ندوة عن الفلسطينيين بالداخل بجامعة لندن
تاريخ النشر: 16/02/18 | 12:40نظمت جامعة لندن هذا المساء ندوة بعنوان ” المواطنون الفلسطينيون في اسرائيل بين الاجندة المحلية والدولية ” بمشاركة المحاضر بالعلوم السياسية البروفيسور اسعد غانم والكاتب الصحفي الزميل وديع عواودة والباحثة الناشطة سناء كنانة والمحامي في مركز عدالة أمجد عراقي أدارها الصحفي البريطاني دكتور ايان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في الغارديان ومحاضر ضيف في كلية الاقتصاد والسياسة( lse) في جامعة لندن. افتتحت سناء كنانة الناشطة والباحثة الفلسطينية ابنة مدينة طمرة المقيمة في لندن الندوة وقدمت موجزا عن بحثها في معهد ميتڤيم للسياسات الخارجية الإقليمية واطروحة الماجستير حول الصوت الخافت للفلسطيننين في اسرائيل(17%) بالعالم. ونوهت كنانة الى ان فلسطينيي الداخل يمتنعوا عن الانخراط بالسياسة الخارجية الرسمية لدولة اسرائيل لأسباب وطنية وأيدولوجية ويستثمرون جهودهم في مجال العلاقات الخارجة المستقلة التي يقيمها أعضاء الكنيست العرب وجهات تمثيلية غير حكومية اخرى.واستعرضت تجربة الفلسطينيين في اسرائيل حتى الان وتوقفت بالتحليل عن أسباب ضعف الأداء السياسي والاعلامي في العالم. كما أشارت الى دور القائمة المشتركة، الى جانب جهود مؤسسات المجتمع المدني، في احداث تحولات هامة في العلاقة مع الدولة خصوصا خطة ٩٢٢ ودورها في توجهات جديدة للعالم اخرها لقاء في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسيل واللقاء مع منظمة التنمية والتعاون الدولية (OECD) داعية للمزيد من التفكير والتخطيط لوضع الاقلية الفلسطينية في اسرائيل على خريطة العالم.
في مداخلته تحدث الأستاذ اسعد غانم عن الصراع وعن المسيرة التاريخية للفلسطينيين في اسرائيل وعلاقتهم بها وبشعبهم. من ضمن ما قاله في محاضرته أشار لأهمية وضع قضايا الفلسطينيين في الداخل على الساحة الدولية نتيجة لثلاثة تطورات جدية تمت في العقد الأخير. منوها الى ان الاول يتمثل بانهيار العملية السلمية وانسداد أفق الدولتين ووصول الحركة الوطنية الفلسطينيية الى مأزق داخلي وخارجي في ان. اما الثاني فهو صعود اليمين المتطرف وتغوُّله في الأستيطان والتمييز وقوننة التفوق العرقي . وأضاف ” هنا من المهم الإشارة الى ان اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل برعاية لجنة المتابعة العليا ( الهيئة التمثيلية السياسية للمواطنين العرب ) يضع هذا الموضوع على راس سلم أولوياتنا”. والحدث الثالث براي غانم هو ازدياد ثقة الفلسطينيين في الداخل بنفسهم وازدياد قوتهم. مشيرا الى ضرورة خلق شراكات مع مؤسسات شعبية ورسمية في العالم تدعم المواطنين العرب وتكون رادعة لإسرائيل وحكوماتها خاصة في ظل استمرار التخطيط والتنفيذ لنزع الشرعية عنهم وعن مواطنتهم. كما اسار غانم الى حيوية دراسة تجارب أقليات وطن اخرى مثل الكويبك في كندا وتجربة الأقلية المسلمة في مقدونيا.
