لقاء مع الشاعرة والأديبة المبدعة ميساء الصِّح
تاريخ النشر: 25/02/18 | 9:38مقدمة وتعريف ( البطاقة الشّخصيَّة ) : الشاعرةُ والأديبةُ الشابَّةُ المبدعةُ والمتألقة ” ميساء موفق صِح ” من سكان مدينة عرابة البطوف – الجليل، متزوّجة وأم لأربعة اطفال ، أنهت دراستهَا الإبتدائيَّة والثانويّة في عرابة مسقط رأسها..وبعدها التحقت بكلية إعداد المعلمين بحيفا وأنهت فيها اللقب الأول البكالوريوس (b.a ) في موضوع اللغة العربيَّة وعملت في مهنة التدريس وأكملت بعد ذلك دراستها للقب الثاني ( m.a ) باللغة العربيَّة في نفس الكليّة .. وهي تعمل الآن مُدرِّسة في مدرسة حسين ياسين الإبتدائيَّة التي تعلمت فيها في المرحلة الإبتدائية .
وميساء شاعرة وأديبة قديرة ومبدعة كتبت وأبدعت في معظم المجالات الأدبية : الشعر القصَّة، المقالة والمسرحيّات وغيرها.. وأصدرت العديد من الكتب الأدبيَّة والدواوين الشعريَّة وقصص الأطفال .. واشتركت في الكثير من الندوات والأمسيات والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة المحليَّة وخارج البلاد …وقد تمَّ تكريمها من قبل العديد من المؤسّسات والهيئات…وقد أجريت معها هذا اللقاء الصحفي المطول والشائق في بيتها في مدينةعرابة البطوف.
سؤال1 ) متى بدأتِ تمارسين الكتابة الأدبيَّة (الشعر والنثر ) وكيف كانت بداياتكِ الأولى ومن الذي شجعك في بدايةِ المشوار وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات في البداية ومن أيَّة جهات ؟؟
– جواب 1 – ابتدأتُ بكتابة الشعر منذ أن كنتُ طفلةً صغيرة في الصف الثالث الإبتدائي ، كان هنالك في بيتنا ثلاثةُ دواوين شعريَّة وكنتُ أقرأها ليل نهار إلى أن حفظتها غيبا وهي ( لسميح القاسم وسعود الأسدي وشاعر المرأة نزار قباني) والدواوين ما زالت عندي وهي الدواوين التي أحضرتها أمي في جهاز العروس إلى بيتها ، وحينما تزوَّجتُ أنا أخذتها فيما يُسمّى جهاز العروس أيضا.
وكنتُ أنتقدُ كلَّ ما يتواجد حولي فأحاولُ أن أغيرَ الأمور السلبيّة الموجودة في المجتمع إلى الافضل والأحسن عبر كلماتي ، وذلك لأنني لم أكن أجرؤ بأن أغيِّرَها في الواقع..وفي البدايةِ لم أعلن عن نفسي بشكل واضح كشاعرة ، والكتابة بالنسبةِ لي تنفيس عن الذات وتفريغ الطاقات المكبوتة .
وكأي إنسان يطمحُ للمعالي كانت هنالك بعض العقبات ، ولكن بفضل شخصيَّتي القويَّة التي تربَّيتُ عليها وثقتي بنفسي لم أكترث بتاتا لكلِّ هذه العقبات ولم أرَهَا، وهي ما زالت موجودة إلى غاية اليوم ، ولكن هي لا ولم ولن تؤثِّر عليّ في يوم من الأيام . أنا اسيرُ نحو تحقيق حلمي وهو العطاء اللامحدود للآخرين بقوَّة وعزم وصمود وإقدام، فالله يحبّ المؤمن القويّ فقد جاء في الحديث النبويّ الشريف” ان المؤمن القويَّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ” ولذلك عزمتُ على أن أكون قويَّة أسير بصمود وعزم.. والآيةُ القرآنيَّة تقولُ : ( وإذا عزمت فتوكّل على الله) .. وأنا دائما أتوكَّلُ وأتكلُ على الله واثقة بما منحني إيّاه من مواهب عديدة ولا أكترث للكثير مما ممكن أن أراهُ وأسمعه..
