عرض مسرحية “عائد الى حيفا” بكفرقرع
تاريخ النشر: 18/02/18 | 22:28تحت رعاية المحامي حسن محمد عثامنة ووزارة الثقافة واشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفر قرع المحلي تم عرض مسرحية “عائد الى حيفا” وهي رائعة الاديب المناضل غسان كنفاني ابن مدينة عكا واخراج المبدع مكرم خوري ومن تمثيل الفنان الكبير سليم ضو والفنان خالد عواد، الفنانة ميساء خميس عموري، الفنانة لبنى بقاهي، الفنان صبحي حصري والفنان ميلاد مطر.وكانت في استقبال الجماهير مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية السيدة مها زحالقة مصالحة التي رحبت بالحضور القطري من كفر قرع وكل البلدان المجاورة، ام الفحم، عارة عرعرة باقة الغربية والطيرة الطيبة وبرطعة وغيرها من البلدان التي قدمت للمشاركة بأجمل اعمال المبدع غسان كنفاني.وقد افتتح العرض بوقوف الجمهور المشارك الذي نشد موطني لإبراهيم طوقان والحان محمد فليفل سوية لتشرئب الاعناق وتصدح الحناجر والاصوات.
ومن ثم افتتحت العرض مديرة قسم الثقافة مشيرة الى المكانة الكبيرة للأديب غسان كنفاني في مأسسة الذاكرة الفلسطينية، وهو الذي اختزل كبرياء القضية الفلسطينية برواياته الصادقة بنت الواقع. وقد جاء في كلمتها: “ما اصعب قرصنة الواقع وعبرنة الاسماء وتهويد الوجود وتشويهه. يعود سعيد وصفية لبيتهما ليجداه مسلوبا كما سلب ابنهما خلدون وهنا حرب المواقف الغير اعتيادية،لا يمكن قراءة الأدب الفلسطيني دون الوقوف عند هذا الهرم الأدبي، المبدع غسان كنفاني حتى غدا اسمه رديفًا للقضية الفلسطينية، أمثال درويش وسامح القاسم في الشعر وغيرهما، كان كنفاني بذكائه المتميز يجسد القضية في شخوص، ويقف وراءهم وينطقهم بما يريد، غسان كنفاني كان أسطورة فعلًا، استطاع من خلال أعماله الرائدة أن يخلد اسمه بين أساطير الأدب الفلسطيني، وذلك نظرًا لقدراته الإبداعية، في نقل القضية من مواقف وكلمات، إلى شخوص وأرواح تعيش حتى تجعل القارئ يعايش الحدث وكأنه شاهد عليه. ألم الفراق وحلم العودة، فراق لم يكن من جنس ما نعرف بل كان فراقًا خاصًا، ربما لا يستطيع الواحد منا استشعار هذا الإحساس ما دام لم يجربه، إنه فراق الوطن، يعني فقدان الهوية، وفقدان الذاكرة ليست هذه الذاكرة المؤقتة التي نحملها في قلوبنا، بل تلك الذاكرة الجماعية التي بقينا نسجل فيها أحداث تاريخنا منذ الأزل، في لمحة البصر نصبح مشردين عبر البحر، عابرين نحو المجهول، لا نعرف ما وجهتنا ولا ما ينتظرنا، بينما من كتب عليهم الشتات، يصبحون بمأوى ونحن نصبح مشردين”.
ولمدة ساعة من الزمن فقد استمتع جمهور الحضور بعمل فني قمة في رقي الاداء نقصته الروح اللاذعة التي ميزت كنفاني رغم عظمة الفكرة الجليلة، الا ان النقاش حول حق العودة واللوم حول عدم النضال باسترجاع الارض والولد كان فيه ما لا يشبه روح كنفاني بوضوح كبير. ولكن هذه التساؤلات من شأنها تعزيز الانتماء وحب الوطن.من جهته فقد اعرب المحامي حسن محمد عثامنة عن سعادته بنجاح العرض وهذا الحضور القطري المميز الذي يؤم المركز الجماهيري الحوارنة من اجل الاستفادة من الاعمال الثقافية الناقدة والاستمتاع بها، مؤكدا ان كفر قرع تسعى جاهدة الى التميز في كل ميادين العمل الميداني والثقافي والبنيوي على اختلاف انواعها ومساقاتها. واشار الى الفراغ الكبير الذي تركه غسان كنفاني برحيله واكد ان في رواية كنفاني “عائد الى حيفا” وهي الاكثر تميزا بين رواياته، تكثيف كبير وتدقيق في المعنى، يستعمل الرموز ويجيد لغة الإشارة، لخص الموقف واستعرض الآراء. ووجه رئيس المجلس المحلي نداء لطلاب المدارس بالمطالعة والتمسك بقراءة الروايات التي توسع مدارك الابداع والتميز لدى طلابنا لانهم يستحقون الافضل دوماً.