غُل وأغلال وغلال : لَقَّموه الهزيمة وهضموا حقوقه..
تاريخ النشر: 14/02/18 | 13:44بادئ ذي بدء لا بد من القول ان الكثيرون في العالم العربي لا يدركون مدى الضرر الهائل اللذي لحق ويلحق بالشعوب جراء الخيانات الوطنية والتعاون مع الاعداء والغزاة المحتلون لهذا البلد او ذاك وكثيرون ايضا من بين صفوف الشعب الفلسطينى لا يدركون تمام الادراك مدى الضرر الوطني الهائل الذي الحقة بهم محمود عباس وجماعتة حين اعتبر هؤلاء الجاسوسية والتنسيق الامني مع الكيان ” مصلحة قومية وطنية فلسطينية” الى حد الدفاع عن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والوشاية بالمقاومين والمشاركة موضوعيا ولوجستيا في تصفية هؤلاء كما جرى مؤخرا للشهيد احمد جرار اللذي اغتالتة قوات صهيونية بعيون فلسطينية…الناظور المثبت على البندقية اللتي اردت جرار شهيدا كانت عيونة وعدساتة فلسطينية بالمعنى اللوجستي والموضوعي والحبر اللذي استعملة ترامب في كتابة ” ورقة” اعترافة بالقدس كعاصمة للكيان كان مصدرة عربيا والى حد لايستهان بة فلسطينيا.. الخيانة والتقاعص والفساد كلها مجتمعة كانت بوصلة او بوصلات وجَّهت الاحتلال والاستكبار نحو قضم المزيد من الاراضي العربية والفلسطينية بما فيها القدس العربية..نعم.. الخيانة وثقافة الراتب والمصالح الشخصية والتبعية, جعلت من العالم العربي كرة يتلاقفها كل العالم ليسجل بها كل من هب ودب اهداف لا تعد ولا تحصى في مرمى الشعوب والاوطان العربية, والخيانة هي نفسها التي تحولت الى مجرد وجهة نظر اطاحت بالشعوب وجعلتها ترضخ لشروط احتلالات متعددة منها الداخلي ومنها الخارجي لا بل جعلتها ترضخ لشروط القتل والتشريد واللجوء في كل اصقاع الدنيا ..
مؤسف القول انه بدلا من ان تثور الملايين وتحقق اهدافها بالانعتاق والتحرر من الاحتلالات والدكتاتوريات صارت وتحولت الى ملايين اللاجئين في الوقت اللذي ما زال فية احدا ما يحدثنا عن معسكر ” المقاومة” واخر يحدثنا عن” المهادنة” والسكاكين ترقص رقصة الموت الاخير على رقابنا والقنابل تمزق اجساد اطفالنا وتدفنها تحت انقاظ مدننا و قراننا في الغوطة والموصل وغزة وصنعاء وبنغازي والقائمة الطويلة من الضحايا والدمار الهائل اللذي لحق بنا بحجة ” محاربة” الارهاب وكأن هذا الارهاب الحاصل في فلسطين منذ عقود ليس ارهابا ولا كونة اب وام كل اشكال الارهاب في عالمنا العربي الموبوء بوباء الخيانات التي وضعتتنا في سلم ” الدونية” واخر درجات السلم الانساني عالميا واقليميا.. نعم يا سيداتي سادتي الخيانات”جمعا” والدكتاتوريات الحقت بنا اشد الهزائم وجعلتنا “فئران” تجربة لكل انواع الاسلحة واشد انواع الاحتلالات والاستكبار الى حد اننا نتحدث عن النصر على ” داعش” بلسان امريكي فاشي قام بتدمير الموصل ثاني اكبر المدن العراقية على راس اهلها وحولها الى مقبرة جماعية تفوح منها رائحة الموت من على بعد قارات..نعم قارات وليست امتار عدة..ما زالت مئات الجثث وقد تكون بالالاف تحت الانقاظ في الموصل المدمرة بالكامل وذلك بالرغم من انتهاء العمليات العسكربة منذ اشهر طويلة..على من انتصرت امريكا وحلفاءها؟ على داعش ام على الموصل والمدنيين والاطفال العزل… 15 ألف طفل مفقود في الموصل بعد انتهاء المعارك ، تتراوح أعمارهم بين شهر و17 عاماً من مختلف مكونات مدينة الموصل؛ سُنةً وشيعةً وشبكاً ومسيحيين وأيزيديين..نعم قرأت صحيح:15 الف طفل مفقود والاف القتلى وتدمير الموصل دمار شامل وكامل..!!
هنا وهناك في بلاد الرافدين وبلاد الشام وبلاد اليمن السعيد وبلاد عمر المختار تَّحول العمار الى دمار ومقابر جماعية ولم يعد احد يهتم بعدد الموتى ولا احصاء الجثث.. الف الفين.. مليون مليونين جثة.. جثث عربية ملقاة تحت الانقاض وعلى رصيف الشوارع وفي اجنحة المستشفيات التي يتقاسم فيها الاحياء والاموات عذابات الموت المتشظي بشظايا القنابل والرصاص من العيار الثقيل.. لايجوز قتل العربي برصاصة رحمة فهو لايموت الا عبر الرشاسات الثقيلة وقنابل وصواريخ الموت القادمة من السماء والارض اللتان اطبقتا كماشة الموت على عنق العربي.. موت فردي .. موت جماعي… موت عائلي…موت مدن كاملة.. موت دول كاملة..موت اوطان..موت شعوب..موت تاريخ.. هل امنت كعتربي او صدقت كمسلم او مسيحي ما سمعتة اذانك وشاهدتة عيونك : ان يأتي كلب مارق ويمنح القدس بجرة قلم لكيان غاصب ثم يقول لك لم “اكن وحدي” والعرب راضون عن قراري لابل شاركوني في اتخاذ هذا القرار.. القدس ليس لكم وقد قمنا با زالتها من على طاولة المفاوضات؟… ما ذا تبقى لكم : هذا الشرتوح المبطوح محمود عباس الذي الحق كل اشكال الضرر بالشعب والوطن الفلسطيني وصار ملحقا من ملحقات الاحتلال لابل صار جاسوسا ومخبرا في وضح النهار لهذا الاحتلال وهو حرامي القدس وثالث الحرمين وفلسطين كما هو حال حرامي الحرمين الشريفين الداعم الاول لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة الكيان وعن ساقط بلاد ارض الكنانة ومصر العروبة فحدث بلا حرج فهذا الاخير كلب امريكي صهيوني ينهش في لحم الشعب المصري ويقتلة ليلا نهارا وهو على استعداد ان يتنازل ليست فقط عن القدس لابل عن كامل مصر من اجل البقاء على الكرسي وطلب رضاء وود امريكا والكيان الصهيوني.. يحارب الشعب المصري ويدمر مدنهم وقراهم في سيناء ويتغاضى عن خطر عطش مصر القادم لا محالة بسبب انشاء سد النهضة الاثيوبي على النيل واقتطاع كمية هائلة من حصة المياة المخصصةل 100 مليون مصري..!!
ما هذا الاستبغال؟ ماهذا الكذب؟.. كل هذا الذبح الجماعي والفردي والدمار الهائل ينصهر ويذوب في داخل بوطقة محاربة “الارهاب”؟!.. ماهذه الدعاية الرخيصة؟.. ما هذا الاستهتار بعقول الناس؟… كل هذة الاحتلالات في سوريا و ما زال البعض يتحدث عن معسكر ” المقاومة والممانعة”؟.. كل هذه المعسكرات الامريكية والروسية والغربية في العراق وسوريا وكامل الوطن العربي والحديث ما يزال يدور عن دول عربية مستقلة!… حتى الصاروخ الذي يطلق على الطائرات المعادية التي تدوس حرمة التراب العربي يوميا يحتاج الى اذن مسبق من روسيا او امريكا!, لكن اذا تعلق الامر بذبح الشعب اليمني وتدمير اليمن شعبا ووطنا,فالامر ياخذ منحى اخر حيث تصبح كل مخازن الاسلحة وكل اشكال وانواع وشتى الاسلحة في العالم متاحة للنظام السعودي الفاشي التي تقوم طائراتة وطائرات مرتزقة امريكا بحرق اليمن وتجويع نساءة واطفالة… الحوثي وايران وكل هذة المصوغات تُختلّق لتبرير جريمة وجرائم حرب ال سعود وحرب امريكا على اليمن.. حرب فاشلة وتخطيط فاشل وما زالت تفاصيل الجريمة مستمرة على منوال ومنطق تدمير مدينة كاملة من اجل قتل حفنة مقاتلين من الحوثيين او داعش او غيرهم من فصائل وميليشات فاعلة في العالم العربي…. الجوع والامراض الفتاكة تفتك بملايين اليمنيين بسبب حرب غلمان الرياض وابوغبي العبثية..!