سؤال 2 ) المواضيع والقضايا التي تُعالجينها في كتابتك الشعريَّة والنثريَّة؟؟
– جواب 2 – من لا يحيا واقع شعبه ومجتمعه فهو يحيا غريبا في بلاده وأنا لست بغريبة بل أنا جزء لا يتجزّأ من بلادي ومجتمعي وأهلي وأضمّ بكلّمة أهلي الجميع على الإطلاق، اشعر إنني صاحبة رسالة سامية أقدِّمها للجميع على حدّ سواء ، ولذلك علي أن أعالج همومَ شعبي وأهلي ومجتمعي كافة في قصائدي التي أكتبها…لذلك لا اكتب عن موضوع محدد فكلُّ ما يقضُّ مضجعَ أيِّ طفل أو امرأة او رجل أو شيخ يقضُّ مضجعي ….مؤمنة أنني عبرَ كلماتي أستطيع أن أغيّرَ لو القليل.. وأعرف أنَّ الكثيرَ من المعجبين ينتظرون كلماتي لتزرعَ لهم أملا لغد مشرق، ولا أشعر بأنّني أحيا من أجل نفسي إنّما من أجل الجميع وذلك لما أراه من تأثير لكلماتي في نفوس الجميع ، لذلك فأنا أكتب في المواقف والمواضيع المتعدّدة، الإنسانيَّة والإجتماعيّة والوطنيَّة، أكتب عن الطفولة وعن المحبة والطبيعة والجمال والمستقبل المشرق .
سؤال 3 ) كم كتاب وديوان شعر أصدرتِ حتى الآن ؟؟
– جواب 3 – أصدرتُ حتى الآن ثلاثة دواوين شعرية ، وهي :
1 – سرّ الحياة ، سنة 2010
2 – فيض من الروح ، سنة 2017
3 – ترانيم الفجر ، سنة 2017
وأصدرتُ قصتين للأطفال ، وهما :
4 – قصة بعنوان : مفاجاة سعيدة ، 2017
5- قصة آدم والألعاب الالكترونية ، سنة 2018
6- كتبت الكثير من المسرحيّات والتمثيليّات التي تعالج قضايا يتمّ تناولها في المدراس
وقريبا سيصدرُ لي العديدُ من الكتب الأدبية والدواوين الشعريَّة .
سؤال 4 ) أنتِ في فترة زمنيَّة قصيرة نسبيًّا حققتِ شهرةً واسعة على الصعيد المحلي..كيف وصلتِ إلى كلِّ هذا ؟؟!!.هل هنالك جهات وأشخاص وأشخاص معينون ساعدوكِ ودعموكِ حتى وصلتِ للشهرةِ والإنتشار الواسع ؟؟
– جواب 4 – في الواقع انَّ ما يتحدَث عنه الكثيرون من الناس انني وصلتُ بسرعة مذهلة للشهرة والإنتشار الواسع لم أشعر به قط ،وذلك لأنني كتبتُ الشعرَ والأدبَ منذ كنت طفلة صغيرة ،وتطوّرت أعمالي وأفكاري ولكنني لم أجد الفرص في البداية إلى أن وجدتها قبل حوالي ثلاثة أعوام وبدأت شهرتي في الإزدياد والإنتشار الواسع والتي تُعَبِّرُ عن قدراتي التي لطالما كانت موجودة ولكنها لم تكن جليَّة ومكشوفة ومعروفة للآخرين .. وأريد التوضيح أن هنالك مؤسسات وجمعيات ومنتديات ومراكز ثقافيَّة وأشخاصا ساهموا بشكل ملموس في إيصال صوتي ورسالتي الأدبيَّة والثقافيَّة على نطاق واسع وذلك بعد أن اقتنعوا وتيقنوا أنني أملك موهبة حقيقيَّة مميَّزة تتطوَرُ وتتجدَّدُ كلّ يوم . ومن أهم الأدباء والنقاد المشهورين الذين آمنوا برسالتي وموهبتي الناقد والكاتب الكبير والقدير الاستاذ محمد علي سعيد (أبو علي) الذي راهنَ على موهبتي منذ أن عرفني واستمع إلى قصائدي ..وأريدُ أن اذكر أيضا الكاتب والناقد والشاعر الأستاذ سهيل عيساوي الذي لا يتوانى عن تقديم أيِة مساعدة فما يخص قصص أدب الأطفال على العكس فقد دعم وشجَّع وما زال يدعم .
