التَّغييب والتَّغريب: الإعلام “العثماني”العربي
تاريخ النشر: 25/02/18 | 10:50في واقع الامر نحن مع حرية الراي والتعبير وليست ضدها,لكن بشرط ان تُحتَّرم خصوصية تاريخ وهوية الشعوب اينما كانت وتواجدت جغرافيا وديموغرافيا مع التأكيد على الفرق بين شعوب وجماعات تعيش في اوطانها وجماعات او شعوب تحتل اوطان الشعوب الاخرى وعلية ترتب القول انة بما يتعلق بالامة والشعوب العربية فهذة الاخيرة للاسف ما زالت تخضع لاحتلال واختلال داخلي وخارجي على كل المستويات الوطنية والمعيشية والسياسية والحضارية, لكن الاختلال الاخطر هو محاولة احتلال العقل والوجدان العربي عبر التأتير علية اعلاميا و” ثقاقيا” وتَّحزيبة او بالاحرى تجنيدة لدعم هذا الطرف العربي او الاجنبي او دعمة لذاك الطرح مثلا اللذي يشيطن ” ثورات الربيع العربي” ويمجد الانظمة اللتي قادت ” الثورات المضادة” وادت ما ادت الية من نتائج وعواقب وَّخيمة من بينها تثبيت انظمة دكتاتورية دموية ترى ان وجودها مرتبط بدعم السياسة الامريكية والمشروع الصهيوني في فلسطين كما هو حال النظامَين المصري والسعودي , واللافت للنظر هو ارتباط بعض الانظمة العربية بتحالفات عسكرية مع امريكا والغرب وتركيا لحماية نفسها وحدودها من انظمة عربية اخرى كما هو حال دولة قطَّر اللتي تحاول حماية نفسها من ما اسمتة وتسمية ب”دول الحصار..مصر , السعودية, الامارات.. الخ”, وحال النظام السوري الذي يتحالف مع روسيا وايران ومشتقاتها من اجل البقاء في الحكم وذلك بالرغم من ما جرى في سوريا من مأسي وكوارث منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا 2018,لابل ان سوريا اليوم بلد محتلة من قبل عدة دول:روسيا, امريكا, ايران ومشتقاتها, تركيا وحلفاءها..
.. اليوم وفي الوقت الراهن فقدت جميع الدول العربية سيادتها واستقلالها بنسب متفاوتة وبعض الدول اصبحت عمليا وموضوعيا مدمرة “غير موجودة كدولة وسلطة ونفوذ” والبعض الاخر يخضع لشروط الاعمار والاستكبار كما هو حال ” الدولة العراقية” المدمرة والتي فقدت وستفقد ما تبقى لها من استقلال شكلي عبر القيود والشروط التي ستفرضها الدول المانحة والمشاركة في اعادة اعمار العراق المدمر دولة وشعبا…الاردن الدولة التي اعتبرها الغرب على مدى عقود قاعدتة العسكرية المتقدمة واغدق علية بالمساعدات تواجة اليوم امتحان عسير وهو الامتحان المتمثل في اما الانسجام مع قرار ترامب ب” اعتبار القدس عاصمة للكيان” والحصول على مساعدات امريكية, او عدم الانسجام والدخول في ازمة اقتصادية خانقة دون مخرج كما هو حال المملكة الاردنية في هذا الاوان التي تعاني من ضغوط امريكية وسعودية ومصرية… القدس مقابل المساعدات الامريكية والسعودية… قرأت ي صحيح: السعودية ومصر والامارات تشارك جميعها امريكا الراي في موضوع القدس وتمارس الضغط على الاردن والسلطة” الفلسطينية” لاجبارهما على القبول ب اعلان ترامب…في واقع الامر لابد من القول ان الانظمة الدكتاتورية والرجعية العربيةوحروب الامبريالية الامريكية والصهيونية قد استنزفت قوة العالم العربي بشريا واقتصاديا واجتماعيا وعادت بة الى اتون التخلف والدمار والطائفية واجبرتة الى حد ما على الاستسلام…الانسان العربي هو اول واخر ضحايا الدمار المكثف اللذي تعرض لة العالم العربي وهذا الدمار يشمل الجانب المعنوي واحباط الشعوب وعجزها عن ممارسة المقاومة بكل اشكالها من الحضارية ومرورا ب الوطنية وحتى العسكرية …!!
هذه المقدمة عن حال واحوال العالم العربي تقودنا الى ما تتعرض لة الشعوب من ما يمكن تسميتة ب “غسل دماغ” و” تضليل اعلامي” ضمن اعلام التجاذبات والصراعات العربية الدائر على شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وبالتالي ما نلحظة هو فقدان الفضائيات الناطقة بالعربية والاكثر تاثيرا في العالم العربي لمقومات الهوية الوطنية العربية واهتمامها اكثر بشجون وشؤون نظام الحكم وحلفاءة الاقليميين والدوليين وتسويق الجاري مثلا في سوريا او مصر كامر عادي وصحيح” كل يغني على وتر احلافة” اغنية ” المصداقية” الاعلامية الضائعة والتائهة بين طيات النشرات والبرامج الاخبارية التي تمجد دور هذا الحليف او ذاك بما يتعلق بالحرب في سوريا او القضية الفلسطينية وقضايا اخرى وبالتالي فل نقل هذا هو الواقع العربي المُّر في هذه الجزئية لكن جزئية تزييف التاريخ وعلاقة الدولة العثمانية بالعرب لايمكن محوها ولا تحويرها ولا انكارها بالشكل التي تمارسة بعض الفضائيات العربية المنحازة لاردوغان ” العثماني” على اساس انة حليف نظام الدولة التي تمول هذه الفضائي اوتلك اللتي تتعاطى مع الاعلام ” العثماني” العربي… بالطبع.. هلا ومراحب باردوغان الى حد ما لوقوفة مع غزة و القدس ” القدس الشرقية” ومع فلسطين ” الضفة والقطاع”, لكن اردوغان هذا يقيم علاقة دبلوماسية وتجارية كاملة مع الكيان الاسرائيلي؟..
