“مكان للجميع” كتاب جديد للكاتب مايك فرشكر
تاريخ النشر: 18/02/18 | 9:50صدّر مؤخرًا كتاب “مكان للجميع- تكافل إجتماعيّ ومستقبل إسرائيل”، للكاتب والناشط الاجتماعي الإسرائيلي مايك فرشكر.
ويعّد الكتاب الأول من نوعه والذي يحاول أنّ يُشخص التحديات التي تواجه المجتمع في إسرائيل كما ويُقترح مخطط عملي للتعامل معها أملا في تعزيز الحياة المشتركة.
ويحاول فرشكر من خلال الكتاب المس بالأعصاب الحساسة والمكشفة لنسيج المجتمع في إسرائيل، كما ويحاول علاج التحديات التي تواجه المجتمع من الجذور، دون اغفال أي جزء قد يبدو للوهلة غير مهمًا، مثال مدى تمثيل رموز الدولة للمواطنين العرب والحاجة إلى تعديلها وعلى رأسها ادخال ابيات جديدة إلى النشيد الوطني- “هتكفا” تحتوي المواطنين العرب .
ويربط الكاتب فرشكر ما بين مستوى التكافل الاجتماعي ومدى قدرة إسرائيل على التعامل مع التغيرات الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية والأمنية التي تهدد مستقبلها، موضحًا أنّ القدرة متأثرة بشكل كبير بمستوى التكافل الذي يُقاس بمدى إحساس المواطنين بالانتماء.
ويقترح الكاتب والناشط السياسي فرشكر مخططًا من المهم تبنيه، حيث سيكون هذا المخطط وفق وجهة نظره “القبة الحديدية المجتمعية” والتي ستعزز وتقوي المجتمع الإسرائيلي وتضمن مستقبله في الحياة المشتركة، مؤكدًا أنّ الاحتمالات المطروحة هو القبول بالعيش سوية أو الانهيار سوية.
ويرتكز الكاتب على الفرضية أنّ دولة، أي كانت، لا يمكن أن تكون قوية لفترة طويلة لطالما كان نسيجها الاجتماعي هشًا، عليه تقوية أواصر هذا النسيج ضرورة قصوى لبقاء وتطور الدولة لمدى سنوات.
ويعرف الكاتب من خلال كتابة التكافل الاجتماعي بطريقة جديدة حيث يشترط وجود هذا التكافل بـ 8 شروط منها اجتماعية واقتصادية وجيو- سياسية والتي تحقيقها يضمن بقائها.
وتناسقًا مع النوايا، لا يغفل الكاتب، وجود عدد من المعضلات المهمة والتي قد تؤثر على مدى تقبل وتبني المخطط منها؛ تعريف إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وغياب مؤسسة تفرض شرعيتها بشكل تام حيث أن هنالك صراع م بين الكنيست والحكومة، وايضًا وجود الصراع العربي الفلسطيني وغياب التسوية السياسية وايضًا الخلاف على القدس.
ويؤكد الكاتب أن التعامل مع المعضلات السابقة سيتم بالقناعة أن مصلحة جميعًا، من العرب واليهود، المحاولة قدر الإمكان تجاوز المعضلات وتعزيز الحياة المشتركة مقترحًا بذلك 19 مبادرة تعمل على تحقيق ذلك.
وفي حديثٍ خاص مع الكاتب فرشكر أكد أن الكتاب يعد الرابط ما بين عمله الجماهيريّ وخبرته التي تراكمت على مدار سنوات موضحًا أنه كان المؤسس لجمعية “مرحبيم- مجالات” والهادفة إلى تقوية أواصر المجتمع وتعزيز معرفة المجتمع الإسرائيلي بأفراده مع احترام هوياتهم وتعريفاتهم لذاته.
وقال الكاتب فرشكر أنّ الكتاب يحوّل هذه التجربة إلى مشروع عملي والذي من خلال تبنيه يمكن ضمان مجتمع ومستقبل أفضل، ليس فقط ليهود، انما لجميع المواطنين.
وأوضح الكاتب فرشكر أنّه يعرف نفسه على أنه يهودي، إسرائيلي وصهيوني، إلا أنّ هذا الكتاب يأت ليوضح للإسرائيليين تحديدًا خارطة طريق يجب السير بها من أجل ضمان البقاء للجميع.
وقال الكاتب أنّ التكافل المجتمعي الذي تحدث عنه خلال الكتاب، يعزز انتماء الفرد للمجتمع، بغض النظر عن هويته وتعريفه، فنرى أن الفلسطيني مستعد للعطاء نظرًا وأن هذا التكافل سيضمن له مكانة دون إقصاء أو تهميش أو تمييز.
وأضاف الكاتب أن الشركاء له في هذه الصيرورة المجتمع عامةً بالأساس، إلا أنه هنالك دورًا للمؤسسة الحاكمة، والمجتمع المدني، ورجال الاعمال موضحًا أن الدفيئة لكل المشروع هي الديمقراطيّة الناضجة التي تحتوي الأخر وتحترم معتقده وتعريفه لذاته.
ونوه الكاتب فرشكر إلى أنه لا يتجاهل وجود الصراع العربي الإسرائيلي وأن هنالك حاجة إلى وصول إلى تسوية سياسية تضمن السلام مع المجتمع الفلسطيني والجيران العرب.
وأختم بالتشديد على أنّه ولتعزيز الانتماء هنالك حاجة ليعيد الإسرائيلي معنى المساواة التي يطرحها على المواطنين العرب ومدى التمثيل له في المجتمع موضحًا أن بعد 70 عامًا هنالك حاجة إلى تعديل بعض الرموز منها النشيد الوطني- هتكفا.
بقي أن نشير إلى أن الكاتب كان قد شغل في السابق عدد من المناصب الجماهيريّة منها مستشارًا لصندوق تيد اريسون، كما ويعمل محاضرًا في مجال التكافل المجتمعي، وكان قد وصل إلى البلاد بجيل 18 عامًا من بريطانيا، وأنّ الكتاب ترجم لثلاث لغات؛ الإنجليزية والعبرية والعربية ليصل إلى كل المجتمع الإسرائيلي وإلى يهود الشتات.