سؤال 5 ) التكريماتُ التي أقيمت لكِ والجوائز التي حصلت عليها ؟؟
– جواب 5 – هنالك الكثير من التكريمات التي أقيمت والجوائزالتي حصلت عليها تقديرا لعطائي وجهودي وانجازاتي الإبداعيّة المتواصلة ، مثل : تكريم الدكتورصلاح الجرار وزير الثقافة الأردني السابق ..حيث يومها تمّ اختيار شاعر أو أديب من كلّ ِ دولة وأنا تمَّ اختياري وتكريمي كمندوبة عن الشعراء الفلسطينيين كشاعرة مبدعة ومميزة .
وتمَّ تكريمي أيضا في حفل تكريم المعلمين المميَّزين سنة 2016 .. وقد كرَّموني في كليَّة أعداد المعلمين بمدينة سخنين قبل أشهر .. وكُرِّمتُ أيضا في احتفال كبير أقامه السيد محمد حسن كنعان للشعراء المحليين .
وتمَّ تكريمي أيضا في العديد من الأمسيات التكريميَّة والمهرجانات التي لا تحصى..وفي العديد من المدارس والمؤسّسات التي أقمتُ بها محاضرات حول مواضيع عديدة مثل الشعر وفن الإلقاء واساليب التدريس وغيره…وقد وتلت تلك المحاضرات فقرات خاصّة لتكريمي.. . وأما التكريم الأخير فكان منذ يومين وهو مقدّم من إدارة ( مخيمات اللاجئين في الشتات ) في الأردن لزيارتي المتواصلة لهم ..
سؤال 6 ) المهرجاناتُ والأمسيات الأدبيَّة التي شاركتِ فيها محليًا وخارج البلاد ؟؟
– جواب 6 – لقد شاركتُ في الكثير من الندوات والامسيات والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة فالداخل وخارج البلاد أيضا ، ومنها :
1- شاركتُ في مهرجان أدبي ثقافي كبير في جامعة بير زيت قبل عام ..
2 – شاكتُ في طولكرم بمهرجان ثقافي كبير.
3 ) شارتُ في عسفيا ودالية الكرمل وسخنين ضمن أمسيات عملت عليها منتديات عريقة في بلادنا ..
4)شاركت في الكثير من المحاضرات في الكلّيّات والمدارس .
5)وفي مهرجانات عديدة أخرى،مثل :مهرجانات كان ينظمها ويقيمها السيد محمد حسن كنعان
6)شاركت في فعاليات خاصّة بالاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين..وغيرها الكثير..
7) وقد شاركت خارج البلاد عدة مرات وذلك في الأردن في مهرجانات وأمسيات عديدة ..وتمَّت دعوتي لمصر ولم يتسنّى لي الذهاب والإشتراك ، وهنالك الكثير من الدعوات للمشاركة في أمسياتٍ محليَّة ولكنني أعتذرت في الفترة الأخيرة عن المشاركة فيها لأسباب وظروف خاصّة… ومن هنا أعتذرُ لجمهوري الذي يحبُّ الإستماع إلى أشعاري ..وأعدهم انني سأشارك في ندوات وأمسيات قادمة إن نشاء الله ..
سؤال 7 ) ما رأيُكِ في مستوى النقد المحلي ومقارنة مع مستوى النقد خارج البلاد ؟؟
– جواب 7 – النقدُ المحلي معظمهُ نقد غير موضوعي وغير بناء ممّا لا يساهم في تقدُّم وتطوُّرالشاعر والأديب في مسيرته ..إلا أننا بالطبع لا يمكننا التغاضي عن قلَّة قليلة من النقاد الشرفاء المبدعين الموضوعيِّين، مثل : الأديب والناقد الأستاذ محمدعلي سعيد والدكتور منير توما والشاعر والناقد والإعلامي حاتم جوعية ، فهؤلاء بالطبع نقدهم عميق ونزيه وبناء وموضوعي ويضاهي مستواه مستوى النقد في العالم العربي ..وأما النقد في الدول العربيَّة فمستواه عالي جدا ..
