في مواجهة تحديات العصر الراهنة
تاريخ النشر: 04/02/18 | 14:00ان نظرة على الواقع العربي الحاضر كافية أن تكشف لنا أن وطننا يواجه تحدي الامبريالية والاستعمار الأجنبي ومخالب الرجعية العربية، وتحدي التخلف المجتمعي.فالاحتلال الاستيطاني العنصري ما زال جاثمًا على صدر الشعب الفلسطيني، والتجزئة والفوضى الخلاقة تسيطر على غالبية الأقطار العربية، بفعل افرازات ما سمي “الربيع العربي”، وبقايا التخلف ما تزال تقيد الأمة العربية وتعطل الكثير من طاقاتها، في وقت يشتد فيه التسابق على التنمية والتقدم.
لقد عاشت أمتنا العربية منذ القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين انبعاثًا حضاريًا، بدأت بيقظة فكرية ما أسرع أن أصبحت ثوزة شاملة لها أهدافها المحددة. وقد تبلورت عذه الأهداف في التقدم والحرية والديمقراطية والوحدة والعدالة الاجتماعية، وذلك من خلال النضال الشعبي الجماهيري، وتحلى الجيل الثقافي والفكري والفلسفي العربي النهضوي بمسؤوليات كبيرة، في شتى مجالات حياتنا، وظهر المثقف العضوي بمفهوم غرامشي، الذي اضطلع بدور هام في نشر أفكار الحضارة والمعاصرة والعقلانية والتنوير، لكن سرعان ما خبا هذا الدور بتعثر المشررع النهضوي العربي لأسباب ذاتية وموضوعية.
ان مشكلات الوطن العربي نابعة من تحديات عصرية حديثة وتغيرات عديدة تواجه أمتنا العربية في عالمنا المعاصر، في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ولعل أهم هذه التحديات الحروبات الأهلية والفتن الطائفية الداخلية، التي تغذيها الامبريالية العالمبة، عدا الانقسامات العربية والصراعات الاقليمية، واستشراء الفساد في النظام السياسي العربي، وفي المجتمعات العربية، وتآمر أنظمة الذل والرجعيات العربية وتساوقها مع المشاريع الامريكية في المنطقة.
ولا ريب أن موقع وطن العرب هو أول عناصر صنع القوة العربية، لو أحسن الانسان العربي التفاعل مع بعد المكان، كذلك فان صنع القوة العربية متوافرة في الأمة العربية، فالمجتمع العربي غني بامكانات التقدم، وان كان ما يزال فقيرًا بانجازاته الفعلية والعلمية، فهو غني بثرواته الطبيعية التي تمثل عنصرًا هامًا في صنع قوته. وتكفي الاشارة الى ثرواته النفطية، وانتاج النفط في الاقطار العربية يقدر نحو ثلث انتاج العالم بأسره.
ان الاستجابة للتحديات التي تواجه شعوبنا وأمتنا العربية تكون بمنابعة النضال والكفاح لتحقيق الأهداف التي بلورها النضال العربي خلال عقود طويلة من الزمن، أهداف الحرية والديمقراطية والتغيير والاصلاح والوحدة والعدالة الاجتماعية والتقدم الحضاري والرخاء الاقتصادي.
لقد تقدمت امتنا العربية ابان عصر النهضة في المرحلة الناصرية، لكنها للأسف لم تبلغ هذه الأهداف، بل أنها تراجعت الى الوراء وفشل المشروع القومي النهضوي العربي.
اذن أهداف النضال العربي واضحة، ومترابطة، وهدف الحرية بما يعنيه من تحرير الأرض الفلسطينية من ربقة الاحتلال الاسرائيلي، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بهدف الوحدة العربية الشاملة بما يعنيه من انهاء للتجزئة، وكلاهما له هذا الارتباط بهدف التقدم بما يعنيه من تصفية للتخلف، وبما يقترن به، وتحقيق أحلام شعوبنا في الحياة الحرة الكريمة العصرية.
بقلم:شاكر فريد حسن