مالك بن نبي.. حوار العام الأخير قبل وفاته – معمر حبار
تاريخ النشر: 28/02/18 | 19:50 اشتريت منذ يومين كتاب “أزمة العالم الإسلامي” يضم مجموعة محاضرات وحوارات أجراها مالك بن نبي رحمة الله عليه، وقام بجمعها الأستاذ عبد الرحمان بن عمارة وأعاد نشرها بتاريخ: 11 سبتمبر 2016 كما جاء في مقدمة الكتاب، والكتاب نشرته دار بن مرابط، الجزائر، السداسي الول 2017 من 140 صفحة، فكانت هذه القراءة:
1. يضمّ الكتاب مواضيع منها: “أزمة الحضارة الإسلامية” عبر صفحات 15-34. والفصل الثاني الذي يضم “رسالة إلى كريم بلقاسم” : 48-51 و “رسالة إلى ممثّل جمعية إسلام”: 52-61. و”العمل المخطّط والإيديولوجية”: 69-80، و “في الإيديولوجيا”: 81-97، وقد سبق لصاحب الأسطر أن اطّلع على هذه المواضيع وعلّق عليها وعرضها عبر مقالات، لذلك يرى أن لا يتطرّق إليها الآن.
2. في الفصل الثالث: موضوعين أعترف أنّي أطّلع عليهما لأوّل مرّة واشتريت الكتاب لأقف على الجديد لأنّ صاحب الأسطر سبق له أن قرأ سلسلة مالك بن نبي باللّغة العربية واللّغة الفرنسية وكتب في شأنها مقالات عديدة ويسعى ليقتني كلّ جديد يتعلّق بتراث مالك بن نبي لم يقف عليه من قبل كموضوع: “جلسة مع مالك بن نبي، إبراهيم عاصي”: 101-123، و”إما أن نغيّر وإما أن نُغيّر”: 125-139.
3. وسيتم التطرق أوّلا للحوار الذي جمع مالك بن نبي رحمة الله عليه تحت عنوان: ” جلسة مع مالك بن نبي، إبراهيم عاصي” عبر صفحات 101-123، فكانت هذه القراءة والملاحظات:
4. لم يتم التعريف بالقائم على الحوار الأستاذ إبراهيم عاصي، باستثناء ما جاء في صفحة 101 على أنّه صاحب مجموعة قصصية عنوانها: “ولهان والمفترسون”.
5. أجري الحوار في أواخر حياة مالك بن نبي حين قال في صفحة 106: “إنّني الآن أشرف على السبعين، بعد أن بلغت الثامنة والستين”، وجاء أيضا في صفحة 120 قول مالك بن نبي: ” السنة الماضية 1971″، ومعناه أنّ الحوار أجري سنة 1972 أي عام واحد قبل وفاته باعتباره توفى سنة 13 أكتوبر 1973، ومن هنا كانت للحوار هذه الأهمية الكبرى، وهو ما دفع صاحب الأسطر للاعتناء به والتّعليق عليه وعرضه.
1. تمّ إجراء الحوار على أمسيتين كما جاء في صفحة 103 قوله: ” لقيته أوّل مرّة على غير اتّفاق في إحدى دور نشر في بيروت، ثمّ توالت لقاءاتنا، والتأم اثنان منها على شكل أمسيتين فكريتين استمرّت كلّ منهما حتّى منتصف اللّيل”، وجاء أيضا في صفحة 105: “لقد كان الحوار معه – ولا سيما في الأمسيتين إياهما -“. أقول: المتتبّع لمذكرات مالك بن نبي الأخيرة يلاحظ أنّه كان كثير السّفر لدول المشرق العربي وبالأخص سورية ولبنان لنشر كتبه والتأمين على تراثه ولما لقيه هناك من تقدير واحترام بالغ، وقد ذكر صاحب الأسطر ذلك في مقالات حين تعرّض وعلى مدار 20 حلقة لكتاب “في صحبة مالك بن نبي “للأستاذ والمحامي عمر كامل مسقاوي أطال الله في عمره ونفع الأمّة بعلمه وإخلاصه وصدقه وحبّه لمالك بن نبي وتفانيه في تقديم تراثه سالما آمنا نقيا.
