العطاونة يعلن إستقالته حسب تفاهمات “الرباعية” و”الوفاق”

عقدت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بعد ظهر أمس الخميس مؤتمرا صحافيا في مكاتب الجبهة في الناصرة، لإعلان موقفها من قضية مرحلة ما بعد تنفيذ بند التناوب الوارد في اتفاقية تأسيس القائمة المشتركة، وحضور لأمين العام للحزب الشيوعي الرفيق عادل عامر، سكرتير الجبهة الرفيق منصور دهامشة، رئيس لجنة المفاوضات عن الجبهة الرفيق رامز جرايسي، رئيس لجنة الوفاق الوطني الأديب محمد علي طه، عضو لجنة الوفاق ماجد صعابنة، رئيس المكتب السياسي للحركة الاسلامية الجنوبية الشيخ ابراهيم حجازي، وحشد من قياديي ونشيطي الحزب الشيوعي والجبهة. وحضر المؤتمر لفيف من الصحافيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.

• دهامشة: خطوة غير مسبوقة
في كلمته الافتتاحية أشاد سكرتير الجبهة منصور دهامشة برؤية وموقف النائب يوسف العطاونة المستقيمة والتزامه الحزبي قبل وبعد دخوله الكنيست، معتبرا موقفه المشرِّف والمسؤول سابقة تاريخية غير مسبوقة، الأمر الذي ينسجم مع رؤية الجبهة والحزب الشيوعي، فإن استقالة رفيقين جبهويين من عضوية الكنيست المستحقة للجبهة، رفيقان أبدعا بعملهما البرلماني د. عبد الله ابو معروف ويوسف العطاونة، إنما يدل على التضحية الكبيرة التي قاما بها من جهة، ومبدئية الجبهة ومؤسساتها في سبيل المحافظة على إنجاز إقامة القائمة المشتركة وحمايته من جهة أخرى.
وقال دهامشة، اليوم نتحدّث للجمهور الواسع عن مرحلة ما بعد التناوب، انطلاقا من حسن النوايا بين أقطاب القائمة المشتركة وما ورد في بيان لجنة الوفاق الذي تطرّق للتفاهمات بين المركبات الأربعة وموافقة جميع الأطراف عليها حفاظا على القائمة المشتركة، وخاصة بعد الخلل الذي حصل بعد الاستقالة غير المتوقّعة للنائب السابق باسل غطاس.

• جرايسي: الإشكالية بسبب غطاس
أما رئيس لجنة المفاوضات الجبهوية الرفيق رامز جرايسي فتحدّث بإسهاب عن مجريات التفاوض بين مركبات القائمة المشتركة، وقال، لم تكن هناك اتفاقية تناوب، فالاتفاقية كانت إقامة القائمة المشتركة والتناوب كان أحد بنودها وينص على استقالتين يتم من خلالهما التناوب، فلو حصلت القائمة المشتركة مثلا على 14 عضوا لما كانت هناك حاجة لاستقالة النائب النشيط د. عبد الله ابو معروف، فالاتفاقية لم تتطرّق بتاتا لاستقالات جماعية، ولم يحدث في تاريخ العمل البرلماني أية حالة حصل فيها دخول عضو كنيست بمكان متأخِّر للحفاظ على تركيبة القائمة، وهذا هو الأمر الطبيعي، ولولا حصول إشكالية استقالة باسل غطاس لتمّ تنفيذ الاتفاقية دون تعقيدات، هذه حقيقة من حق الجمهور أن يعرفها.
وأضاف جرايسي، في الجلستين الأخيرتين مع لجنة الوفاق تم توكيل اللجنة بالحصول على موافقة مركبات القائمة المشتركة على بيان 9.1.2018 تمّ نصَّه من قبل الأخ منصور عباس من الحركة الاسلامية وجرى تعديل الجزء الخاص باستقالة غطاس بطلب من التجمع، والبيان يرتكز على ثلاثة نقاط رئيسية، الأول بأن استحقاق التناوب قد تمّ وانتهى باستقالة النائبين د. عبد الله ابو معروف واسامة السعدي، والثاني بأن الخلل في تأخير تنفيذ عملية التناوب كان بسبب الاستقالة المفاجئة لباسل غطاس دون الخوض بالأسباب والتفاصيل، والثالث بأن النقاش بين الأطراف يدور حول المرحلة الثانية ما بعد التناوب وتتعلّق بحسن النوايا بين مركبات القائمة المشتركة.
وأشاد جرايسي بنشاط وعطاء النائب يوسف العطاونة قبل وبعد دخوله الكنيست، وبعمله البرلماني المهني البارز في الفترة القصيرة نسبيا، وقال: “أعتز برفيقي يوسف فهو يستحق كل التقدير والاحترام لالتزامه وطنيا وتنظيميا، وقد أثبت أنه يلتزم بقرارات تنظيمه السياسي الذي ينتمي إليه، وكلي أسف لما تعرَّض له من إساءات وتطاول بغير حق خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبالرغم من ذلك حافظ العطاونة على رباطة الجأش وكان حذرا ومسؤولا بكل تصريحاته عبر وسائل الإعلام”.
وأضاف جرايسي، إن القائمة المشتركة ليست قائمة اندماجية، فهي تجمع أربع مركبات، لكل منها برنامجها السياسي والفكري الايديولوجي، ومع ذلك توجد مساحة واسعة من التوافق في العديد من الأمور ومساحة من الاختلافات وهذا أمر طبيعي، على أمل الاستفادة من هذه التجربة لمواصلة سير وعمل المشتركة في المستقبل والحصول على 14 و 15 مقعدا في الانتخابات القادمة.

