نادي أصدقاء إحتلال سوريا
تاريخ النشر: 31/01/18 | 13:07يبدو ان الحالة السورية منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا قد اخذت منحى عكسي ومسار سار وما زال يسير بالمقلوب ولم يخط اي خطوه الى الامام والعكس هو الصحيح وهو ان سوريا اليوم تعيش واقع تنازلي مرير وخطير فقدت فية كل مقومات الوحدة والاستقلال لابل انها بلد مُقسم ومحتَّل من قبل عدة دول وميليشيات محلية واجنبية, وهذا مايعني ان الصراع في سوريا لم ينتهي لا بتحرير البلد كما زعمت المعارضة يوما ما ولا بتثبيت وجود النظام كما زعم هذا الاخير وحلفاءة, فكلاهما ” النظام والمعارضة” خسرا المعركة وسلمَا رسن سوريا لاكثر من احتلال والواضح ان القُطر السوري اصبح مباح ومستباح من جميع الجهات فكل من اراد غزو سوريا واحتلال ارضها اليوم تيسَّر له الامر عبر القوة العسكرية والحلفاء من ميليشيات محلية واجنبية وهكذا اصبحت سوريا بعد سبعة اعوام من الحرب الاهلية والاقليمية بلد محتل بالكامل وذلك على النحو التالي: ايران وميليشياتها تحتل الضمير والشعيرات وريف حماة وريف دمشق وحوض اليرموك وازرع, وروسيا تحتل كامل منطقة الساحل السوري بما فيها طرطوس وحميميم, وامريكا تحتل الرقة ومنبج والرميلان ومناطق شاسعة تحتلها قوات ” قسد” الكردية المدعومة امريكيا تقع شرق الفرات تشمل عشرات القرى والمدن العربية السوريه, فيما تسعى تركيا من خلال عملية “غصن الزيتون” الجارية في هذا الاوان الى السيطرة على مناطق الشمال السوري المحاذية للحدود التركية وما تبقى من فتات جغرافي وديموغرافي يشمل اجزاء من العاصمة دمشق بقي شكليا تحت سيطرة نظام الاسد… الدولة والجغرافية السورية الواحدة انتهت بعد صراع دموي طويل, بتقسيم سوريا جغرافيا وديموغرافيا وتشريد ملايين السوريين الى خارج وداخل سوريا وعن الدمار الشامل وقتل وجرح مئات الالوف من السوريين فحدث بلا حرج….سوريا الوطن اليوم ارض محتلة وعلى كل سوري وعربي وطني ان يعترف بهذا الواقع ويرفض رفضا قاطعا مبدأ التسليم بهذا الاحتلال تحت اي مسمى واي مصوغ… الاحتلال هو الاحتلال… تعددت الاشكال والاسباب والاحنلالات والنتيجة واحدة وهي احتلال الوطن السوري؟!
احدى المفارقات في سوريا هي وجود في فترة من الفترات وتحديدا بعد عام 2011 نادي اصدقاء الشعب السوري التي ضم اكثر من 100 دولة عربية وغربية اجتمعت اكثر من مرة كان اولها مؤتمر تجمع أصدقاء الشعب السوري اللتي احتضنته العاصمة التونسية يوم 24 فبراير/شباط 2012 بمشاركة نحو 70 دولة، بينها الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية وأوروبية عديده, ورغم استمرار انعقاد المؤتمرات الدورية لهذا التجمع” باريس ..روما.. الخ” لعتدة سنوات وصدور عدة بيانات حول الحالة السورية, الا ان هذا التجمع بدا بالتلاشي ومن ثم اختفى كليا بعد دخول روسيا 2015 وامريكا ودول كثيرة المعترك السوري اما كحليفة للنظام او حليفة للمعارضة والنتيجة النهائية2018 دون تفاصيلها الكثيرة والمتشعبة هي احتلال وخراب سوريا والواقع اليوم يتحدث عن احتلالات سوريا من قبل عدة دول في ظل وجود “طرطور” رئيس سوري بداخل القصر الجمهوري في العاصمة دمشق.. رئيس تحمي وجودة وكيانة قوات الاحتلال الروسي والاحتلال الايراني بكل مشتقاتة من ميليشيات طائفية…هنالك من يزعم ان معسكر” المقاومة” قد انتصر في سوريا وهذا الزعم المريض يبددة واقع وقوع سوريا تحت الاحتلالات… اكثر من احتلال؟!