2. حين يكثر القارىء من قراءة كتب مالك بن نبي يقف على حقيقة مفادها، أنّ كتب مالك بن نبي الأخيرة كانت جريئة وعملية و واقعية وحزينة مبكية لما تعرّض له في أواخر حياته من نكسات وخيبات وتعبّر عن ما هو بداخله الذي لم يستطع إعلانه في كتبه القديمة، ويرسم مدى تحرّره من القيود التي كانت تحيط به وأقصد خاصة القادة السياسيين الجزائريين والعرب والأسيويين، بينما كتبه الأولى امتازت بالدّقة والتنظير والقوّة من حيث اختيار الكلمات، وعلى القارىء أن يجمع بين القديم والجديد ومن وقف على شطر دون الآخر فقد أساء وحرم نفسه وغيره حسن الانتفاع.
3. أعجب صاحب الحوار بشكل كبير حين راح يصف المظهر الخارجي لمالك بن نبي في صفحة 103: “الاعتناق بهندامه إن لم نقل التأنق”. أقول: والدارس لكتب مالك بن نبي يلاحظ التناسق بين تنظيم أفكاره ودقّتها ومظهره الخارجي الأنيق الدقيق، وقد وضع في بعض كتبه أنّ حسن اللّباس والاهتمام بالمظهر الخارجي للمرء من شروط الحضارة وقوامها وديمومتها، ولا يمكن فصل جوهر الحضارة عن المظهر الخارجي. و يضع ” الذوق الجمالي” ضمن شروط قيام الثقافة التي هي أساس قيام الحضارة في كتابه “شروط النهضة”، دار الفكر، سورية، 1406هـ 1986، ويضم 160 صفحة. و أتذكر أنّه ذكر في كتاب له لا يحضرني الآن اسمه الفرق بين متسوّل حسن اللّباس ومتسوّل سيّئ اللّباس وطالب على الأقل بلباس حسن لايسىء لصاحبه ولا لغيره.
4. يؤكد مالك بن نبي في صفحة 106، أنّه لا يوجد تعارض بين دراسته العلمية والرياضية باعتباره خريج معهد اللاّسلكي من فرنسا سنة 1935 واهتماماته بالدراسات الاجتماعية والاقتصادية والفلسفات المختلفة والتاريخ، معلّلا ذلك بقوله: “الدراسة العلمية الرياضية مصل واق ضدّ مرض الثرثرة”. أقول: استفاد مالك بن نبي كثيرا من دراساته في الكهرباء واستطاع أن يوظّف تلك المهارة العلمية الدقيقة بمهارة في نشر وتقديم أفكاره بلغة دقيقة وعلى شكل معادلات رياضية تشرح المعنى شرحا علميا، بالإضافة طبعا إلى أسلوبه الأدبي الرفيع وقد لمست ذلك جليا وأنا أنهي ترجمة مقالين له حول ظروف كتابه “الفكرة الإفريقية الأسيوية” والترجمة التي ما زلت أقوم بها من حين لآخر لكتابه “Les Carnets de Malek BENNABI”
5. يرى مالك بن نبي في صفحة 107 أنّه “تعلّم اللّغة العربية منذ سنة 1956 بمصر، ومن أصحاب الفضل علّي في هذا محمود شاكر وراتب النفاخ من سورية وعدد من الإخوة الأفاضل”. أقول: أعترف أنّ سنة 1956 جديدة بالنسبة لي باعتبار مالك بن نبي قدم لمصر سنة 1956 ليترجم كتبه الأولى، والدّارس لمذكراته يدرك أنّ مالك بن نبي كان يشرف على كتبه المترجمة إلى اللّغة العربية ويطلب من مترجميه خاصّة عبد الصبور شاهين باعتباره حديث السن وقليل