ستون عامًا على قيام الجمهورية العربية المتحدة
تاريخ النشر: 04/03/18 | 8:49مضى ستون عامًا على قيام دولة الجمهورية المتحدة بين مصر وسورية.وتكتسب هذه الذكرى أهمية كبرى في ظل ما تتعرض له الأمة العربية والقطر السوري خاصة من مؤامرات ومشاريع تفتيتية تهدف الى تقسيم وتجزئة المنطقة الى دويلات طائفية، ومنع أي ارهاصات لوحدة عربية شاملة، ونشر الفوضى الخلاقة.
وما أحوجنا للتذكير بهذا الحدث الهام وقراءته من جديد واستخلاص العبر منه والاستفادة من أهدافه وغاياته في مواجهة قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.
لقد كانت الوحدة العربية حلم الشعب العربي من محيطه وحتى خليجه، وحلم قادة ورواد الحركة القومية العربية. وفي طليعتهم الزعيم العروبي الخالد جمال عبد الناصر، وذلك بهدف ازالة الحدود والفواصل، التي اختلقها الاستعمار لتقطيع أوصال الأمة العربية، ولكن ارادة الجماهير في التوحد حول الهدف الواحد. والعمل المشترك في مواجهة الاستيطان الصهيوني في فلسطين، وادراكها لحقيقة انه العائق أمام تحقيق الوحدة العربية الشاملة، كان لها الأثر الكبير الواسع ومفعول السحر في انجاز الوحدة الكبرى والعمل الوحدوي بين مصر وسورية.
وقد تناغمت الجماهير المصرية والسورية في سياق متصل ولحن واحد متسق، ذابت فيه النظرة الأحادية الضيقة وتجاوزنها الى الآفاق القومية، بانتخاب طيب الذكر عبد الناصر رئيسًا لدولة الجمهورية المتحدة.
وكان بزوغ شمس الوحدة والاعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة، مصدر قلق للرجعية العربية، وتحدي رائع لقوى الاستعمار الأجنبي العالمي، التي أوجدت الكيان الاسرائيلي ليكون سدًا منيعًا بوجه أي عمل وحدوي مشترك بين الدولتين المصرية والسورية، لادراك هذه القوى على المدى البعيد أن هذه الوحدة بين البلدين هي الصخرة التي ستتكسر عليها خططها ومشاريعها التآمرية، وأنها تشكل اللبنة الأولى لانجاز واقامة وحدة عربية شاملة.
ان ما يحدث في سورية ومصر، وما حدث في العراق، من قتل وتدمير للبنى التحتية وتفكيك وتجزئة لعرى هذه الدول وجيوشها ليس وليد اللحظة، ولم يأت من فراغ، ولأن لهذه الدول كان ارهاصات وحدوية قادتها الى خطوات على طريق الوحدة، وهي أمل كل شعوبنا وأمتنا العربية.
ان الدور التآمري الخطير للسعودية وقطر من جانب الولايات المتحدة واسرائيل، بدعم وتمويل كل الحركات والتنظيمات الارهابية المسلحة التي تسعى الى تدمير الدولة السورية وتحويلها الى أنقاض عقابًا على السياسة الوحدوية التي كانت وما زالت ترنو وتتطلع اليها.
هذا الدور يجب أن يجهض ويقاوم، وأن يجابه ويواجه بحزم من القوى والحركات الشعبية والوطنية والديمقراطية والتقدمية، بالتواصل مع شعوب الخليج العربي من أجل اسقاط هذه الأنظمة العارية.
العدو الأساسي لوحدة شعوبنا وأمتنا العربية ، وقد تجلت وبرزت أفعاله وممارساته التخريبية التدميرية ومواقفه المتواطئة، يتمثل في حكام قطر والسعودية، وكل حركات التأسلم السياسي الوهابية الارهابية التكفيرية الظلامية المتطرفة، وعلى شعوبنا أن تدرك هذه الحقيقة وتعمل بكل السبل على تطهير وتنطيف أقطارنا العربية منها لما تجلبه من دمار واحراق لكل الجسور الممتدة نحو الوحدة العربية الشاملة.
ان وحدة الشعوب العربية الآن هي الخطوة الأولى في نعش اسقاط أنظمة الذل والتآمر والخيانة العربية، والبديل لما يسمى”جامعة الدول العربية”التي أثبتت انها مجرد اسم بدون محتوى ومضمون، ولتبق ذكرى قيام دولة الجمهورية العربية المتحدة نورًا ساطعًا يضيء عقول شعبنا العربية وروحه، ويشخذ قواه الطليعية ليكون قادرًا على مواجهة الصعاب والتحديات الراهنة التي تواجه أمتنا العربية وتعمل على ازالة المفاهيم الوحدوية والقيم النضالية من خريطة الفكر العربي.
بقلم:شاكر فريد حسن