لَكي في عيدكي
تاريخ النشر: 23/02/18 | 11:00اذا دخلت مرّة مواقع التواصل الاجتماعيّ اخي القارئ، فستجد العَجب العُجاب، في هذا الزّمن الذي ” يزخر” بشهادات الماجستير والدكتوراه.
شهادات نعم، وفي غالبها كما قال لي أحد الذين لا يعملون ويقبضون من البطالة : ورق بدون عَرَق” .
أقول في غالبيتها ( وأقصد في اللغة والادب)، فهناك فعلًا من ربط ليله بنهاره ودرس ومحّص ونقّب واجتهد وفاز بالشهادة عن جدارة واستحقاق .
قد تقول : كيف لي السبيل الى الفحص والاستقصاء ؟
أقول : ” بسيطة ” اذهب الى مواقع التواصل الاجتماعيّ فستجد ” “البلايا” (البلاوي) من معلّمين ومعلّمات ومثقّفين يكتبون :
لكي : ويقصدون بها لكِ
إليكي : اليْكِ
ومثلها العشرات … بل هناك من دعاني لقراءة تغريدة كتبتها مُفتّشة لمعلّماتها تقول فيها : اعملي ( اجري) محادثتًا !!!!! اضافة لثلاثة اخطاء في سطرين ونصف.
هذا غيض من فيض ، بل صفر من مئات ، ناهيك عن استعمال العاميّة والوقف لا التشكيل منادين بالمقولة : ” وقّف تسلم” .
نعم نادرًا ونُدرة ما تجد من يكتب او تكتب باللغة الفصحى ، وان كتب او كتبت فستجد اللغة مُكسّرة ، مُهشّمة تصرخ فيها الهمزة مستغيثة : الحقوني ، ارحموني، ادرسوني واعرفوني.
ماجستير ودكتوراه حتى في اللغة العربيّة والاخطاء تصرخ الى السماء ، في حين ان الماضي الجميل كان يقول الشيء غيره ، فلقد رفلت اللغة آنذاك بسربال الربيع البهيج ، ورقصت المعاني على وقع همس الاحاسيس المُرهفة وشذى فوْح الحرف النابض بالحياة، وما كان في بلداتنا وقتها ماجستيرًا واحدًا !
ماذا حدث يا ترى ؟
ببساطة متناهية أقول : لقد طلّقنا الكتاب والمطالعة والثقافة ، وأضحت الساندويشات والنكات والتغريدات البسيطة هي ما نطمح له ونريده ،فبالكاد ما تجد من يقرأ كتابًا من معلّمينا ، ولو سألت احدهم أو احداهن عن آخِر كتاب طالعه فستجد التلعثم والتاتأة والفافأة هي هي الجواب .
فكيف نعطي يا سادة ونحن لا نملك ؟!!
وكيف نزرع في اطفالنا حُبّ الكتاب ونحن لسنا بقدوة حسنة وانموذج جميل .
كنّا نتبارى ونتفاخر بعدد الكتب التي نقرأها .
يا للخسارة !
ومع هذا فهناك بارقة أمل ووميض في آخِر النَّفَق بل وأكثر من وميض.
فقد قرأت عن قيام جمعيات شبابيّة في بلداتنا العربيّة تعنى بإحياء المطالعة من خلال ندوات ونوادٍ وفعاليات وتشجيع وحثّ لا يتوقّف… مثل هذا الجمعيّات والأطر والنوادي تزرع الامل من جديد في النفوس. وتقول قد يأتي الربيع حتّى ولو جاء المطر شحيحًا في هذه السنوات ، فمن بين الاحجار قد نجد زهرة عصا الرّاعي هنا وزهرة برقوق هناك تؤرّج الفضاء..
إنّي أتفاءل كيف لا والتفاؤل من شيمي؟!!
زهير دعيم