أيها القاتل.. أَيُّ دِينٍ أَيُّ رَبٍّ؟

تاريخ النشر: 05/02/18 | 18:31

(إلى قاتِلٍ عَسى يُفيقُ)

أَيُّها القاتِلُ مَهْلًا.. قَبْلَ تُرْديهِ تَمَهَّلْ

وَتَفَكَّرْ وَتَدَبَّرْ.. وَتَوَقَّفْ وَتَعَقَّلْ

ما الَّذي تَجْنيهِ قُلْ لي.. حِينَما تَقْتُلُ أَعْزَلْ

حينَما تُثْكِلُ بَيْتًا.. كانَ حَتَّى الأَمْسِ مَنْزَلْ

حينَ تُرْدي دونَ حِسٍّ.. عابِرًا لِلـمَوْتِ يَجْهَلْ

أَوْ ضَعيفًا دونَ ذَنْبٍ.. يَكْدَحُ الأَيَّامَ يَعْمَلْ

لِيُرَبِّـي لِصِغارٍ.. ما لَهُمْ إِلَّاهُ مَحْمَلْ

ما لَهُمْ إِلَّاهُ حِضْنًا.. أَمْنُهُمْ فيهِ تَمَثَّلْ

وَيُعيلُ الأَهْلَ حَتَّى.. لا يَذوقوا العَيْشَ حَنْظَلْ

حينَ تُرْدي بِرَصاصٍ.. أَوْ بِطَعْنٍ لَسْتَ تَسْأَلْ

حينَما تُطْلِقُ مَوْتًا.. صَوْبَ وَرْدٍ يَتَشَكَّلْ

وَفَتاةٍ في طَريقٍ .. نَحْوَ بَيْتٍ أَوْ بِمَحْفَلْ

وَعَجوزٍ دونَ حَوْلٍ.. جِسْمُهُ بِالوَهْنِ مُثْقَلْ

أَيُّ دِينٍ أَيُّ رَبٍّ.. زَيَّنَ القَتْلَ وَجَمَّلْ

أَيُّ فِكْرٍ أَيُّ شَرْعٍ.. إِثْمَ قَتْلِ النَّفْسِ حَلَّلْ

إِنْ يَكُنْ قالَ بِهذا .. وَادَّعى شَخْصٌ وَعَلَّلْ

فَهْوَ وَحْشٌ دونَ قَلْبٍ.. وَمِنَ الوَحْشِ مُبَجَّلْ

وَمِنَ الوَحْشِ أَليفٌ.. وَمِنَ الوَحْشِ مُدَلَّلْ

وَمِنَ الوَحْشِ بِزِيِّ الإِنْسِ وَالجِينُ مُعَدَّلْ

لَيْسَ مِثْلَ الوَحْشِ شَكْلًا.. أَوْ مَعَ الإِنْسانِ يُشْمَلْ

جِسْمُ إِنْسٍ، عَقْلُ وَحْشٍ.. وَسِوى ذا لَيْسَ يُعْقَلْ

لَيْسَ يَحْيا دونَ قَتْلٍ.. غَيْرَ دَمٍّ لَيْسَ يَقْبَلْ

أَيُّها القاتِلُ فَاعْقِلْ.. إِنَّما أَنْتَ مُضَلَّلْ

عَقْلُكَ الباطِنُ خاوٍ.. عَقْلُكَ الواعي مُعَطَّلْ

تَقْصِفُ الوَرْدَ بِحِقْدٍ.. إِنَّما بِالـماءِ تَبْخَلْ

كُلَّما أَزْهَقْتَ روحًا.. زَغْرَدَ الشَّيْطانُ، عَنْدَلْ

ما عَلِمْنا غَيْرَ إِبْليسَ بِشَرْعِ القَتْلِ يَحْفَلْ

إِنْ قَتَلْتَ اليَوْمَ نَفْسًا.. فَغَدًا يَثْأَرُ أَثْكَلْ

فَهْوَ دَيْنٌ وَسَدادٌ.. وَكَما تَقْتُلُ تُقْتَلْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة