العنصر النسائيّ والانتخابات
تاريخ النشر: 03/02/18 | 11:26منذ أسابيع وأنا أراقب اسماء المُرشَّحين لرئاسة بلداتهم في مجتمعنا العربيّ المحليّ _ على فكرة أنا لا أحبّذ أن نقول قرى ، فالقرية تعيدك الى الايام الغابرة ، الماضية ، حيث البساطة المنتاهية والجميلة في بعضها –
نعم راقبتُ المُرشَّحين والذين يتململون وينوون الترّشُح ، وإذا بهم – وهذا الأمر لم يفاجئني- فإذا الكلّ ذكور في ذكور ، حتّى الوسط اليهوديّ والذي يتباهى بالرُّقيّ فإنّه يرزح تحت هذا النير ، فقليلًا ما تجد امرأة تتجرّأ وتقترح اسمها مرشَّحة لتخوض معركة الانتخابات البلديّة.
ولكنّ الوضع عندنا يختلف كلّيًا ، فمنذ المرحومة فيوليت خوري أول رئيسة لسلطة محليّة في البلاد لم تقتحم زهرة تسير على قدميْنِ هذا المعترك.
والسؤال الذي يفرض نفسه بل والاسئلة هي :
هل لأنهنّ لا يجدْن في انفسهنّ المقدرة على القيادة ؟
أم هو ضعف وفتور في المعنويّات ؟ أم إحباط من العنصر الرّجاليّ الذي يقف حجر عثرة أمامهنَّ أم وهذا الاهمّ : هل هو المجتمع برمّته يقف حائلًا دونهن والسلطة ؟
نعم مجتمعنا ذكوريّ وبامتياز ؛ ذكوريّ في كلّ شيء ، اللهمّ إلا في التعليم والتمريض والنظافة حيث التعب والمعاناة والعطاء بلا حدود.
قد يتساءل احد : هل من المنطق ان تقفز المرأة من ” قاع القفّة الى أذنيْها ” مرّة واحدة ؟
فأقول ليس بالضرورة ، ولكنني راقبت وتتبعت وعلى على مدى اشهر وسنين عديدة ، لعلّني أجد من تعمل كرئيسة او عضو في سلطة محلّية فلم اجد اللهم الا تلك التي ذكرتها سابقًا …
قد اكون مخطئًا ، فتكون هنا او هناك واحدة تعمل ولا تعمل ، فقد اخفينا بريقها تحت ستار : ” البيت أوْلى بكِ ” ” أولادك أحقّ باهتمامكِ” .
لقد تغيّرت المفاهيم وتبدّلت في هذا الزمن الغاطس في التقنية حيث اضحى العالم حارةً صغيرة ، فلم يعد البيت من اختصاص المرأة وحدها، بل حتّمت الظروف والاحداث ومجريات الامورعلى أن يتقاسم ركنا البيت الاساسيّان العمل ، كلٌّ في الامور التي يُتقنها وتحفظ ماء وجهه !!!.
ما زال في جُعبة الوقت أشهر ولم نقطع الامل في أن نرى من تتجرّأ فعلًا وتعلن بالصوت الجهوريّ المرنان :
أريد وأرغب في أن أكون رئيسة للمجلس او عضوًا فيه او في البلديّة ، أريد أن اخدم من منظوري الاموميّ الجميل ( إن صحّ التعبير ).
أريد أن ألوّنَ العمل البلديّ بالحنان والتفاني والعطاء الذي أبذله وأمارسه في بيتي الدافيء.
ما زال هناك وقتٌ و… أمل .
وما زال الباب مفتوحًا ، خاصّةً وأنّنا اليوم نحظى بالمُثقّفات والمتعلّمات والمُحاضرات في الجامعات والكلّيات والطبيبات والمحاميّات و…
ما زال هناك وقت كي ما تحثُّ الهيئات والأطر النسائيّة المحليّة النساء، على طرد عنصر الخوف والتردّد ، وتدعوها الى الإقدام ، فلعلّ وضعنا المتراوح في مكانه منذ سنين طويلة والمُغبّر في بلداتنا يتحسّن بعض الشيء.. نقول لعلّ ! فرغم خصالي التفاؤليّة فإنّني في هذا الامر سوداويٌّ ، كم ارجو ان اكون مخطئًا.
زهير دعيم