يوم دراسي حول “العلاج بالفن” بالمجتمع العربي
تاريخ النشر: 23/01/18 | 19:03عقدت كليّة الفنون في بيت بيرل يوما دراسيًّا للسنة الثانية على التوالي حول موضوع العلاج بواسطة الفنون في المجتمع العربي، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ونقابة المعالجين بالفنون. وتضمّن اليوم الدراسي العديد من المحاضرات والندوات والورشات المثرية وبالغة الأهميّة حول موضوع العلاج بالفنون في المجتمع العربي، بمشاركة مختصين عرب ويهود في مجالات الحركة والفنون والموسيقى والدراما، بحيث عرضوا حالات واقعيّة يعايشونها خلال عملهم وطرحوا الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها مع تحليل معمّق لهذه الحالات وتقييم لصورة الوضع العامّة. ويشار إلى أنّ المبادرة إلى اقامة وتنظيم اليوم الدراسي هي د. أوفيرا هونيچ، رئيسة مسار اللقب الثاني لموضوع العلاج بالفنون التشكيلية في كليّة “همدراشا”.
المحاضرة الأولى في اليوم الدراسي تمحورت حول العلاج بالفنون الابداعية في مجتمع عربي متغير، من قبل زكية مصاروة، مرشدة معالجة بالفنون، وياعيل برونو، مرشدة ومعالجة بالحركة، بحيث تطرّقتا إلى مراحل دخول موضوع العلاج بواسطة الفنون إلى جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي الذي يمتاز بكونه متعدّد الهويّات والتوجّهات، مع عرض كافة التحدّيات الناتجة عن هذه التعدّدية. وفي محاضرة “الملكة والذئب الوحيد” من قبل المرشدتين والمعالجتين بالفنون نبال مزاوي عبود وكاميليا اسعيد، تحدّثتا حول الوحدة التي يشعر بها المعالجون بالفنون في مجتمع يمتاز بكونه جماعي ولا يتبنى الفرديّة، كما عرضتا قصص مؤثّرة جدًّا من عملهما والتي تعكس القوّة الكامنة لدى المعالجات بالفنون وقدرتهنّ على استخدام العلاج بالفنون كلغة ثالثة قادرة على احداث تغيير كبير، مع الأخذ بعين الاعتبار الثمن الذي يمكن أحيانًا أن يدفع مقابل ذلك.
ومن ناحيتها عرضت المعالجة بالحركة سلام عباس حلبي خلال محاضرتها تحت عنوان “بالحركة وجدت نفسي”، حالة علاجيّة أشرفت عليها لفتاة كانت تعاني من اضطرابات في التواصل واضطرابات سلوكيّة واضطرابات في الاصغاء والتركيز منذ طفولتها، وتطرّقت المعالجة إلى مراحل عمليّة العلاج بكافة جوانبها وأبعادها موضحةً القوّة الكامنة في هذا النوع من العلاج، بالذات عند تجنّد المحيط القريب لتعزيز الانجازات التي يحقّقها العلاج والارتقاء بها إلى مجالات أخرى. وبدورها تحدّثت أيضًا نانسي عيسى، المرشدة والمعالجة بالحركة، عن علاج فتيات ضحايا الصدمة وأزمة الهويّة متعدّدة الأوجه التي يعشنها وكيفيّة العمل العلاجي معهنّ، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الانفصام التي تطوّرها الضحايا كطريقة للتعامل مع الصدمة، وأوضحت أنّ العلاج يركّز على الجسد والحركة ويتيح التواصل مع الجسد والذات والآخر من مكان الجرح دون التطرّق بشكل مباشر إلى موضوع الصدمة. المحاضرة المشتركة لعالية صفدي زعبي ونتالي حايك داموني تحت عنوان “مساهمة الدراما العلاجية في إعادة تواصل المرأة الفلسطينية المعنّفة مع ذاتها” سلطت الضوء على حالتين علاجيتين لنساء وجدن في الدراما علاجًا يمكنهنّ من خلاله اسماع صوتهنّ واستكشاف طرق جديدة للتعامل مع معانتهنّ كنساء معنّفات، وأخذ السلطة على ذاتهنّ جسدًا وروحًا. وفي نهاية اليوم الدراسي عرض المعالجان بالموسيقى جورج قندلفت وأحمد دراوشة موديل حي للجوقة العلاجيّة.