جيل الهزائم وثقافة المقاومة
تاريخ النشر: 22/02/18 | 17:48وسط الهزائم والخيبات والعدوان الاستعماري الامبريالي والاحتلالي الصهيوني، الذي تتعرض له فلسطين والعراق وسورية ولبنان، أذكر مقتطفًا من قصيدة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، قرأته وأنا أحس وأوافقه بكل كلمة قالها:
ورأينا أمريكا
ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق
وتقوده المجزرة
تطلق النار على أطفالنا دون سبب
وعلى زوجاتنا دون سبب
وعلى أشجارنا دون سبب
فهل الدستور في سيدة العالم
بالعبري مكتوب لاذلال العرب
هل على كل رئيس حكم في أمريكا
ان أراد الفوز في حلم الرئاسة
قتلنا نحن العرب
هذا هو الواقع الذي نعيشه ونعايشه في هذه المرحلة ومعظم الوقت، الامبراطورية الامبريالية الامريكية مسيطرة ومهيمنة على العالم وتملي شروطها واملاءاتها وتستخدم حق الفيتو كما يحلو لها.
وأما دول العالم الأخرى فتنقسم ما بين هو مرتبطة ومشبكة بالعولمة الامريكية أو خارج عالم التشبيك والارتباط. والدول غير المشبكة في عالمنا العربي فهي سورية والعراق وايران وحزب الله، ودول امريكا اللاتينية وقسم من دول آسيا، بينما الدول العربية الأخرى وخاصة الخليجية فهي مشبوكة تمامًا حتى النخاع.
أما نحن الفلسطينيين فينقسم موقفنا ما بين التأثر بامريكا والاعتماد والمراهنة عليها رغم كل قراراتها وممارساتها، أو معارضين لسياستها وللثقافة المتعولمة التي تحاول تصديرها لنا.
الجيل العربي الحالي هو جيل الهزائم والأرانب، لا يعي ماهية هويته ولا يسعى الى التحدي، فهو يتغذى من سموم هذه الثقافة، ثقافة الهزيمة التي تبثها المؤسسة الصهيونية له.
لقد فرض الاسرائيليون والامريكيون هيمنتهم الثقافية والمادية والسياسية والنفسية على الشعب الفلسطيني كي يشعر بالدونية وبالرغبة بالتعري التي يلبسها.
ان الشرط الأساس للانتصار هو التحرر من ثقافة الهزيمة، وأن ندرس ونعي أسباب هزيمتنا، وان لا نغرق في اليأس والحزن والاحباط وجلد الذات والهروب من هويتنا، وبثقافة واحدة نتحرر وننتصر هي ثقافة وفكر المقاومة.
بقلم:شاكر فريد حسن