علّمي طفلك الادخار والتوفير من "العيدية"
تاريخ النشر: 01/09/11 | 14:54“العيدية” أحد السمات التى تضفي فرحة العيد على قلوب الصغار ، والأقارب والآباء هم مصادر هذه البهجة، حيث يقوم كل فرد من العائلة بإعطاء الأطفال الصغار مبلغ من المال ليضعه تحت تصرفه وشراء كل ما لذ وطاب.
ولكن كي لا تكون “العيدية” مصدر لسوء تصرف الطفل ، على الأم أن تكسب طفلها بعض الأمور الإيجابية ليتعلم قيمة التوفير والادخار ، وذلك عن طريق شراء حصالة لتوفير جزء من المال ، مع شرح أهمية التوفير وإظهار أهمية قيمة المال .
وفي العيد شجعي طفلك على أن يضع عيديته وجزء من مصروفه أيضاً بعد العيد ، حتى يتجمع لديه مبلغ من المال يشترى به ما يحتاج إليه من لعب وملابس ، وكلما رأى الطفل صدق الكبار فى وعودهم ، بإعطائه حصيلة ما ادخر ، اقتنع بالفكرة واستمر فى تنفيذها.
حرية التصرف
وأكدت الدكتورة منال عمر، استشارية الطب النفسي للاطفال: أن “العيدية هامة في حياتنا نحن المصريين والعرب، وبخاصة عندما نحصل عليها من الاجداد الذين يتفانون في اظهار محبتهم لاحفادهم بقدر ما يعطونهم من اموال وهدايا، ولكن من الخطأ ان نعطي لابنائنا اموالا كثيرة في صورة عيدية، ونتركهم ينفقونها من دون ان نعرف اين وكيف انفقوها. صحيح انه من حقهم علينا أن ينعموا بقدر من الحرية في التصرف في العيدية التي يحصلون عليها، ولكن علينا تعريفهم انهم لا يستطيعون انفاقها كلها في نفس الوقت وشراء كل ما يرغبون به”.
واضافت الدكتورة منال علينا ان نستغل فرصة وجود أموال مع ابنائنا، أيا كانت قيمتها، وحثهم على العطف على الفقراء، أو شراء هدية بسيطة لصديق أو زميل لا تستطيع اسرته منحه هدية، أو السؤال عن جار يقاربهم في العمر ولكنه لا يناسبهم في المستوى الاقتصادي، كل هذه الامور تبث في نفوس الابناء الرحمة وادراك قيمة المال من دون تبذيره الى جانب احساسهم بغيرهم من المحتاجين والفقراء.
معنى الادخار
قد يكون الادخار معنى لا يستوعبه طفلك فى الوقت الحالي بسبب عدم ادراكه لقيمة النقود في يديه بشكل يومي كالمصروف أو فى الأعياد “العيدية” ؟ ويشير الدكتور محمد سعد أستاذ علم النفس بكلية الاداب جامعة القاهرة إلى ان اعتياد الآباء والأمهات علي اعطاء النقود للطفل بصفة يومية يجعل الطفل يشعر أنه حصل علي المال بسهولة دون عناء, ولان من طبيعة النفس أن تتخلي بسرعة عن كل ما حصلت عليها بسهولة والعكس صحيح فمن حق الطفل أن يحصل علي المصروف اليومي من والديه ولكن يجب أن يتزامن ذلك مع توعية الطفل باهمية المال والحصول عليه بطرق مشروعة وضرورة أن ينفق في أمور مشروعة حتي لا يتعود الطفل علي الحصول علي المال بطرق غير مشروعة كالسرقة إذا منعت الأسرة عنه المصروف.
ويضيف د.محمد أن الأم يجب عليها أن تجعل الطفل يعتاد علي الادخار كأن تحضر له حصالة ليضع فيها بعض النقود وتخبره بأن المال المدخر ملك له ويعود بالنفع عليه لأنه قد يأتي اليوم الذي يحتاج فيه الطفل إلي المال المدخر, ويمكن للأم أن تشتري للطفل هدية بالمال الذي ادخره لكي تشعره بقيمة الادخار, ويمكن للأم أن تجعل ابنها رجلا يعتمد عليه ويبدأ ذلك من المرحلة الاعدادية بأن يسمح له الأبوان بالعمل في الأعمال البسيطة في فترة الإجازة كعامل في سوبر ماركت,أو بعض المطاعم التي ترحب بالشباب الصغير في فترة الصيف لشراء ملابسه مما يجعل لديه القدرة علي اتخاذ القرارات السليمة.
كما يجب علي الأم أن تعود ابنها علي الاحساس بالآخرين وضرورة تقديم العون لهم لأن الإنسان لا يستطيع العيش بمفرده.
وهناك وسائل كثيرة لتنمية احساس الطفل بالانتماء والعطاء وذلك عن طريق المشاركة في الاعمال الخيرية وخدمة توصيل الطلبات للسيدات كبار السن وغيرها.
ويوضح د.محمد أن الادخار خدمة للمجتمع تنمي عند الطفل الثقة بالنفس وحب الناس والقدرة علي اتخاذ القرارات في الوقت المناسب وليس حسب احتياج الآباء