تكفرسوا يا عرب
تاريخ النشر: 10/02/18 | 19:10هل من قبيل المصادفة أن قال الروائي الراحل اميل حبيبي:”تكفرسوا يا عرب”..!!
نعم، ليس مصادفة، فكفر ياسيف هي اللؤلؤة الثمينة، ودرة وتاج مدننا العربية في وطننا الغالي، وتاريخها النضالي والكفاحي والحضاري يشهد على ذلك.
فكفر ياسيف أول قرى فلسطين التي أقيم فيها أول مجلس محلي، واول سوق تجاري كان فيها، وقد أمه جميع سكان فلسطين.
وأهالي كفر ياسيف من اوائل الذين قاوموا مشاريع ومخططات الترحيل والتشريد السلطوية. وقد تشبثوا بالأرض وثرى الوطن، وتصدوا بكل صرامة وعناد وصلابة الحكم العسكري البغيض.
وكان رئيس مجلسها طيب وخالد الذكر يني يني من طلائع مؤسسي الجبهة الشعبية ورئيسًا لها.
وتعد مدرسة يني الثانوية في طليعة المدارس المتقدمة التي خرجت آلاف الطلاب الذين أصبحوا من خيرة الاكاديميين والمثقفين والمبدعين، فمنها تخرج سعود الاسدي ومحمود درويش وسالم جبران ومحمد علي طه وأحمد سعد وغيرهم الكثير الذين لا يمكنني أن احصيهم وأذكرهم في هذه العجالة.
وكفر ياسيف هي الوهج الوطني النضالي المنبعث منها على بقية قرانا ومدننا، وامتتازت بالوحدة والروح القومية والانتماء الصادق الحقيقي.
ومن بطن كفر ياسيف خرج نمر مرقس وأحمد الحاج وسليم مخولي وبطرس دله وابراهيم مالك ومنير توما وجوزيف شويري وحبيب زيدان شويري وجميل لبيب خوري ومنير توما ونايفة عوض وأسامة ملحم ، والفنانة أمل مرقس، والقائمة طويلة جدًا.
ومن مثل كفر ياسيف في العطاء والعمل التطوعي التبرعي، التي شهدت في الماضي أعراس ومخيمات العمل والكدح والتضحية.
وهي مفخرة الشعراء وأجمل القصائد ودواوين الشعر وأعذب الأغاني التي طالما غنت لها ابنتها العزيزة الفنانة والموهبة النادرة، صاحبة الصوت المخملي العابق بشذا زهور الجليل، أمل مرقس.
وكانت كفر ياسيف قد احتضنت مهرجانات الشعر، التي كان يشارك فيها شعراء الشعب، وكان قد أتاها الشاعر الراحل راشد حسين يومًا، قادمًا من مصمص عروس المثلث، هاتفًا:
اليوم جئت وكلنا سجناء
فمتى أجيء وكلنا طلقاء
يا كفر ياسيف اردت لقاءنا
فتوافد للقائك الشعراء
أسرى بهم كرم الجليل فأقبلوا
فكان ليلتهم هي الاسراء
وأنا أتيت من المثلث حاملًا
همًا له في خاطري ضوضاء
ويشهد الجميع للقائد والمناضل الفذ ورئيس مجلسها المحلي خالد الذكر نمر مرقس(أبو نرجس)، الذي ترك بصمات واضحة وكبيرة على نضاليتها وكفاحيتها ومسيرتها ووحدتها وتآخيها، وكان مثال التضحية والفداء والعطاء والوفاء لقيم الشعب، وسعى الى ازدهارها وتطورها العصري، وفي زمانه تجلت وحدة الكفارسة بأبهى صورة.
ولكن المؤسف أنه في السنوات الأخيرة سادت كفر ياسيف أجواء وغيوم سوداء، وتردى الوضع الاجتماعي، وثمة تباعد بين الأهل، والبعض فقد البوصلة، ويحاول بل يسعى الى جر البلد الى ما لا يحمد عقباه، وطغت المصلحة الشخصية على العامة، ولذلك فحذار يا أهلنا في كفر ياسيف من الوسواس الخناس، وحافظوا على بعض يا أهل العزة والاباء والكرامة، ويا أهل الثقافة والعلم، وأصحاب الوعي، وانفضوا الغبار عن وجه بلدكم وبددوا الغيوم السوداء الحالكة، وصونوا وحدتها، واعيدوا دورها الوطني والنضالي والثقافي، بعيدًا عن الأنانية والحزبية والطائفية والعائلية والفردية، وصونوا كفر ياسيف الماضي والحاضر والمستقبل، لنبقى نردد ونهتف اعتزازًا وفخرًا بكم”تكفرسوا يا عرب”..!!
بقلم:شاكر فريد حسن