لمنظومة الاحتلال ولا بد من اقتلاعها وعلية يتطلب الامركلمة في العمق وهذة الكلمة هي : لن تقوم قائمة للقضية الفلسطينية ولا للقدس ولا لحقوق الشعب الفلسطيني بوجود محمود عباس وجماعة اوسلو في الواجهه…عباس كمن يقف على حافة جبل شاهق ينتظر من يركلة نحو الهاوية السحيقة…..نهاية وبداية لا بد منهما…خطابات صحراء التية الفلسطيني ساهمت وتساهم في تضليل الراي العام الفلسطيني والانكى من هذا وذاك ان هذة الخطابات الفارغة قد زرعت اليأس والاحباط في نفوس الشعب الفلسطيني… عباس الان يفرشط غربا وشرقا وهو لا يملك لا سابقا ولا راهنا ولا لاحقا سوى مشروع الاستسلام ولاحظوا معنا ان هذا المعتوة يبحث عن راعي ” وكيل” سلام جديد وكأن القضية دكانة مفلسة تبحث عن مستثمر جديد!؟
كل ما تطرحة وطرحتة عصابة “اوسلو ” هو تكبيل ايادي الشعب الفلسطيني عبر مشاريع استسلامية وخطابات تضليلية شوهت وتشوة كامل اركان القضية الفلسطينية.. الارض.. القدس.. اللاجئين.. الاسرى.. الخ وهي قضايا اساسية دمَّرها محمود عباس المرتبط بالاحتلال وبالانظمة العربية العميلة التي وافقت اكثريتها على اعلان ترامب القدس عاصمة للكيان من جهه ووافقت على ضم الكتل الاستيطانية في الضفة لدولة الاستيطان الاسرائيلي من جهه ثانية وبالتالي ماهو جاري وحاصل انة لم يبقى شئ اسمة سلام ولم يبقى عظاما في الوادي ولا حتى رائحة واحة امل في صحراء التية الذي جَر عباس الشعب الفلسطيني اليها…باعوا الناس وَّهما من اجل الراتب والامتيازات وصاروا كلاب ضالة في صفوف الاحتلال والان بعدما دخل الفاس في الراس يلقى محمود عباس خطاباتة التافهة ويتوعد ب”الرد” الواهي والكاذب بدلا من ان ياخذ اقرب مسدس لة ويطلق على نفسة رصاصة الرحمة ولكن ليس قبل ان يعتذر للشعب الفلسطيني ويعلن الغاء جميع الاتفاقات مع الكيان…
في عام 1989 وصف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اثناء زيارتة لفرنسا الميثاق الوطني الفلسطيني بالفرنسية بانة ” كادوك” اي متقادم والمطلوب اليوم وصف ” اوسلو” الفاشلة ب “كادوكّ” واعادة روح وكرامة الميثاق الوطني الفلسطيني وهذه الروح تعني عدم الاعتراف بالكيان الغاصب على اي شبر من فلسطين… لقد وصف يوما ما الصهيوني شمعون بيرس اتفاقية اوسلو بانها اعظم انتصار حققتة الحركة الصهيونية وهذا القول تبعة افعال كثيرة منذ عام 1993واليوم 2018 بدا واضحا ان اوسلو كانت فقط منفعة للكيان فيما الشعب الفلسطيني لم يحصل على اي شئ والعكس هو الصحيح ان هذا الشعب في ظل اوسلو خسر كل شئ بما فية القدس هدية ترامب لنتانياهو… عباس صار كادوك واوسلو صارت كادوك لكن الشعب الفلسطيني ما زال حيا وحيويا.. اغلقوا ابواب وكر مقاطعة رام الله و اطلقوا سراح شعبنا الاسير في كانتونات شرطة عباس ودايتون والاحتلال… كفى…يكفي .. كافي..ارحل يا عباس وانقلع وخذ جماعتك معك واترك الخبز لخَبازية والشعب الفلسطيني لفلسطينة…!!
نعم اوسلو صارت “كادوك” وشعبها يعرف شعابها.. الثورة بذرة وفكرة تحتاج الى رعاية وقيادة وطنية وقاعدة فكرية متينة.. في فلسطين جموع المرابطين وشعب الهبات والانتفاضات والبطولات الوطنية بلا منازع لكن علية تقييم تجربتة النضالية على اساس استراتيجية جديدة تقترب من النسخة الجزائرية..ثورة حتى النصر… مهر التحرير..ويا جبل ما هزك ريح وزادها “عبدك” يا رب…!!
د.شكري الهزَّيل