هوامش على زيارة نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة
تاريخ النشر: 26/01/18 | 15:13تأتي زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بنيس الى المنطقة في هذا الظرف الحساس، وفي لحظات حرجة جدًا، بعد القرار الأهوج الذي اتخذه الرئيس الامريكي ترمب باعتبار القدس الشريف عاصمة لدولة الاحتلال الاسرانيلي، وهو قرار مرفوض فلسطينيًا على الأقل.
ومن الواضح أن هذه الزيارة هدفها بالأساس هو انقاذ ما يمكن انقاذه، والاعداد لتسويق”صفقة القرن” التي وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس”صفعة العصر”.
وتشكل الزيارة امعانًا في الانحياز الامريكي للاحتلال وسياساته وممارساته التنكيلية العنصرية، وما زيارة بنيس للقدس ولحائط البراق، باعتباره رمزًا دينيًا يهوديًا على حد زعمه، الا تعبيرًا عن العنجهية الامريكية والعداء المتواصل لشعبنا الفلسطيني وحقوقه، وتغطية على جرائم الاحتلال، وتدفع بالمنطقة نحو التوتر والانفجار، وتبعد أي امكانية للسلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
وفي حقيقة الأمر أن مجمل السياسة الامريكية غير اخلاقية وكيل بمكيالين، ودوس على كل القوانين الدولية، وهي مرفوضة فلسطينياً، شعبًا وقيادة وقوى فصائلية، وخاصة السياسة العدوانية ضد وكالة الغوث الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى موقف النواب العرب في الكنيست بمقاطعة خطاب بينيس، ورفض أي لقاء معه، وأقل ما يقال عنه انه موقف وطني عال بامتياز، وخطوة وطنية بالدرجة الاولى.
ان زيارة بنيس الى المنطقة جاءت رغماً عن شعوبنا، وبعكس ارادتها ورغبتها، ولذلك ينبغي على الحكومات العربية جميعها، أن يكون موقفها حاسمًا وقاطعًا بالاصغاء الى نبض الشارع وخيار الجماهير، بعدم استقبال اي موفد أو مسؤول امريكي مهما كانت مرتبته ودرجته ومنزلته، حتى تتراجع الادارة الامريكية عن مواقفها وسياستها المعادية لشعبنا الفلسطيني.
ان مقاطعة الادارة الامريكية هي الخطوة الاولى في الاجراءات اللازمة لمعاقبتها على انتهاكها لحق الشعب الفلسطيني وللقانون الدولي، ودفعًا باتجاه مراجعة كل ممارساتها ومواقفها تجاه شعبنا وقضيته العادلة، وانحيازها لسياسات الاحتلال.
بقلم:شاكر فريد حسن