• طه: ظلمتُ الجبهة تحديدًا
رئيس لجنة الوفاق الأديب محمد علي طه قال في مداخلته أنه كان متفائل منذ البداية بأن أزمة التناوب ستنتهي بسلام وأن هذه الغمامة ستزول، وقال: “أعترف أمام الجميع، إذا كنت ظلمت أحدا فقد ظلمتُ الجبهة بالذات، لأن المركبات الأربعة خلال تشكيل القائمة المشتركة أجمعت بأن المقعد الثالث عشر يجب أن يُحصَّن للطائفة المعروفية ورغم ذلك نفّذنا التناوب واستقال ابو معروف من منصبه في الكنيست، ولا يوجد أي ذكر في الاتفاقية لمقولة 4.4.4.1 .

حجازي: تعتز بالشراكة مع الجبهة
رئيس المكتب السياسي للحركة الاسلامية الجنوبية المربي ابراهيم حجازي قال: “وجودي هنا اليوم كابن الحركة الاسلامية في نادي الحزب الشيوعي ليس بالأمر البسيط، أعتز بشراكتي مع الحزب والجبهة وهذا يعني لي الكثير، لأنني أعتبر هذا اليوم هو يوم التأسيس الثاني للقائمة المشتركة كمشروع برلماني وطني. مع ذلك وللأسف الشديد تناولت وسائل الإعلام موضوع التناوب بأكثر مما يستحق وعلى حساب إنجازات وعمل القائمة المشتركة.
وأضاف حجازي: يوسف العطاونة لم يدخل الكنيست بالبرشوت، دخوله كان استحقاقا وغير ذلك هو ظلم له، النائب العطاونة قال منذ اليوم الأول أنه ملتزم بقرار حزبه والمسألة ليست شخصية.

• العطاونة: المشتركة إنجاز باق
وكان آخر المتحدِّثين النائب يوسف العطاونة واستهل كلمته بالقول: “لا يوجد أي بُعد شخصي في بحث ما بعد بعد التناوب، لقد كان دخولي للكنيست بتوكيل من الجبهة وحزبي.
وأضاف، من حق الجمهور الواسع أن يعرف بأن دخولي الكنيست كان مستحقا، باعتبار أن التناوب قد تمَّ وانتهى بعد استقالة النائبين د. عبد الله ابو معروف والمحامي أسامة السعدي، ومن حق الجمهور أن يعرف بأن التجمع قد أعلم لجنة الوفاق التزامه بالبيان الذي صدر في التاسع من كانون الثاني وجرى تعديله بطلب منهم، تبقى القضية الأخيرة المتعلِّقة بحسن النية من قبل مركبات المشتركة بعد أن قامت الجبهة بأكثر مما هو مطلوب منها، فلو توفّرت حسن النية عند الأطراف الأخرى لكانت الأزمة منتهية منذ ثلاثة أشهر”.
وقال العطاونة، في ظل أشرس حكومة عنصرية متطرِّفة فإن إنجاز بقاء القائمة المشتركة والحفاظ عليها هو عمل وطني من الدرجة الأولى، وها نحن في الجبهة اليوم نسطِّر موقفا تاريخيا في حياة الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، وشعبنا يعرف تماما من يحافظ على القائمة المشتركة ومن يعبث بمصيرها، نتخذ موقفنا المسؤول اليوم من باب الحفاظ عليها وحماية المصلحة الوطنية، وليس من باب مقعد في الكنيست أو توزيع غنائم. من هذا المنطلق أعلن لأهلي وناسي من النقب حتى المثلث والجليل والساحل تنازلي الاسبوع القادم عن مقعد الجبهة في الكنيست كرامة لجمهور المشتركة وحفاظا على القائمة المشتركة كمشروع وطني كبير.
وتحدّث العطاونة عن نشاطه السياسي والشعبي أيام دراسته الجامعية ودوره السياسي في النقب وتعرّضه للاعتقالات. وقال: “النقب يتعرّض لهجمة شرسة من حكومة نتنياهو الكارثية وخاصة بما يتعلق بقضية الأرض والمسكن والقرى غير المعترف بها وفي كافة القضايا الخدماتية الأخرى، الأمر الذي يتطلّب تظافر الجهود وتصعيد المعركة على كافة المستويات الشعبية والبرلمانية والقضائية”.