وفي مداخلته توقف الصحفي وديع عواودة عند دور الإعلام العالمي في تدويل صوت المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل وهو ما زالت صوت خافت رغم مرور سبعين سنة على فقدان الوطن وبداية المواطنة في اسرائيل. وقال انه في ظل عدم معرفة العالم الكافية عن ابناء الأقلية الفلسطينية في اسرائيل مقارنة بأقليات وطن اخرى فأنها تستغلهم أحيانا كورقة دعائية بأشكال مختلفة للحديث عن الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وعن ” الفيلا داخل الغابة ” وعن الأقليات وضمان حقوقهم السياسية والدينية. وتابع” في مرات كثيرة تستغل وجود نواب عرب في الكنيست لإيصال رسالة للعالم حول ” تسامحها وديموقراطيتها ” رغم أنها تقوم على الأرض بإقصائهم ونزع شرعيتهم ومعارضة انضمامهم للإجماع القومي ولصناعة القرار وترفض مشاركتهم بالحكومة. واوضح عواودة أن
هناك عدة أسباب تتعلق بجهات مختلفة خلف بقاء صوت المواطنين الفلسطينيين غير,مسموع في العالم. من هذه الاسباب أهمال المواطنين العرب الجبهة الخارجية تاريخيا منذ صدمة 1948 وفرض الحكن العسكري حيث اعتبر ان الخروج للعالم هو استعداء لإسرائيل وتحد لها. كما أشار لتأثير سياسات الأسرلة والاحتواء التي لعبت دورا بتكريس أجندة محلية فقط. علاوة على تشتت الفعاليات السياسية العربية في إسرائيل أيديولوجيا وسياسيا وتغليب الأجندات والولاءات الحزبية مما أدى لعدم بلورة استراتيجية سياسية تشمل أيضا تدويل بعض قضاياهم. كما أشار لميول الغرب للتركيز على الصراع الكبير وعدم الاهتمام بقضايا المواطنين العرب في إسرائيل وربما تأجيلها لما بعد تسوية القضية الفلسطينية. وهذا برأيه احد عوامل السكوت على عمليات تهويد الدولة وعلى تشريعات غير ديموقراطية أخرى زادت بشكل كبير منذ عاد اليمين للحكم في 2009 داعيا الصحافة الغربية لزيادة اعتنائها بقضية فلسطينيي الداخل كاقلية وطن قومية ما زالت تعامل كعدو وطابور خامس وتناضل من اجل انتزاع مختلف حقوقها المسلوبة كالحق بالتخطيط والبناء والماوى وصياغة مضامين التعليم وميزانيات الحكم المحلي وغيره.
وفي الندوة التي فتح الباب امام الجمهور الأجنبي بأغلبيته لتوجيه الأسئلة أشار عواودة لوجود مبادرات فردية وغير منظمة وغير كافية تتم منذ سنوات قليلة هي بالأساس نتيجة تفاقم تضييق الخناق على المجتمع العربي في ظل هوس يهودية الدولة واستشراء التحريض الرسمي والشعبي. وتابع عواودة “لا شك أن تشكيل القائمة العربية المشتركة زاد من ثقة السياسة العربية بذاتها ودفع العالم للتنبه لنا نتيجة ارتفاع قوة تأثيرنا السياسي”. وهذا دفع جهات سياسية وإعلامية دولية للاهتمام بقضايانا ومع ذلك أكاد أقول إن الإعلام العالمي بحث عنا أكثر مما بحثنا عنه.ومن اجل رفع صوت المواطنين العرب في البلاد اشار للحاجة ببلورة خطة سياسية ثمرة عمل جماعي أولا تكون الأدوات الإعلامية جزء منها وبناء شبكة اتصالات مع مؤسسات سياسية دولية ومع الاعلام العالمي. مؤكدا على امتلاك القدرات الكافية لذلك من خلال تعاون الطبقة السياسية مع الجمعيات الأهلية المعنية. منبها لأهمي أن يتقن مندوبو المواطنين العرب في إسرائيل لغة الحقوق المنتشرة أكثر فأكثر في العالم اليوم واستخدام لغة المواطنة وخطاب الحقوق.
أما المحامي أمجد عراقي فاوضح في محاضرته انه من إهم القضايا الجديرة الخاصة بالفلسطينيين بالداخل تتعلق بمحاولات تشتيت وجودهم واقصائهم عن المكان. منوها لما يجري حاليا في النقب كاستمرار لسيرورة بدات في نكبة ١٩٤٨ واستمرت كمركب اساسي في المؤسسات الصهيونية والاسرائيلية تجاه الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر. معللا بذلك بالاشارة لسياسات اسرائيل ذاتها في الضفة الغربية . مقارنا بين ام الحيران في النقب وبين سوسيا في جبل الخليل معتبرا ان المشكلة تكمن بالصهيونية وممارساتها دون فارق جوهري بين هنا وبين هناك. داعيا لتوحيد الصفوف الفلسطينية والاوساط الداعمة لهم من أجل تشكيل جبهة لمناهضة الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الفلسطينية.