التجربة أن لا ينشروا أيّة ترجمة إلاّ بعد أن يطّلع عليها ويجري عليها التغييرات المناسبة، ما يدل على أنّ مالك بن نبي يتقن اللّغة العربية، لكن أبدع وتفوّق في الكتابة باللّغة الفرنسية وتميّز بأسلوبه الأدبي والعلمي. ومن جهة ثانية: كان من المفروض أن يقدّم له العون في مجال تعليم اللّغة العربية أبناء الجزائر يومها، وكما كتبت منذ مدّة كان من المفروض أن يكتب جزائري مقدمة لكتابه “الظاهرة القرآنية” ويترجمها جزائري، لكن تمّ الاستهزاء يومها بالكاتب والكتاب وعوقب بسحب المنحة التي كانت تقدّم له كلاجئ. وبقدر ما نقدّم الشكر والتحية لإخواننا الأعزّاء في المشرق العربي على العناية التي قدّموها لمالك بن نبي من تقديم وترجمة وتعليمه اللّغة العربية وضيافة وحسن معاملة ، نلوم بشدّة الجزائريين الذين فرّطوا في ابنهم مالك بن نبي رحمة الله عليه وهم القادرون يومها على ذلك.
6. يتعامل مالك بن نبي مع الشيوعية على أنّها دين، وأعترف أنّي لم أقف على هذا المفهوم في كتبه وهو ما يؤكد ما ذكرناه في الأعلى والمتعلّق بالكتب الأخيرة التي كتبها مالك بن نبي والحوارات والمحاضرات الأخيرة التي نشرها، فهو يفصح عن ما بداخله والتي لم يعلن عنها في كتبه الأولى للأسباب التي ذكرت لمن أراد أن يعود إليها.
7. يرى في صفحة 108-109 أنّ الكنيسة هي التي ساهمت في نشر الشيوعية، ويضرب لذلك مثلا فيقول: ” إنّ كنائس الجزائر قبل الاستقلال هي التي شيّعت من تشيّع من أبنائها هناك”، أقول: ويبدو لي هذا هو السبب الذي دفع مالك بن نبي لاعتباره الشيوعية دين لأنّها صدرت من هيئة دينية ألا وهي الكنيسة.
8. ويرى في صفحة 113-115 وما بعدها، أن خلاص الأمة من التخلّف الذي يعيشه في “فكّ التبعية بجميع أشكالها عن الحضارة الغربية” باعتبار أنّ “تبعيتنا لهم ليست تبعية استهلاك فقط، ولكنّها تبعية إنتاج أيضا”، وليس العيب في أن تنتج منتوج غيرك لكن أن تنتج منتوج غيرك بمواصفاته وحسب ثقافته، ويؤكد على قاعدته في ذلك: تبعية الإنتاج أخطر بكثير، والأخطر من الاثنين معا هي تبعية الفكر والعقيدة”. أقول: ومالك بن نبي بهذا الوصف يرتّب خطورة التّبعية حسب هذا التسلسل: تبعية الاستهلاك، وتبعية الإنتاج، وتبعية الفكرة والعقيدة، ويضرب لذلك مثلا عن الصين التي كانت تتبع الاتحاد السوفيتي يومها ثم انفصلت عنها كليا وجذريا “وكانت الثورة الثقافية ذروة الانفكاك”، رغم أنّ الاتحاد السوفيتي هو الذي ساعدها ودعّمها وهذا سرّ من أسرار تفوّق الصين، ولو عاش مالك بن نبي ليومنا هذا ورأى ما وصلت إليه الصين من قوّة اقتصادية اجتاحت الكرة الأرضية وسيطرة على كبرى الأسواق العالمية وفي عقر دارها لتأكّد من صدق نظرته والصين يومها في بداية طريقها واستقلالها.
