إلى التميميات والتميميين ..
تاريخ النشر: 26/01/18 | 11:43ألم تتعبوا ..!
تسيرون في طريق نحو ضوء
تروه ..
وتأخذونا معكم كي نراه
نغسل به عيننا من مسافات الرحيل
ونحمله على اكتافنا من جيل الى جيل
ألم تتعبوا من غرزات الصبار
التي تكوّي أناملكم
من طريق مسكون بالغبار
أعجب كيف بقي في سواعدكم مكاناً
لإبرة تخفف آلام المسار
أعجب كيف بقي شعر في أهدابكم
يحمي رؤياكم من العرق
***********************
تسيرون في طريق نحو نبع
فيه ماء يجلي عطش الغرس
ويحولها الى فرح وخضرة
في قرص الشمس
ألم تتعبوا من إشعال الجمرة
على أسوار القدس
ألم تتعبوا من حمل الثورة
في تمزقات اليأس
إنَّكم تسيرون , وتسيرون
حتى آخر الرَّمق
*********************
تسيرون في طريق في أوله سنبلة
تحمل حبات قمح خفاف
تحمل سبع سنوات عجاف
وفي آخره سنبلة
تحمل سبع ودَّعت أيام الجفاف
ألم تكتوي أيديكم
أما زال في أصابعكم مكاناً
تقدحون به حجر الصوان
ألم تَنْبَحُّ أصواتكم وأنت تصرخون
في غبار الميدان
الفجر .. الفجر أما آن الأوان
من أي شيئ مصنوعة أوتار صوتكم
أمن ِهديل حمام عسقلان
أم من دمدمات خرجت
من صلاة الشفق
تسيرون في الطريق الي بسمة طفلة
من الخليل
تلبس من الغار أكاليل .. أكاليل
لتغنون معها على صدى
موال الجليل
ألم تتعبوا ..
تسيرون على تعالي
أمواج الصهيل
وعلى ضوء منعطفات السبيل
وتفرحون وتبكون ..وتبكون وتفرحون
ألم تتعبوا من تقلبات النزق
*************
تسيرون الى الطريق بحر عسقلان
ستخرج من زَبَدِه جنية
تحمل حلمكم على جناحيها
وتطير الى بيسان
وتزرعه هناك أشتال .. أشتال
فيزهر صبحاً ورمان
تسيرون في طريق آخره
حلم مزروع في نواقيس القدس
يزهر ورد وحبق
***************
تسيرون في تعرجات جبل الزيتون
عالياً .. عالياً
حاملين حلمكم البنفسجي
من عتمة النفق
الى حمرة الشفق
هل أدمنتم سهر الليالي
في سهوب الأرق
هل أدمنتم التجديف حتى المينا
لتمنعوا
السفينة من الغرق
بقلم : يوسف جمّال – عرعرة