واضح تمام الوضوح انة لا جدوى من مؤتمرات السلام او ما سمي ب “الحوار الوطني السوري” سواء مسار جنيف المقبور او استانة او سوتشي او باريس الخ من مواقع ومواعيد والسبب هو هيمنة روسيا حليفة نظام الاسد على مجرى الاحداث والمؤتمرات ومحاولة تفصيلها للمعارضات السورية على مقاس روسيا والنظام السوري وتكحيل الامر بتكحيلة”اعطاءة صبعة” دولية عبر حضور وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا… مايجري اليوم في سوريا هو ان روسيا تدير الصراع بطرق التفافية كثيرة من بينها ” مناطق خفض التصعيد” بهدف كسب الوقت لصالح النظام من جهه وتفتيت جبهات المعارضة السوريه من جهه ثانية وبالتالي الجاري هو ان الحرب ستستمر والمأساه السورية ستتفاقم اجلا ام عاجلا لان روسيا ببساطة تتمسك ببقاء نظام قتل وشرد ملايين السوريين ودمرالاف القرى والمدن ناهيك عن اختفاء عشرات الالاف وجرائم لا تعد ولا تحصى.. نظام جلب الويلات والاحتلال لسوريا لا يمكنة ان يكون جزء لا من الحاضر ولا المستقبل السوري مع التاكيد ايضا على ان بعض من الميليشيات السورية المعارضة كانت وما زالت جزء لا يتجزأ من اسباب النكبة السورية.. النظام والمعارضة معا جلبا الكوارث والاحتلال لسوريا؟؟
نحن ندرك ان القضية السورية معقدة ومركبة و طبَّاخي المأساة السورية اكثر من كثر لكن الذين يديرون المفاوضات وعلى راسهم روسيا وامريكا وفرنسا والى حد بعيد تركيا وايران ودول اخرى هم جميعا اعضاء في نادي”اصدقاء احتلال سوريا” وداعمي بقاء نظام الاسد سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة ومن بينها دول ظلت تدعو طويلا لرحيل الاسد واليوم تؤيد بقاءة.. لاجدوى لا من سوتشي ولا جنيف ولا حتى مالطا “بعد خرابها” ما زال المنطلق والاساس لهذه الاجتماعات هو بقاء نظام الاسد…الامر غير منطقي وغير قابل “للهضم” ان يتحكم نظام مجرم بمسار المفاوضات ومستقبل سوريا بعد كل هذا الذي جرى.. الوطنية لا تتجزأ والاحتلال هو الاحتلال والمفاوضات السورية الجارية هي عبثية ومقوماتها مضيعة للوقت ومرجعية لاستمرار النكبة السورية.. المطلوب تحجيم دور ” نادي اصدقاء احتلال سوريا” ووضع اساس راسخ للُبنة السلام في سوريا..دون اقصاء النظام ” الشبة حاكم” عن مجرى المفاوضات وعن لعب اي دور في مستقبل سوريا لن يحل السلام في ربوع سوريا.. اقصاء النظام وتحجيم دور” نادي اصدقاء احتلال سوريا” هو بداية الولوج لمفتاح فرَّج كرب سوريا والشعب السوري…خطوة من ضمن خطوات لا بد منها….عمَّار ما بعد الخراب..عاشت سورية عربية موحدة لكل اطياف وطوائف واعراق شعبها السوري الاصيل والوطني….!!
د.شكري الهزَّيل