الحصرم يرنو إلى الشّمس
تاريخ النشر: 10/02/18 | 18:28( انطباع من امسيّة اشهار كتاب ” نوم الغزلان ” للاديب محمد علي طه )
كانت أمسيّة جميلة ، نابضة بالحياة ، عابقة بالمحبّة ، تقطر أدبًا وتُراثًا وذكرياتٍ وفلسطينيّات ، غمرها القائمون على جمعيّة السّلام – عبلّين ، بالبسمات تارّة والأريحيّة أخرى والترتيب والتنسيق ثالثةً ، فتمتّع العشرات بل قُل المئات بشذى اشهار كتاب ” نوم الغزلان ” للكاتب الفلسطينيّ ، الميعاريّ ، العبلّيني في روحه : نسيبنا الكاتب محمد علي طه فأعادنا الى الزمن الجميل ، وزرعَ ربوعنا أملًا وصعترًا ورجاءً يقول: أن الحياة مستمرّة رغم الظروف القاهرة والظلم ، فهناك كوّة أمل ووميض نور يظهر من خلف التلال والافق البعيد، وأنّ العين المُفتّحة تراقب وترقبُ الفجر القادم على السّحاب، وعلى أكفّ الريح وخيوط الشّمس.
مساء كوْكبت فيه بوهج وجمالية وعبق الحروف الدكتورة والاديبة راوية بربارة والدكتور والناقد الجميل رياض كامل ، ولوّنه الفنّان حسن طه وأداره بجدارة الصحفي عبد الحفيظ طه.
كانت المحبّة تسكن هناك في قاعة جمعيّة السلام الخيرية – عبلّين كما سكنت قبل اسابيع في ذكرى ميلاد السيّد المسيح.
حقًّا ، كانت القاعة تتنفّس إخاءً وتسامحًا وأدبًا وشعرًا وذكريات…. كان الكتف الى جانب الكتف ، الكتف الفلسطينيّ ؛ العبلّينيّ الجميل الواحد ، يتقلّد الانسانيّة وسامًا .
غصّت القاعة فرفعنا رؤوسنا شَمَمًا ، فكم كنت أقول أنّ العبالنة _ الّذين كنّا سبّاقين في الأدب والشِّعر – فَتروا ، بردوا ، تجمّدوا ، تخلّوا عن الحرف الجميل والهمس الرّاعش ، ولكن وللحقيقة أقول : لقد عادوا من خلال هذه الجمعيّة الجميلة بأطيافهم والوانهم ؛ عادوا مع نسيبنا الميعاريّ الجميل يرقصون على وقع القوافي واغرودات القصّة وفوح الذكريات … عادوا ليقولوا : لن تُفرّقنا كل العثرات في الطّريق ، سنكون على ” قد” التحدّيات وسنزرع هذه البلدة الجميلة المتجليّة على خدّ الجليل ، سنزرعها قمحًا وصعترًا وفلًّا وقصائد شِعر تحكي عنّا ، وتذهب بعيدًا لتخبر هناك في كلّ النواحي ومفارق الطّرقات أنّ عبلّين تعيش اليوم بأبنائها البررة حياة المحبّة والرغد والأمل المُزنّر بالرّجاء ، وأنها تنظر الى الافق البعيد، وهي تعلم أن غيمة بقدر الكفّ قد تُضحي عاصفة تُغرق بلادنا بزخّات الخيرات والامنيّات الحالمة.
.. كنتُ هناك وتمتعت وأنا أرى هذا الميعاري الجميل والقاصّ والاديب المتواضع محمد علي طه والذي حفر في الصّخر وخطّ على جبين البلّان والقندول قصائد عِشق.
رأيته وسمعته يحوك من خيوط التفاؤل معطفًا ذكّرني بجوجول و ” سبعون” نعيمة
كانت امسّية يصعب ان ننساها ، امسيّة شُباطيّة دافئة جمعت الأحبّة وما أكثرهم حول مائدة دسمة فخرجوا كلّهم : الأديب والطبيب والمحامي والمعلّم والتاجر والعامل والفلّاح ؛ خرجوا والدفء يلفّهم والأمل ” يتعرّبشُ” من جديد على دالية عبلّين ، لتخضرّ من جديد ، ولينظر حصرمها ويرنو بعين الامل ” لعين” الشّمس وكأنّي به يقول : لوّحيني ، فأنا أرغب أن أصبح عِنبًا !!!
زهير دعيم