سؤال 8 ) رأيك بصراحة في ظاهرة الفوضى والتسيُّب الموجودة على الساحة الأدبيَّة وتكريم كلّ من هبَّ ودبّ وأشخاص بعيدين مسافة مليون سنة ضوئيَّة عن الأدب والثقافة والإبداع من قبل بعض المؤسَّسات والجمعيَّات، وفي نفس الوقت هذه الجمعيّات والمنتديات التسكيفيَّة تعتم على الشعراء والكتاب الكبار والعمالقة الوطنيين الشرفاء الملتزمين ؟؟ ؟؟
– جواب 8 – لا شكَّ أنَّ هذه الظاهرة موجودة منذ فترة ليست طويلة .. ومن المؤلم حقا أن يكرَّمَ من لا يستحقّ ، ولا يمكننا أن ننفي بأنَ هنالك العديد من الشعراء والأدباء الذين تمَّ تكريمهم باستحقاق .. ومن المؤسف جدا اننا شعب يكرمُ بعض من يستحقون التكريم هنا بعد رحيلهم ومماتهم وليس في حياتهم..ويا حبَّذا أن يكرم من يستحقُّ في حياته،وربَّما هذا الأمر يحفزُهُ على العطاء وعلى الإبداع بشكل أكبر وأشمل .
سؤال 9 ) رأيُكِ في الصَّحافةِ المحليَّةِ على أنواعِها ونزاهتها في تغطية الأخبار وفي تعاملها مع الشعراءِ والكتاب والفنانين والمبدعين المحليين ؟؟
جواب 9 – لا نستطيعُ أن نجزمَ أنَّ الصحافة المحليَّة جميعها عادلة وتفتح المجال وننشر حقًّا لكلِّ من يستحقُّ ، وأتوقّع أنّ هناك أمور خاصَّة ومحسوبيَّات ومصالح تؤثِّرُ في عمليّة النشر لدى البعض، ومتأكّدة أنّ الكلمات الصادقة والشاعريّة حقّا سرعان ما تصل حتّى لو لم تساهم الصحافة بإيصالها فهناك من الشعراء الذين لا يبالون بهذا الموضوع ولكنّ كتاباتهم تصل بسرعة البرق وتدخل قلب القارئ دون استئذان…
سؤال 10 ) حظُّكِ من الصَّحافةِ والإعلام وتغطية أخباركِ ونشاطاتكِ الأدبيَّة والثقافيَّة .. ومن من الصحفيين والإعلاميين المميزين الذين أجروا معك اللقاءات الصحفيَّة المطوَّلة ؟؟
– جواب 10 – لقد تمَّت دعوتي للمشاركة في العديد من اللقاءات عبر محطات تلفزيونيَّة المختلفة المحلّيّة والعالميّة وفي الإذاعات المحليَّة بين كلِّ فترة وفترة ، مثل : تلفزيون مساواة وتلفزيون أضواء وغيرها….وأما الصحافة الورقيَّة فقد كان ينقل أخبار مسيرتي ويغطي نشاطاتي الأدبيَّة والثقافيَّة الأستاذ الشاعر والإعلامي القدير فهيم أبو ركن ، وهنالك الكثير من المواقع المحليَّة والعالميَّة تنشر كتاباتي وقصائدي بشكل مستمر .. وبالإضافة لهذا اللقاء الهام الذي تجريه معي يا أستاذ حاتم .
سؤال 11 ) النقاد الذين كتبواعن إصادراتكَ الأدبية والشعريَّة ؟؟
– جواب 11 – لقد كتبَ عن إصداراتي الناقدُ والاديبُ الاستاذ محمد علي سعيد والشاعر والناقد الأردني ( محمد خالد النبالي ) والشاعر والاديب الدكتور علي الصِّح … وغيرهم …
سؤال 12 ) رأيُكِ في مستوى الأدب المحلي ( الشعر والنثر ) .. إلى أين وصل أدبنا ..ومقارنة مع مستوى الأدب خارج البلاد ؟؟
– جواب 12- بالتأكيد عندنا مستوى راقي وعالي، ولكن بنسب متفاوتة، وهنالك كتاب وشعراء مستواهم الإبداعي يُضاهي مستوى الشعراء والأدباء الكبار وفي الدول العربيَّة .
