إستهداف الأونروا والمخيم..!!
تاريخ النشر: 29/01/18 | 11:33من المعروف أن الاونروا تشكلت في العام١٩٤٨، بناءً على قرار هيئة الأمم المتحدة، عقب تأسيس وانشاء الدولة العبرية، وذلك بهدف اغاثة ومساعدة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وشيئًا فشيئًا غدت الانوروا الحضن الدافىء والملجأ الذي يعتمد عليه الفقراء والجياع من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء والبؤس والشقاء، وتشمل المساعدات، المواد التموينية والتعليم والصحة والرعاية والتأهيل وبرامج متقدمة وخدمات تطويرية، وتقدم الانوروا خدماتها لأكثر من خمسة ملايين و٩٠٠الف لاجىء فلسطيني مسجل لديها، ولها ٧١١مدرسة و٤٣عيادة، وتقدم خدمات اجتماعية واغاثية واقراضية لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين والحفاظ على كرامتهم وحقوقهم الانسانية.
وكانت سفيرة امريكا في الأمم المتحدة صرحت بأن بلادها ستوقف مساهماتها المالية للاونروا لارغام الفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي.
وخلال لقائه مع نتنياهو على هامش ملتقى”دافوس الاقتصادي”في سويسرا هدد الرئيس دونالد ترمب، وبوقاحة منقطعة النظير، بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية ما لم تقبل العودة الى طاولة المفاوضات، وهاجم السلطة لعدم استقبالها لنائبه مايك بنيس.
ويأتي هذا التهديد مع القرار الأخطر، الذي يتمثل بتقليص مساهمة امريكا لوكالة الاونروا لغوث اللاجئين الفلسطينيين، وهذا القرار هو جزء من التآمر على اللاجئين الفلسطينيين لتصفية حقوقهم، وشطب حق العودة.
وهذا الاجراء الامريكي الابتزازي هو ترجمة لما قاله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو:”الاونروا منظمة تخلد قضية اللاجئين وكذلك تخلد رواية ما يسمى بحق العودة، ويجب على الانروا أن تتلاشى وتزول”..!!
مما لا شك فيه أن استهداف الانوروا هو استهداف للمخيم وما يمثله من رمزية للاجىء الفلسطيني وحقه بالعودة الى دياره. ولذلك فان الحفاظ على المخيم ضرورة ومهمة وطنية فلسطينية وعربية، وهذا يستوجب صيانة وكالة الاونروا وحمايتها والدفاع عنها وزيادة خدماتها للاجئين، اثر القرار الامريكي المجحف بتقليص المساعدات مما سيسبه تراجع في الخدمات وحالات من التقشف في الوكالة.
ومن نافلة القول، أن المرحلة الراهنة هي من أخطر المراحل في العقود الأخيرة، وفي تاريخ النضال والكفاح الاستقلالي التحرري الفلسطيني والثورة الفلسطينية.
وعليه، يجب أن يكون الرد على المسلك والتطاول الاجرامي والسياسة الامريكية المنحازة للكيان الاسرئيلي، بكسر الصمت العربي في مواجهة المخاطر الكارثية الحقيقية، التي تهدد الاونروا والقدس والقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني العادلة، والتي لا يمكن تجاهلها وانكارها.
وفي ظل هذا الوضع والموقف على الفلسطينين انجاز المصالحة الوطنية والمحافظة على الوحدة وبناء استراتيجية جديدة وخطة عمل مدروسة وتجنيد كل الفصائل والقوى الفاعلة في الشارع الفلسطيني.
ومما يؤسف له أن الرد والتضامن العربي ما زال هشًا وهزيلًا ويكاد يكون معدومًا، ونظرة على الشوارع العربية كافية أن تبين انها لا تشهد أي تحرك تقريبًا للرد على القرار الامريكي، وشطبها لملفين أساسيين من القضية الفلسطينية، هما القدس ومسألة اللاجئين.
فلا تتركوا الحصان الفلسطيني الذي بقي وحيدًا في الميدان والمعركة ووسط المعمعة.
بقلم:شاكر فريد حسن