ليس هذا فقط .. وصل الاستهتار بالعقل والدم العربي الى حد انة نفس المجرم ونفس الشخص يقوم بتصفية وقتل عشرات الليبيين في بنغازي وليبيا امام الكاميرات ويعود ويكرر الجريمة بحق اخرون رغم انة متهم بارتكاب جرائم حرب ومطلوب للمحكمة الدولية؟..الغرب عندما يشاء يحتل دول ويسقط رؤساءها تحت حجج واهية وكاذبة كما جرى في العراق و في الوقت نفسة هذا الغرب لا يستطيع القبض على محمود الورفلي الذي يقوم بارتكاب جرائمة على الملأ!..معقول هذا؟.. طبعا لا والحقيقة ان الورفلي في ليبيا وابوعزرائيل في العراق وغيرهم الكثيرون من المجرمون في العالم العربي يقتلون ويحرقون الناس بدعم غربي وعربي متكالب على الشعوب العربية.. الطغاة العرب والامبريالية الغربية والروسية رسخوا معادلة : اقتل العرب كما تشاء بدون حسيب او رقيب ولن يحاكمك احد على جرائمك!.. هذا النهج وهذه المعادلة طبقهما الكيان الغاصب في فلسطين منذ نشأتة وحتى يومنا هذا عبر ارتكاب ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني وارتكاب ابشع الجرائم بحق قطاع غزة المحاصر منذ عقد من الزمن, دون ان يُقَّدم واحدا وحيدا من هذا الكم الهائل من المجرمين الى المحاكمة او المحاسبة لارتكابة جرائم بحق الشعب الفلسطيني؟..الغرب والطغاة العرب مرًّروا معادلة قدسية الدم الصهيوني والغربي واباحة الدم العربي لكل من هب ودب..سوريا مثال حي على هذه المعادلة : كل طائرات جيوش العالم تشارك في قتل الشعب السوري الى حد ان الروس يتباهون علنا بتجربة اسلحتهم الجديدة والفتاكة على اجساد الشعب السوري؟؟..عدد اللاجئين السوريين تجاوز ال5 ملايين لاجئ و ما زال النزوح من جحيم الحرب مستمر والانكى ان سوريا اليوم مقسمة كمناطق نفوذ بين قوى الاحتلال وعلى راسها روسيا وامريكا وتركيا وايران….
الاعلام العربي البائس والبلاطي ساهم هو الاخر في تقسيم وتدمير العالم العربي… ظاهرة فرق “المفكرين والمختصين” المنتميين لهذة الفضائية او تلك واللذين يظهرون ع شاشات التلفزة اما لتبرير جرائم الانظمة او لتمريرها دون اخذ موقف منها.. غاب المثقف الثوري العربي القومي وحضرت جيوش الانتهازيون والمنتفعون من مثقفي ابراج العاج و”قبائل” الفضائيات واللافت للنظر هو تسويق وتمرير وسائل الاعلام العربي لما تطرحة الصحافة الاسرائيلية دون اي تحميص ا وتعليق وللمثال وليس الحصر حاولت وسائل الاعلام الاسرائيلية مؤخرا تمييع كيفية اسقاط الطائرة الاسرائيلية حتى لا تُحسب كانجاز للدفاعات الجوية السورية وهذا التمييع والتقارير نُقلت من الصحافة والمواقع الاسرائيلية حرفيا الى وسائل الاعلام العربية.. عرس بغل اعلامي عربي هدفة تشوية الحقيقة وتشويش الوعي العربي..!!
الواقع العربي في الوقت الراهن امَّر من مر و لا خيارات تحرر مطروحة في الافق.. الانظمة تزداد تبعية وهمجية ودموية والمثقفين مسقفين بسقف هابط مفصل على مقاس هذه الانظمة ووسائل اعلامها التي تزيد غل العربي وتشد الاغلال حول عنقة و لسان حالها يقول ما فهمناة واستوعبناة في اطار حراثة وتحنيط العقل العربي.. : صة يا عربي .. لقمناك ولَقَّموك الهزيمة وهضموا حقوقك وقالوا لك هذه سنة الحياة؟!..مُت في اوطانك تحت الانقاظ اومُت في عرض البحار هاربا من جحيم الحرب والدمار… ويبقى السؤال مفتوحا : من سينقذ العرب ويخرجهم من الحروب ويحررهم من الاغلال ويعيد خيولهم الى مرابطها معززة ومكرمة؟..كل هذا اللذي سردتة اعلاة وما زلت اشعر بالغل والاغلال تحفر جداول الدم النازف في الجسد العربي… لا.. هذة ليست سنة الحياة…. نعم للحياة بكل جداولها وسهولها وجبالها وبحارها وانهارها..عصفور يغرد والسرب يردد..غردوا للحرية وعَّمدوها بالنضال واكسروا الاغلال.. حصاد غلال الحرية..حلم الفجروالغد القادم..صباجكم حرية!!
د.شكري الهزَّيل