الألف الفارقة
تاريخ النشر: 27/02/18 | 11:00الألف الفارقة (أو ألف الفصل) هي التي نكتبها بعد واو الجماعة في الأفعال-
الماضية: سافروا،
المضارعة: المنصوبة والمجزومة: لن/ لم يقصروا،
الأمر: قولوا،
وهذه ما اتفق عليه العلماء وأجرَوه.
لاحظ أن المضارع المرفوع لا تلحقه الألف بسبب وجود نون الإعراب: يلعبون، ينجحون.
ويشترط كذلك ألا يتصل بعد واو الجماعة ضمير منصوب: علموه، ساعدوك، أن يرجعوه، لم يرفعوها، فعندها تحذف الألف.
أما الكتابات القديمة ومنها رسم القرآن الكريم فإنها تهمل الألف أحيانًا كما سأبين لاحقًا،
وفي أحيان أخرى نجد هذه الألف بعد واو ليست واو الجماعة، نحو-{هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت}- يونس، 30، {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا}- الكهف، 110.*
يرى الأخفش أنها سميت فارقة لأنها تفرق بين واو الجماعة وواو العطف (الصولي: أدب الكتاب، ص 247 )، ففي جملة “حضروا تحدث محمد”، فوجود الألف بعد واو الجماعة جعلنا نفهم أنهم حضروا ثم تحدث محمد، وبدون الألف الفارقة يمكن أن نقرأ: حضر وتحدث محمد.
ويرى بعضهم- وهذا هو الشائع- أنها سميت الفارقة لتفرق بين الواو التي في الفعل وبين واو الجماعة التي تلحق الفعل، فـ “يرجو الرجل”- الواو هي أصلية من الجذر الثلاثي، بينما ” الرجال لم يرجوا” فالواو هي ضمير للجماعة – فاعل.
(حسين والي: كتاب الإملاء، ص 101).
في قولنا “يدعو” فإن الواو حرف العلة هو لام الفعل (أي أنه جزء من الفعل)، ولذا لا تُكتب بعد الواو ألف، ومثلها تدعو، ندعو، أرجو، نرجو، تسمو.
كما لا تكتب بعد واو الأسماء الخمسة (أخو، أبو، ذو ….)،
وكذلك لا تكتب الألف بعد الواو- علامة الرفع في جمع المذكر السالم (والملحق به) إذا كان مضافًا، مثل: محامو القضية هم ذوو مكانة، وبنو العروبة كان لهم مجد، ونحن سليلو مفاخر وأولو مآثر ضاعت.
فهذه الواو علامة إعراب، وليست ضميرًا (واو الجماعة).
* أنت تعرف لماذا أضفنا الألف الفارقة في نهاية الأفعال في صدر البيت التالي، وتعرف لماذا لا نجد هذه الألف في الفعلين اللذين في العجز:
كانوا فصانوا لم يُعادَوا في الملا *** تسمو وتعلو بعدها في المحفل
• * هناك أسرار في الرسم القرآني لا نستطيع الاعتماد عليها في إملائنا المعياري المعاصر، ففي القرآن نجد (سعوا) في سورة الحج، 51، بينما هي (سعو) في سورة سبأ، 5.
(عتوا) في عدد من الآيات، و (عتو) في الفرقان، 21.
وجاءو بسحر عظيم”- الأعراف 116، وقوله تعالى: “وجاءو ظلما وزورا”- الفرقان، 4.
(انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم).
** ملاحظة:
كتب البروفيسور عمر حمدان (من طيرة المثلث) دراسات هامة حول الرسم القرآني، وحقق عددًا من المصادر حول هذا الموضوع، وهو أستاذ التفسير وعلوم القرآن وصاحب كرسيّ تدريس العلوم القرآنيّة بمعهد العلوم الشرعيّة الإسلاميّة، جامعة توبنگن- ألمانيا.
ب.فاروق مواسي