نرحب ونشجب ونشجب ونرحب وهكذا دواليك وبامكان اردوغان ان يفتخر بتاريخ الدولة العثمانية لكن علية وعلى العرب ” العثمانيين” او المتعثمنين اعلاميا ان يحترموا عقول العرب وتاريخهم المرتبط بتاريخ الدولة العثمانية السئ بما يتعلق بالعرب وفرض العثمانيين التخلف عليهم لعدة قرون ومنعهم ايضا من تعلم لغتهم العربية وامور كثيرة سيئة الذكر… اردوغان.. هلا وماشي ونرحب بمواقفه,, لكن تزييف التاريخ ومحو جرائم اضطهاد العرب من قبل العثمانيين امرا مرفوض جملة وتفصيلا…. التاريخ تاريخ والواقع واقع.. يحق لاردوغان ان يفتخر بهويتة ” العثمانية” وتاريخة العثماني لكن نحن العرب امر اخر وعواقب حكم الظلم والاستبداد والاقطاع العثماني ما زالت تدك عظامنا واوطاننا واجيالنا العربية حتى يومنا هذا ..!!
تمارس بعض وسائل الاعلام و الفضائيات العربية والتركية ايضا استراتيجية تغييب الحقائق التاريخية الهادفة الى تغريب الشعوب العربية وتهجين وجدانها عبر ما يمكن تسميتة ب الاعلام ” العثماني” العربي وهو اعلام يسعى الى تلميع التاريخ العثماني وربطة بالتوجهات السياسية للرئيس التركي رجب اردوغان, وعلية ترتب القول ان يدعم اردوغان القضايا العربية الاسلامية فهذا واجب مفروض علية, لكن ان يحتل اجزاء من سوريا العربية بمؤازرة اعلامية عربية, فهذا مرفوض رغم تأكيدنا على جرائم نظام الاسد بحق الشعب السوري وضرورة رحيلة بعد ارتكابة هذا الكم الهائل من الجرائم.. نظام الاسد ليست سوريا وسوريا العربية ليست نظام الاسد ولا ملك لاي قوة من قوى الاحتلال الفاعلة في سوريا من بينها تركيا التي تحارب “الوحدات الكردية” المدعومة من امريكا من خلال عملية” غصن الزيتون” المستمرة منذ عدة اسابيع بهدف طرد هذه الوحدات العميلة من عفرين وريفها.. الوحدات الكردية التابعه لحزب العمال الكردي العدو اللدود لتركيا هي قوات عميلة تابعة لامريكا وتسعى الى تقسيم سوريا وهذا امر واضح, لكن محاربتها وطردها شئ وشرعنة احتلال تركيا لاجزاء من الاراضي السورية امر اخر وهذه الشرعنة تقوم بها وسائل الاعلام ” العثماني” العربي مع الاخذ بالحسبان ان تركيا تحتل اصلا لواء الاسكندرون السوري منذ عقود من الزمن فيما تحتل ايران لواء الاحواز العربي منذ عقود ايضا…هذه حقائق تاريخية لا يمكن تغييبها من وجدان وذاكرة العرب عبر بوق ناطق بالعربية في هذه الفضائية او تلك.. تغييب الحقائق وتغريب العرب عن تاريخهم وواقعهم وهويتهم العربية الوطنية امر اخطر من خطير..!
الاعلام “العثماني”العربي يسعى الى عثمًّنة العقل والوجدان العربي….فضائيات عربية تروج لتركيا ” العثمانية” والعرب الباحثون عن قائد وجدوا ضالتهم في اردوغان “العثماني”..هلا باردوغان ومواقفة.. بس نحن بنبقى عرب سليلي العروبة ونرفض كل الاحتلالات الحاصلة والجارية في سوريا بما فيها الاحتلالات اللذي جلبها النظام الفاشي السوري وتلك التي جلبتها المعارضة السورية المدعومة من دول اقليمية وعالمية.. روسيا.. امريكا.. ايران.. تركيا.. كلها دول تحتل اجزاء من سوريا العربية….يا طلة خيلنا من سورية والشام وكل الاوطان العربية..بلاد العرب اوطاني.. منَ الشّـامِ لبغدانِ..ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ..إلى مِصـرَ فتطوانِ..فـلا حـدٌّ يباعدُنا..ولا ديـنٌ يفـرّقنا..لسان الضَّادِ يجمعُنا..بغـسَّانٍ وعـدنانِ….عاشت الامة العربية وعاشت سوريا العربية..نعم لتحرير سوريا من قبضة النظام وكل الاحتلالات الاجنبية ولا والف لا لتغريب وتضليل الوجدان والتاريخ العربي لا عبر وسائل الانظمة العربية الخائنة ولا وسائل الاعلام ” العثماني” العربي…حياكم الله وتحية العروبة لكم اينما كنتم وتواجدتم في هذا العالم..!!
د.شكري الهزَّيل