سؤال 13 ) حدِّثينا بتوسُّع عن زيارتك لمخيَّمات الزعتري للاجئين في الشتات .؟؟
– جواب 12 – بما انني حملتُ همومَ كلِّ طفلٍ وكنتُ دائما على اطلاع على اخبار الاطفال الذين يعيشون أجواء الحزن والمعاناة والفقر والجوع ..وأنه أقل ما يمكن تقديمه هو زيارتهم والإطمئنان عليهم عن كثب ، وفعلا زرتهم لأكثر من مرَّة ، وهذه الزيارات غيَّرت بي الكثير، فماعدتُ احملَ عبءَ أيّ شيىء بسيط ، وذلك لانني شاهدتُ بأمِّ عيني الأصعبَ والاقسى والاكثر إيلاما.. فهنالك الأطفال الجائعون الحفاة العراة اليتامى والمرضى الذين لا يملكون سوى خيمة،وكل همهم هو بأن لا ينزل المطرمن ثقوب الخيمةِ التي ينامون تحتها.. فأينَ نحنُ من هؤلاء..أدعو لهم في دعاء الصباح والمساء كلَّ يوم وأتمنَّى حقا بأن يعمّ َ السلامُ ليعودَ كلُّ طفلٍ إلى بيتهِ وإلى بلدهِ ولحياتهِ الطبيعيَّة .
سؤال 14 ) أسئلة شخصيَّة :
سؤال ) كلُّ شاعر وفنان بالتأكيد هو رومانسي . هل أنت رومانسيَّة ؟؟
– جواب – طبعا أنا رومانسيَّة
سؤال ) الأماكن التي تُحبِّين أن تكوني موجودة فيها دائما ؟؟
– جواب – كلِّ مكان هو عبارة عن منصَّةٍ للعطاء أكون سعيدةً بوجودي فيه حيث أسعدُ بوجودي أمام جمهوري ألقي الشعر، وأسعدُ بوجودي في المدرسة أعطي وأعلمُ طلابي القيمَ والمبادىء قبل العلوم والمواد الموضوعة في المنهج الدراسي..وأسعدُ بوجودي في البيت بين أبنائي وأمنحهم الحنان فأشعرُ أنني وُلِدتُ من جديد من أجل العطاء وقد اختارني اللهُ لأحققَ السعادة للآخرين وهذا من فضلهِ تعالى. فالحمد لله أولا واخيرا على محبَّةِ الآخرين لي وعلى سعادتي في كلِّ الأماكن التي اقدِّمُ وأمنح بها كلَّ شيء إيجابي وحسن وفيه منفعة وخير للمجتمع .
سؤال ) هل تعتبرين أنَّ مسألةَ الجمال الخارجي قد تؤثِّرُ على مسيرة الشاعر والأديب ؟؟
– جواب – قبل كلَّ شيىء أنا مؤمنة أن الجمال هو جمال الروح ينبع من داخل القلب . الجمال هو جمال العقل والفكر الذي يمَكّنُ حتى الضرير بأن يراهُ ..أي يشعر به . جمالُ الروح هو ما جعلني أدخل قلوب الألوف الذين باتوا كعائلةٍ لي أكنُّ لهم كلَّ المودَّة والتقدير، وأحمدُ الله على ما منحني من جمال الروح .