9. أكّد في صفحات 115-117 ، أنّ: “الفرد لا يحقّق شيئا وحده دون روابط جماعية اجتماعية، لأنّ الحضارة تقوم على الإرادة الحضارية والإمكان الحضاري. وحياة الفرد قبل أن تكون منوطة بذاته الخاصة وبموهبته الشخصية، هي منوطة أوّلا وقبل كلّ شيء بصلته بمجتمع معيّن. إذن لابد من الإرادة بمعناها الجماعي”. أقول: والقارئ لكتاب مالك بن نبي “الفكرة الإفريقية الأسيوية” وكتابه: “فكرة كومنويلث إسلامي” يدرك جيدا الأهمية القصوى التي أولاها للعمل الجماعي من خلال مثال إفريقي ومثال إنجليزي في الوحدة والتكامل.
10. وعن كيفية التعامل مع الحضارة يقول في صفحة 118: السير نحو الحضارة يكون باستئناف ما بناه الأوائل، وأن لا نكون متنكرين لأعزّ فترة من تاريخ أمّتنا. و إذا كان المسلم متخلّف في ميادين التكنولوجيا والذرة والفضاء فعليه أن يبحث عن الصدارة والاختصاص في ميادين أخرى وهي مجال “الإنسان”. وتكمن مهمتنا في نقطتين: رفع الإنسان اجتماعيا إلى مستوى الحضارة، و رفع الإنسان العربي أخلاقيا إلى مستوى الإنسانية. أقول: ولا غرابة في أن يركّز مالك بن نبي على الإنسان والحضارة على الإنسان، بل حتّى التراب والماء يعتمد على كيفية تعامل الإنسان معهما وكيفية تحويلها إلى عناصر فاعلة في تجسيد الحضارة.
11. يعرّف الحضارة في صفحة 119، فيقول: “الحضارة هي مجموعة الشروط المادية والمعنوية التي تتيح لمجتمع ما أن يقدّم جميع الضمانات الاجتماعية لكلّ فرد يعيش فيه” و أكّد في نفس الصفحة أيضا: “أنّ الحضارة لا يمكنها أن تقوم بلا عامل أخلاقي”. أقول: يتّضح من خلال قراءة كتب مالك بن نبي أنّه يركّز على أنّ الحضارة تقوم على أساسين: مادي ومعنوي ويقصد بالمعنوي الجانب الديني والأخلاقي، ويرى أنّ المادّة لا بدّ لها من توجيه وهذا التوجيه يكون عبر القيّم الدينية والقيّم الأخلاقية النابعة من المجتمع والتي تخدم المجتمع بطريقة فاعلة وليس بالضرورة أن تكون صالحة، لأنّه يمكن أن تكون صالحة لكنها غير فاعلة، وقد شرح ذلك جيّدا في كتابة “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي” لمن أراد أن يعود إليه.
12. وعن الحضارة الغربية يرى، أنّ الحضارة الغربية آلت إلى حضارة مادية صرف، ولذلك فإنّها آيلة إلى الانهيار السريع والسّقوط. أقول: هذا هو رأي مالك بن نبي تجاه الحضارة الغربية التي تخرّج من جامعاتها ودرس كتبها وتزوّج من بناتها وتعرّف على كبار مفكريها، ومن جهة أخرى يبيّن بوضوح أن مالك بن نبي ليس ذلك المنبهر بالحضارة الغربية وهو أعرف النّاس بها من غيره باعتباره عايش الغربي معيشة مباشرة ويعرف جيدا الغربي من الناحية الفكرية كما أشرنا إلى ذلك، ونؤكّد من جديد أنّ هذا الموقف من الغرب ذكره مالك بن نبي عام قبل وفاته وهذا الموقف هو الذي توفى عليه ولقي ربّه عليه.
13. يرى في صفحة 120: نحن في ضيق من الحياة والغربي في ضيق من النفوس، فهم ينتظرون من يشرح صدورهم. أقول: مالك بن نبي في هذه العبارة يجسّد بحق مفهوم الفاعلية الذي ذكره وشرحه في عدّة كتبه، فالمسلم هو الذي يقدّم العلاج للغربي لأنّه بأمسّ الحاجة إليه، وما دام المسلم يعاني ضيقا في الحياة والغربي يعاني بدوره ضيقا في النفس فوجب إذن التعاون لرفع الضيق عنهما جميعا، وهذا التعاون شكل من أشكال الحضارة المطلوبة. فالمسلم وإن كان ضعيفا في حياته فالمطلوب أن يقدّم حلولا يملكها ولا يملكها غيره ولا يكتفي بالاستسلام للوهن والضعف المادي الذي يعيشه ويمكن معالجته وتداركه.
14. يؤكّد في صفحتي 120-121 أنّ الانهيار الأخلاقي الذي يعيشه مجتمعنا هو نوع من التقليد والتأثر لكنه مقصود، ومقصود بشكل مرعب، ويرى أنّ اليهود لهم الضلع الأكبر في تهديم الأخلاق أينما وجدوا، لأنّهم يمارسون حرفة تهديم الأخلاق عن عمد وتصميم. أقول: من أراد المزيد حول اليهود فليطالع كتابه “المسألة اليهودية” وهو الجزء الثاني من كتابه “وجهة العالم الإسلامي”، وكأنّه يقول: لا يمكن تحديد الوجهة إلا بمعرفة وجهة اليهود بالنسبة لنا، و إذا لم يحدّد العالم الإسلامي وجهته رسمها له الصهاينة، وسنعود للكتاب لاحقا بإذنه تعالى.
15. يرى في صفحة 122: إذا كان السلوك الفردي لليهود غير أخلاقي فإنّ الإرادة الجماعية لليهود تتركز على بعث وجودهم وبناء حضارتهم على أنقاض أخلاق وكيانات البشرية جميعا. أقول: يريد أن يؤكد على حقيقة راسخة في التاريخ وأكيد مالك بن نبي يعرفها باعتباره يعرف اليهود من خلال المدّة الزمنية التي قضاها في فرنسا ناهيك ومن خلال طفولته وشبابه الذي قضاه في الجزائر حين رأى اليهود يومها بالجزائر وتعاملهم مع الاستدمار الفرنسي ومساعدته في قمع الثورة الجزائرية، ومفادها أنّ اليهودي بطبعه يعامل أخاه اليهودي بأخلاق عاليه كحرمة التعامل بالربا مع اليهود فيما بينهم وتحريم قتل اليهودي من طرف اليهودي، وفي نفس الوقت ضرورة التعامل بالربا مع غير اليهودي أو “الأممي” كما يسمونه والتقرّب إلى “ربهم” بقتل كلّ نفس زكية طاهرة تعارض الوجود الصهيوني والاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وتسعى للاستقلال والتميّز كما حدث مع الشاب التونسي الذي صنع طائرة من غير طيار والذي اغتاله الصهاينة بتونس في السنوات الأخيرة.
16. يفرّق جيّدا في صفحة 123 بين الحقّ والواجب فيقول: الواجب يستلزم العطاء وينتهي بالحب والخلود والوئام، و “الحق” يستلزم المطالبة أي المناضلة بنية الأخذ والوصول إلى الحقوق، ولذلك فهي تنتهي بالصراع، فالحقد، فالزوال السّريع. أقول: لأوّل مرّة أقف على حقيقة تفضيل مالك بن نبي لمفهوم “الواجب على “الحق” الذي يذكره في كتبه العديدة، وكما أوافقه في مفهوم “الواجب” يبقى القارىء المتتبّع يخالفه في ما ذهب إليه بشأن “الحق” باعتباره في نظره يؤدي إلى الصراع والحقد والزّوال السّريع خشية أن يفهم أنّ السعي وراء الحقوق يجلب المشاكل فيتقاعس أصحاب الحقوق عن حقوقهم ويكون المعنى بالتالي مثبّطا للعزائم ولدى أصحاب النفوس الضعيفة عوض أن يكون حافزا ومدعما لنيل الحقوق ولو بمشقة وصبر وطول عناء.
معمر حبار