لا شكَّ أنَّ لجمال المظهر تأثير أيضا ، ولكن ليس كما يتوقّعُ البعض . في الواقع لقد عانيتُ في بدايةِ شهرتي من ظلم البعض الذين اعتبروا انَّ سببَ شهرتي يعود لمظهري وجمالي الخارجي،ولكنني كنتُ مؤمنة ومتأكّدة أنه سيأتي اليوم الذي سيزولُ فيه هذا التفكير وذلك في أقرب فرصة يسمع فيها هؤلاء أشعاري وإبداعي، ومن ناحية أخرى فأنا لا أكترث لكلِّ ما أستمعُ إليهِ ولا تهمُّني ردودُ الفعل التي لم ولن أقتنعُ بها ، ويوم بعد يوم زالَ هذا التفكير وعرف الجميعُ انَّ جمالَ روحي يفوقُ أيَّ جمال . والحمدُ للهِ على ما منحني ونسألُ الله دوما أن يجعلَ ألسنتنا عامرة بذكرهِ وقلوبنا بخشيته.. فمن هنا منبع الجمال الحقيقي .
سؤال 15 ) طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبلِ ؟
– جواب – أنا مؤمنة انَّ الفكرة هي بداية تحقيق الحلم ،وأشعرُ انني متجددة الأفكار دوما ،في كلِّ يوم أحلمُ بتحقيق فكرة معيّنة ، ولأنني أومنُ ( تفاءلوا بالخير تجدوهُ ) فأنا أحقق أفضلَ من تلك الفكرة التي وضعتها كحلم ، ولذلك قررت بأن لا أن أحجزَ أحلامي أو مشاريعي بفكرة معيَّنة . ولكنني أنتظرُ بأن يتحقق الكثير الكثير أكثر حتّى مما أتوقع وهذا ما يحدث دوما إذ ما تفاءلنا واتّكلنا على الله.وجاء في الإنجيل:( ألقِ على الرَّبِّ همَّكَ فهو يعولُكَ) ..أحلم وأحقق ليسَ من أجلي وإنما من أجل الآخرين..من أجل الأطفال، من أجل الذين وثقوا جميعا، بي من أجل جيل المستقبل، من أجل الناس أجمعين. سعادتي تكمنُ في العطاء بلا حدود وكلما أعطيتُ أكثرَ أشعرُ أنني أحقق طموحات وانجازات أكبر وأعظم… وبتفكيري الإيجابي إنني لا أحجزُ توقعاتي فأنا بالتأكيد سأحققُ ما يضاهي هذه التوقعات إن شاء الله .
سؤال 16 ) كلمةٌ أخيرة تحبين أن تقوليها في نهاية هذا اللقاء ؟؟
– جواب 16 – أتمنى من كلِّ صاحب رسالة أن يقدِّمَها على أحسن وجهٍ .. وأتمنّى قبل أن يتحقق السلام الشامل والعادل والعام بين الدول بأن يتحققَ السلامُ الخاص بكلّ شخص، السلام في داخلنا وفي قلوبنا . وأتمنّى أن نحبَّ بعضنا بعضا وأن ننصَحَ بعضنا البعض ، وأن نجرّب طعمَ السعادة الذي يأتي من العطاء …من البناء، من التضحية ..لا من الأخذ لأنَّ الأخذ يؤدِّي بنا إلى سعادة آنيَّة مؤقّتة سرعان ما تزول ، وأما العطاء بكامل أنواعهِ فيؤدِّي بنا إلى السعادة الروحيَّة التي لا تتركنا أبدا ..أتمنّى أن نفكّر في قيمة ما منحنا الله ونشكره فقد منحنا الكثير الكثير، شعورنا بالامتنان لله يؤدّي بنا للسعادة التي هي بجوار الكثيرين منا لكنّهم لا يرونها ويبحثون عنها بعيدا ولن يجدوها ما داموا يبحثون عنها بعيدا.
أتمنّى أن لا نحيا همَّنا الفرديّ بل نتركه للباري فهو خير وكيل وإن كان لنا همّ بأن يكون همُّنا جماعيًّا وقضيّتنا إنسانيّة واحدة . أي بما معناه أن نحملَ هموم بعضُنا بعضا..وأن نحيا جميعنا من أجل فكرة واحدة، وعندما نتعاونُ ونكونُ حقا مع بعضنا البعض كما ينبغي حينها سنحقق الكثير ..
وأخيرا وليس آخرا أشكركَ على هذا اللقاء ولقد شرَّفتَ وأنرت مدينة عرابة البطوف وروابيها الشاعر والناقد والإعلامي القدير حاتم جوعيه .
أجرى اللقاء : حاتم جوعيه – المغار – الجليل